22 سبتمبر، 2012
المنتدى الإستراتيجي الخليجي الأمريكي خطوة متقدمة في تعزيز العلاقات الخليجية الأمريكية
عبد الرزاق خلف محمد الطائيمدرس مساعد/قسم الدراسات السياسية والإستراتيجية مركز الدراسات الإقليمية /جامعة الموصلترتبط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية علاقات إستراتيجية مهمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويأتي الاجتماع الأول لوزراء خارجية دول منتدى العلاقات الخليجي الأمريكي في العاصمة السعودية الرياض في31اذار/ 2012، خطوة متقدمة لتعزيز هذه العلاقات،وهذا المنتدى يضم إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية دول مجلس التعاون الخليجي (المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة ،الكويت ، قطر ، البحرين، سلطنة عمان). كان اجتماع وزراء خارجية هذه الدول ، يهدف إلى وضع إطار رسمي للتعاون الاستراتيجي في العديد من القضايا بينهما. وخلال الاجتماع رأس الجانب الخليجي سعود الفيصل وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، فيما رأس الجانب الأمريكي هيلاري كلينتون وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية ، وبحضور الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني .وحسب البيان الختامي ناقش الوزراء سبل تعزيز التعاون في عدد من المجالات الرئيسية منها التعاون العسكري ، والأمن البحري، وحماية البنية الأساسية الإستراتيجية، ومكافحة القرصنة وأسلحة الدمار الشامل. والأوضاع في المنطقة العربية بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص.وفي مالي عرض ومناقشة هذه الملفات .التعاون العسكري والأمني : من المعروف ان الولايات المتحدة الأمريكية قامت بعقد سلسلة من الاتفاقات العسكرية والأمنية التي تعطيها حق بناء القواعد العسكرية الضخمة وتطوير بنية تحتية عسكرية متكاملة تتكون من قواعد وموانئ ومنشآت ومستودعات تمكنها من البقاء الدائم وغير المشروط في بلدان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهذه الاتفاقات وقعت مع البحرين (1971-1991)والكويت في 19ايلول/1991 وقطر (1992)والأمارات العربية المتحدة (1994). في حين سلطنة عمان بينها وبين الولايات المتحدة اتفاقات عسكرية منذ (1980-1981). أما المملكة العربية السعودية وعلى الرغم من عدم وجود معاهدة أمنية دفاعية مشتركة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية ، فان الارتباطات العسكرية وطيدة بين البلدين ، ان هذه الاتفاقيات وفق مدركات دول الخليج تهدف إلى ردع أي خطر تتعرض لها.وقد مكنت هذه الاتفاقيات الولايات المتحدة استخدام هذه القواعد في حربها الأخيرة على العراق .لكن الجديد في التعاون العسكري الأمريكي الخليجي هو طرح مشروع انشاء الدرع الصاروخية الموحدة خلال اجتماع المنتدى،وبناء على ذلك سيتم تشكيل لجنة خبراء من دول المجلس إلى جانب لجنة من الخبراء العسكريين الأمريكان لدراسة الموضوع ومن المؤمل ان تبدأ أعمال اللجنة المشتركة قبل1أيار/2012.والدرع الصاروخي (missile defense) هو نظام يتم فيه بناء شبكات حماية مكونة من أنظمة صواريخ أرضية، مستندة إلى نقاط ارتكاز جغرافية عدة، قادرة على إسقاط أي صاروخ باليستي عبر للقارات يستهدف أراضي الولايات المتحدةالأمريكية أو حلفائها.بطرح مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي، نقلت الولايات المتحدة مسألة العلاقات الأمنية من المستوى الثنائي إلى المستوى متعدد الأطراف ، الا أنعلامات استفهام كثيرة تثار حول سبب إطلاقها في هذاالوقت بالتحديد ، ومن سيقوم بإدارة وتمويل هذه الدرع الصاروخية ؟ وهل تضع دول المجلس شروط مثل أن يشترك خبراؤها في إدارة هذا الدرع على غرار ما فعلته تركيا ، وهل بإقامة هذاالدرع سيتم تحجيم نفوذ كل من روسيا والصين وإيران في المنطقة ؟ فالإيرانيون وعلى لسانوزير دفاعهم أحمد وحيدي حذروا الدول الخليجية من المشاركة في مشروع منظومة الدرعالصاروخية باعتبارها مشروعا أمريكيا – صهيونيا يهدد الأمن الإقليمي . أما المصادر الخليجيةفتؤكد((إن الولايات المتحدة تسعى إلى إقامة الدروع الصاروخية في الخليج لتكون مهمتها التصدي للصواريخ الإيرانية في حال قررت إيران الرد على أي عملية عسكرية تستهدف منشئاتها النووية ، ومن بين تلك السيناريوهات المتوقعة ، قيامها باستهداف المنشأت النفطية للدول الخليجية )).لذا يتطلع المراقبون العسكريون إلى شهر حزيران للإعلان القرار النهائي بشان مشروع الدرع الصاروخي الموحد .الملف النووي الإيراني : خلال مناقشة البرنامج النووي الإيراني شددت المجتمعون أن على القيادة الإيرانية إبداء الجدية والمصداقية لإيجاد حل لمشكلة البرنامج النووي بالطرق السلمية واتخاذ الخيارات الصائبة عن طريق مناقشة قضية هذا الملف في مفاوضات (5+1) (الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن + ألمانيا ) في اسطنبول في الرابع عشر من نيسان/2012 والاجتماعات اللاحقه، إلى جانب ذلك، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية تصميم أدارتها على منع إيران من امتلاك السلاح النووي وأنه لن تكون المفاوضات معها مفتوحة.الأمن والملاحة البحرية :ناقش المجتمعون الأمن والملاحة البحري في الخليج بعد تهديدات إيران بغلق مضيق هرمز، حيث تتصف المواصلات والملاحة في الخليج العربي بالأهمية البالغة إذ تمر عبر مضيق هرمز أكثر من 90% من إمدادات الطاقة المصدرة من الخليج العربي والمتمثلة بالصادرات النفطية ، أي نحو 40% من صادرات العالم النفطية تمر عبر مضيق هرمز ، مما يجعله نقطة اختناق بحري حرجة بالنسبة للاقتصاد العالمي، ولهذا السبب نجد أن المحافظة على سلامة الملاحة البحرية في الخليج وعبر المضيق خالية من حالات الانقطاع تشكل أولوية إستراتيجية للولايات المتحدةودول الخليج ، كما أن المنفذ إلى الخليج عبر مضيق هرمز مهم أيضا للوجود العسكري الأمريكي ونشر القوة في حدود المنطقة ، وهذا يعتمد بقدر كبير على مجموعة حاملات الطائرات في الخليج ، فضلا عن سرعة إعادة تموين القوات الأمريكية عن طريق الجسور البحرية في البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي ،إلى جانب المنفذ إلى موانئ ومنشات في دول الخليج العربي الأخرى تعد مفيدة جدا في هذا الصدد.الوضع في سوريا : على صعيد الوضع في سوريا استنكر وزراء خارجية دول الخليج عمليات العُنف فيها ، وطالبو بالوقف الفوري لها ، وضرورة وضع حد لجميع أعمال العنف في سوريا، والسماح للمنظمات الدولية بإرسال معونات إنسانية للشعب السوري،.وفي نفس السياق جدد الوزراء دعمهم لمهمة المبعوث العربي لأممي كوفي عنان، ومُطالبته بضرورة وضع حد زمني لتحديد الخطوات المُقبلة في حالة استمرار العنف، والتشديد على ضرورة التزام سوريا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم "١١٢٠٧" الصادر في ١٦ شباط / ٢٠١٢، وقرارات جامعة الدول العربية الصادرة في ٢٢ /كانون الثاني٢٠١٢ و١٢ شباط/٢٠١٢،بما يسمح بانتقال سلمي للسلطة من أجل تحقيق إرادة وتطلعات الشعب السوري. وفي نفس السياق أشير إلى أن الخطوات القادمة للتعامل مع الوضع في سوريا ستركز على أربع نقاط تتمثل في تكثيف الضغط على النظام الذي سيحدث عبر العقوبات وتدعيمها دوليًا، وكذلك تقديم المُساعدات الإنسانية لمُحتاجيها.التوصيات بعد نهاية الاجتماع : بعد نهاية الاجتماع وجه الوزراء كبار المسؤولين بتشكيل مجموعات عمل قبل 1 أيار 2012 تشمل دول المجلس والولايات المتحدة وتُعنى بالقضايا الإستراتيجية والأمنية الأساسية، وتتكون من مسؤولين وخبراء من الجانبين، على أن يجتمع كبار المسؤولين بحلول 15 تموز، لاستعراض التقدم المحرز، وإعداد تقرير بالتوصيات النهائية لمجموعات العمل ، واقتراح الخطوات المستقبلية، وعرض ذلك على الاجتماع الوزاري القادم لمنتدى التعاون الاستراتيجي بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية، والمقرر عقده في أيلول 2012.المصادر .حسني ثابت، العلاقات الأمريكية الأوسطية .. ومنتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي_الأمريكي، اتحاد الإذاعة و التليفزيون المصرى ، ملفات العرب والعالم ،2/4/2012.Wyn Bowen ,"Shield against Rogues ", The World Today, Vol. 56, No. 1Royal Institute of International Affairs,(Jan., 2000), pp. 4-6.James Glanz," Missile Defense Rides Again " , Science, New Series, Vol. 284, No. 5413American Association for the Advancement of Science (Apr. 16, 1999), pp. 416-420صحيفة عكاظ العدد (3941)،9/5/1433هـ/1/4/2012م.صحيفة الجزيرة (14430)، ،9/5/1433هـ/1/4/2012م.عبدا لرزاق خلف محمد الطائي ،" محددات السياسة الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي " بحث مقبول للنشر في مجلة دراسات إقليمية ، مركز الدراسات الإقليمية ، جامعة الموصل 2011.______________، الوجود العسكري الأمريكي وأثره في صنع القرار السياسي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ،في صنع القرار السياسي في العراق ودول الجوار،(تحرير) ريان ذنون العباسي،سلسلة شؤون إقليمية رقم27(جامعة الموصل_2009) .ـ