كلية الفنون الجميلة

افتتح العرض المسرحي العراقي ( طقوس الحطب ) في مهرجان المسر الدولي لشباب الجنوب في دورته الثامنة امس الجمعة ١ اذار ٢٠٢٤ .
والنص من تأليف الكاتب المسرحي العراقي ابراهيم كولان وإخراج الدكتور نشأت مبارك صليوا عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل، وتمثيل شوقي حكمت و وسام بربر وصدام سالم حنا.
يفاجئنا العرض في بدايته بتراتيل طقوسية كنسية تستقبلك فتحيلك منذ الوهلة الاولى نفسياً وذهنياً لمشاهدة عمل تقليدي محلي خاص بهذه المدينة العراقية المسالمة بفلكلورها وموروثها وتراثها السرياني الثر، الا ان هذا الانطباع سرعان ما يتبدد ويتلاشى مع مفتتح المسرحية وفي مشهدها الأول لينقلك فريق العمل وممثليه الثلاثة الى عرض مسرحي يحمل هم وطن من اقصى شماله الى اقصى جنوبه، حيث يتجاوز مؤلفه ابراهيم كولان ومخرجه نشأت مبارك المحلية المناطقية الى الاحترافية الوطنية كخطوة اولى.
والقصة ابتدأت من ضابط عسكري متقاعد (شوقي حكمت) يقوم بزج أبنه الصغير (وسام بربر) في اتون الحرب وسعيرها وأن يضحي بنفسه أن اقتضى الأمر لأجلها .
يقابلها رفض شقيقه الأكبر (صدام سالم) لهذا المنطق اللاعقلاني عبر حوار ديالكتيتكي يمتد طوال المسرحية مع تناول مفردات مثل (الحرب- الواجب- الامانة – التضحية – الاخلاص – الوطن) فسرعان ما ينكشف طرفي الصراع (المركز- شوقي) المستبد برأيه المتطرف وبحجته (الدفاع عن الوطن) مقابل (الهامش وسام – صدام) الابناء التواقين الى العيش بحب وسلام.
الا ان المتسلط (شوقي) يصر على اضطهاد الابن الصغير ومصادرة اراء الابن الكبير بهوسه بالحرب وبما تخلفه من ويلات ودمار والآلام يساعده في ذلك الخطاب الطاغي وتمكنه الادائي للطقوس الروحانية الوجدية التي يستعين بها مع بداية دعواته للحروب التي لا تنتهي، روحانيات وظفها مخرج العمل رفضاً قاطعاً لتغييب عقل الانسان وارادته بتعدديتها الدينية.
حري بنا ان نفتخر بأعمال ترتقي بالمسرح العراقي عبر تعاون مؤسستين عريقتين ( جامعة الموصل ومسرح قره قوش ) ليقدما عروضاً منتخبة تضيء المشهد الفني في محافظة نينوى بشكل عام والمشهد الفني في مدينة بغديدا بشكل خاص.

شعبة إعلام كلية الفنون الجميلة