5 يونيو، 2012
تقرير أولي عن تنقيبات الموسم الأول لجامعة الموصل كلية الآثار في تل قوينجق 2011
بسـم الله الرحمن الرحـيـمم/ تقرير أولي عن تنقيبات الموسم الأول لجامعة الموصل في تل قوينجق 2011 بعد أن أصدرت الهيئة العامة للآثار والتراث مشكورة موافقتها على قيام بعثة كلية الآثار بجامعة الموصل بإجراء تنقيبات علمية في تل قوينجق , بكتابها المرقم 11360 في 1/11/2010 قامت البعثة باتخاذ التدابير اللازمة لاختيار المساحة المراد التنقيب فيها , وكذلك أعداد مقر البعثة , ومن ثم أكمال السياج الذي سبق لهيئة الآثار والتراث انجازه , من اجل حماية كامل تل قوينجق من التجاوزات المحتمله وبموافقة السيد مدير مفتشية آثار نينوى في احدي زياراته في لموقع التنقيبات أكملت بعثة جامعة الموصل تسيج الشطر الشمالي من التل بالمساند الكونكريتية والمشبكات السلكية المعروفة بـ(BRC) واعدت مقر البعثة المتكون من كرفان عدد (2) وكان واحداً منها مخصصاً لأعضاء البعثة , فيما خُصِّصَ الثاني للحراسات الدائمة , ولخزن لوازم عمليات التنقيب . وفضلت البعثة أن تكون تنقيباتها في الشطر الشمالي من التل استناداً إلى الفقرة (2) من أجازة التنقيب التي نصت على اختيار الجزء الشمالي من التل للعمل بهِ لمدة ثلاث سنوات وذلك بسبب وجود مساحات كبيرة غير منقبة , وهي بنفس الوقت قريبة إلى المجسات الكثيرة التي نفذتها بعثة المتحف البريطاني منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن الماضي على وجه الخصوص . وكانت بعثة تنقيب جامعة الموصل مؤلفة من السادة المدرجة أسماؤهم ومراتبه العلمية وتخصصاتهم في أدناه :أ.د. علي ياسين الجبوري عميد كلية الآثار- الاختصاصي بالمسماريات-رئيس البعثة1- أ.د. جابر خليل إبراهيم مساعد رئيس البعثة2- د.عامر عبدالله الجميلي أستاذ مساعد – لتسجيل الآثار3- د. نبيل نور الدين حسين مدرس – لتصوير الآثار4- م.م. غسان مردان حجي مدرس مساعد آثاري – المسؤول الإداري للهيئة5- م.م.غفران صبري احمد مدرس مساعد آثاري – ماقبل التاريخ6- السيد عبد الواحد محمد سليمان دبلوم مساحة ورسم هندسي للشؤون التخطيط والهندسة ومثلت السيدة أميرة بهجت ( منقب آثار أقدم ) الهيئة العامة للآثار والتراث-مفتشية آثار نينوى باشرت البعثة أعمالها في تل قوينجق يوم الاثنين الموافق 24 تشرين الأول 2011 بتحديد مكان مربعين طول ضلع كل واحد منها 10×10م , ( صورة رقم 2-3 ) يقعان في القسم الشمالي من التل فبدأت بقشط سطح المربع الأول , وبعد ان وجدت البعثة ان نتائج الحفر في هذا المربع كانت مشجعة , فقد تمَّ الكشف عن كسرات من الفخار المتأخر وتنانير من أزمنة متأخرة أيضاً ( صورة 4 ) وكذلك جدران ضعيفة , تشكل كلها أدلة أولية لاستيطان متناثر . وقد أثار اهتمام بعثة التنقيب , العثور على عظام طفل صغير او جنين موضوعة في جرة صغيرة وهذة الجرة محفوظة في جرة اكبر ( صورة رقم 5 ) الأمر الذي تطلب تصويرها وحفظها بعناية فائقة لغرض عرضها على المختصين لدراستها . واعتبرت البعثة أن اللقى المكتشفة في هذا المربع وان كانت بسيطة , إلا أنها مشجعة للحفر العميق ونتيجة الحفر في الطبقات العليا , فقد اكتشفت في ذلك المربع بقايا جدران مشيدة بحجارة مشذبة , الأمر الذي شجع المنقبون للحفر في مربع أخر مجاور للأول , من اجل استظهار مسار تلك الجدران , وتتبعها . كانت اللقى في معظمها كسر من الفخار وبكميات كبيرة ( صورة رقم 6 ) أما الجرار الكاملة فكانت قليلة , ولا تتناسب مع غزارة الكسر الفخارية وحينما حدد المربع الآخر والمجاور للأول , وهو بنفس المقاسات (10×10م ) استظهر التنقيب فيه بقايا جدران مشيدة بالحجارة الكلسية على عمق بتراوح بين 2,50 – 3م , وكانت على استقامة الجدران ذاتها المكتشفة في المربع الأول والأدلة الفخارية والحجرية تؤكد أنها تعود للفترة الأشورية . وقد استظهرت أعمال الحفر جدران حجرية أو أرضيات حجرية أيضاً واكتشفت في إحدى تلك المربعات عن بقايا لوح من المرمر , عليه مشهد منحوت بالأسلوب البارز , تمثل أقدام أشخاص لم يبق منا سوى الأقسام السفلى ( صورة رقم 7 ) ويبدو أن الألواح ومشاهدها قد تعرضت إلى قطع متعمد من قبل منقبوا المتحف البريطاني , الذين اعتادوا على هذا الأسلوب في الحفر والنقل خلال أعمالهم في تل قوينجق والمواقع الأخرى في القرنين الماضيين . ويكشف مثل هذا العمل على مدى الاستهانة بالآثار العراقية , ونقل مايحلو للمنقبين إلى متاحف بلادهم من العواصم الآشورية. وعلى الرغم من أن الموسم كان قصيراً , الاان كلية الآثار نظمت زيارات للأساتذة والطلبة للاطلاع على سير أعمال التنقيب ( صورة رقم 8 ) , لكونها محاضرات علمية في علم آثار بلاد الرافدين . للربط بين الدروس النظرية والأعمال الحقلية , تحقيقاً للهدف الذي خططت له الكلية , وهو من اجل أعداد أجيال مؤهلة للعمل الاثاري . وسيكون مردوده حسناً للجامعة وللهيئة العامة للآثار والتراث , التي آزرت بعثتنا ومما تجدر الإشارة إليه أن هيئة التنقيب قد باشرت إعمال الموسم الثاني بتاريخ 17 / 4 / 2012 لغرض استكمال إعمال التنقيب وفق الخطة المعدة للعمل .