4 سبتمبر، 2013

الولايات المتحدة الأمريكية وحركات التغيير العربية

الولايات المتحدة الأمريكية وحركات التغيير العربية

إشكالية الفهم وحتمية الصدام الفكري

فارس تركي محمود

مدرس/ قسم الدراسات السياسية والإستراتيجية/ مركز الدراسات الإقليمية/ جامعة الموصل

كان انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وظهور الولايات المتحدة الأمريكية كقوة دولية عظمى، ودخول العالم مرحلة القطبية الثنائية إيذانا ببدء حالة من الصراع والصدام الفكري ما بين المنظومة الفكرية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ، والمنظومة الفكرية العربية المفتقدة للقيادة من جهة أخرى . وطوال خمسة أو ستة عقود حاول الأمريكيون تطويع المنظومة الفكرية العربية ، أو إعادة تشكيلها بالشكل الذي يتماشى ويتناغم مع منظومتهم الفكرية وصولا إلى هدفهم الاستراتيجي المتمثل بإحلالها – أي منظومتهم الفكرية – محل المنظومة الفكرية العربية . وقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية عدة وسائل لتحقيق هذه الغاية أبرزها الوجود العسكري وإقامة القواعد في المنطقة العربية ، تعزيز الروابط الاقتصادية وتقديم المساعدات ، تشجيع ونشر وترويج المفاهيم الجوهرية للحضارة الغربية مثل الديمقراطية والليبرالية والحرية وحقوق الإنسان وغيرها ، مداعبة المخيلة العربية وإغراءها بالحلم الأمريكي وبأسلوب الحياة الأمريكية ، البعثات والزمالات الدراسية وافتتاح الجامعات الأمريكية في عدد من الدول العربية ، وغيرها من وسائل وأساليب لم تؤد إلى أية نتيجة تذكر بل على العكس من ذلك حيث وجدت الولايات المتحدة أنها كلما زادت جهودها من اجل إقناع المنطقة العربية حكاما وشعوبا بفكرها ، كلما ازداد الرفض الشعبي لها ولفكرها وكلما ازدادت صورتها تشويها وقبحا في العقل الجمعي العربي .

فالمساعدات الاقتصادية أصبحت – وفقا للمنظور العربي – انتقاصا للاستقلال والسيادة ، ووجود القواعد العسكرية احتلالا يجب مقاومته ، والتفاعل الثقافي والعلمي والتعليمي صار غزوا ثقافيا ، حتى وصل الأمر إلى وصف الولايات المتحدة بالدولة الكافرة والمنحرفة ، عدوة العروبة والإسلام ، والشيطان الأكبر . وفي أحسن الحالات دولة امبريالية ، استعمارية ، متآمرة . وأصبح المواطن العربي يرى الأصابع الأمريكية وراء كل مصيبة أو انتكاسة أو كارثة تحل به أو ببلده ، بل لا نبالغ إذا قلنا إن القضية تحولت إلى حالة مرضية يمكن تسميتها بـ( فوبيا أمريكا America Phobia) . وهكذا وصلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى حالة من العجز وانعدام القدرة على الفعل والتأثير ، وأصبحت في وضع لا تحسد عليه فلا هي تستطيع أن تترك المنطقة العربية وتغادرها لأهميتها الإستراتيجية ، ولا هي نجحت في اختراقها فكريا أو تحييدها على الأقل.

وبقدر ما يمثل هذا الوضع مأزقا خطيرا للولايات المتحدة فهو كذلك مأزق أكثر خطورة للدول العربية التي لم تستطع أن تهضم المنظومة الفكرية الأمريكية من جهة ، وعجزت – بسبب القصور الذاتي – عن مواجهة الولايات المتحدة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من جهة أخرى . ووفقا لهذا التوصيف لم يبق أمام المنظومتين الفكريتين سوى الصدام المباشر أو غير المباشر والذي عبر عن نفسه من خلال مهاجمة واستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة ، والسعي إلى إزاحة الأنظمة الموالية لواشنطن ، وظهور الحركات المتشددة . أما التعبير الأكثر وضوحا والأشد تأثيرا لهذا الصدام فيتمثل بأحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 وما تلاها من قيام الولايات المتحدة بغزو العراق واحتلاله في خطوة كان يفترض أن يتبعها خطوات تؤدي في النهاية إلى تغيير المنطقة العربية بشكل نهائي والى الأبد ، أي القضاء على منظومتها الفكرية بالقوة واستبدالها بالمنظومة الفكرية الأمريكية . وقد كان اليأس وإدراك استحالة أمركة المنطقة العربية سلميا من أهم الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية لتبني هذا الخيار غير المنطقي والذي باء بالفشل في النهاية .

وعندما تصل الأمور إلى هذا الحد من التعقيد والعداء المزمن ، وسوء فهم الآخر ، وظهور الصدام وكأنه خيار لا مفر منه ، فلا بد أن نسال عن السبب . وفي الحقيقة يكمن السبب في الاختلاف الكبير والتناقض الصارخ في الرؤى والأفكار بين الجانبين أي اختلاف المنظومة الفكرية . وهناك عدد من الأسباب والعوامل التي أوصلت هاتين المنظومتين إلى هذه الدرجة من الخلاف الجذري وجعلتهما تقفان دائما على حافة الصدام أهمها :

1 – التاريخ : يعد التاريخ من أهم العوامل في تكوين المنظومة الفكرية لأية امة أو شعب من الشعوب ، فهو المسؤول الأول عن إرساء الثوابت والمسلمات التي يكون من المستحيل تقريبا زحزحتها أو تغييرها ، وهو المسؤول أيضا عن تكوين العقل الجمعي ، والعادات والتقاليد والصواب والخطأ . ولو تتبعنا التاريخ العربي لوجدنا انه قد أنتج منظومة شغل الدين فيها حيزا ايجابيا كبيرا . حيث أن العرب تاريخيا لم يتمكنوا من تأسيس وإقامة حضارة عالمية وإمبراطورية مترامية الأطراف إلا في ظل راية الدين الإسلامي ابتداءً بعهد الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وانتهاءً بالقضاء على الخلافة العثمانية في بداية القرن العشرين . حيث دخل العرب بعدها في حالة من الضعف والتشرذم ما زالت مستمرة حتى الآن . لذلك أصبح الدين الإسلامي باعتباره دين ودنيا شرطا أساسيا ومسبقا لأية نهضة لهذه الأمة ، وتحول هذا الفهم إلى مسلمة ثابتة ومستقرة في العقل الجمعي العربي تعززها وتغذيها التجربة التاريخية .

وبالمقابل فقد احتل الدين – كمنتج للحضارة – حيزا سلبيا في المنظومة الفكرية الغربية، فالحضارة الغربية لم تبنى على أساس ديني ولم ترتبط بالدين المسيحي ، بل على العكس فان النهوض الحضاري للغرب لم يبدأ إلا بعد فصل الدين عن الدولة ، وتبني العلمانية والمنهج العقلي المادي البحت كفلسفة وإطار للحياة بكل تفاصيلها . وقد تطور هذا النهج واخذ أكثر صوره تشددا في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأصبح احد ثوابت ومسلمات العقل الجمعي الغربي معزز بالتجربة التاريخية والتجربة المعاشة على السواء .

2 – اختلاف المفاهيم : ومما لا شك فيه أن هذا الاختلاف في النظرة إلى الدين ترتبت عليه اختلافات كثيرة أخرى مثل مفهوم الحريات وكونها مقيدة أو مطلقة ، وحقوق الإنسان وأين حدودها ، والحرية الفكرية وماذا تعني ، وشكل النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وما هو المقدس وغير المقدس وغيرها من اختلافات تؤدي في النهاية إلى إنتاج مجتمعين مختلفين بالكامل ومهيئين للتصادم عند أول احتكاك .

3 – الفكر ( المطلق ) : الفكر المطلق او المنظومة الفكرية التي ترتكز إلى المطلق هي تلك المنظومة التي تعتقد بعصمتها من الخطأ ، وإن أفكارها ورؤاها هي الصواب والخير المطلق ، وبناءً على ذلك وكتحصيل حاصل ستكون أفكار الآخرين هي الخطأ المطلق. والمنظومة الفكرية العربية – الدينية هي منظومة تستند في فلسفتها إلى المطلق باعتبار مصدرها الهي لا يمكن أن يخطئ أو يعتريه النقص فهو الحق المطلق والصواب المطلق . وكذلك المنظومة الفكرية الغربية التي آمنت بالفلسفة المادية والمنهج العقلي وعدته شيئا قريبا من المطلق في صحته ، وبأنه لا يخطئ البتة . والصدام هو النتيجة الطبيعية عند التقاء منظومتين فكريتين مختلفتين تماما وتعتقد كل واحدة منها بصوابيتها المطلقة .

4 – العالمية : إن المنظومة الفكرية العربية ببعدها الديني ترى أن رسالتها رسالة عالمية وإن من واجبها أن تعمل على نشر مفاهيمها ورؤاها التي تستند إلى الدين الإسلامي باعتباره دين تبشيري جاء للناس كافة ، وإن نشره في كافة أصقاع العالم هو واجب على كل مسلم . وبالمقابل فان المنظومة الفكرية الغربية تعتبر أن العالم كله مجالا لها وانه تقع على عاتقها مهمة تمدين شعوب الأرض ونشر الحضارة بينها سواء تحت ذريعة ما يسمى بعبء الرجل الأبيض في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، ونشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والعولمة في نهاية القرن العشرين . ومن الطبيعي أن تكون فرصة الصدام كبيرة بين منظومتين فكريتين تريان في التوسع والانتشار مبدأ أساسي من مبادئهما .

في ظل هذه الإشكالية الكبرى وهذا الكم من الخلاف والاختلاف حدثت وتفجرت حركات التغيير العربية أو ما يعرف بثورات الربيع العربي ، التي فاجأت الجميع بضمنهم الولايات المتحدة الأمريكية . وفي الحقيقة أن هذه التحركات الشعبية بحد ذاتها هي تعبير صارخ عن العجز الأمريكي في المنطقة ، وعن فشل الإستراتيجية التي تبنتها واشنطن وطبقتها خلال العقود الماضية والتي لم تفشل في تحقيق هدفها النهائي والمتمثل بتغيير المنطقة فكريا وسياسيا واقتصاديا بالشكل الذي يتلائم مع منظومة الفكر الأمريكي فحسب ، بل عجزت حتى عن أن تحافظ على حد أدنى من الهيكلية السياسية والاقتصادية – الأنظمة السابقة – تستطيع أن تتعامل معها وان تستخدمها كأدوات لتحقيق ذلك الهدف ، حيث قضت حركات التغيير على ما تبقى من هذه الهيكلية المتهرئة والمتداعية أصلا لتجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في النهاية غير قادرة على الفعل والتأثير في منطقة مهمة جدا لمصالحها الحيوية . ولتجد أنها لا تستطيع سوى أن تلعب دور المراقب للأحداث وتطوراتها ، وان تحاول أن تخمن إلى أين ستؤدي تلك الأحداث وما الذي سينتج عنها .

ومهما كان شكل الواقع الجديد الذي ستفرزه حركات التغيير العربية فانه سيشكل تحديا كبيرا ومأزقا خطيرا للولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة العربية على السواء . فمما لا جدال فيه أن حركات التغيير تلك ستؤدي إلى نتيجتين لا ثالث لهما : الأولى هي إنتاج حكومات منتخبة وإقامة دول مستقرة وديمقراطية وهو أمر مستبعد وفقا للواقع الذي نعيشه ونشاهده يوميا . والثانية هي حالة الاضطراب والفوضى ، وغياب الدولة الفاعلة ، وربما تقسيم الأوطان ، والانجرار إلى حروب أهلية وهذه النتيجة تبدو اقرب إلى التحقق أو هي بدأت تتحقق بالفعل . وعلى أية حال فإذا ما تحققت النتيجة الأولى وتم إقامة دول ديمقراطية وحكومات منتخبة فان هذه الحكومات ستكون ملزمة بالتعبير عن المنظومة الفكرية للشعب الذي انتخبها وستكون شرعيتها وبقائها في السلطة رهنا بذلك . وبما أن هذه المنظومة الفكرية العربية هي في حالة صدام مع المنظومة الفكرية الأمريكية للأسباب التي ذكرناها آنفا ، فان الحكومات المنتخبة ستجازف بالصدام مع الولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا إذا ما عبرت عن المنظومة الفكرية لناخبيها ، وستجازف أكثر إذا استسلمت أو تناغمت أو تفاعلت ايجابيا مع المنظومة الفكرية الأمريكية لان الشعب حينها لن يكون من الصعب عليه إسقاطها وإزاحتها من السلطة سواء عن طريق صناديق الاقتراع أو بواسطة المظاهرات والثورات والتحركات الشعبية .

كما إن هذه الحكومات ملزمة وملتزمة إلى جانب ذلك بتحقيق الحرية والعدالة والعيش الكريم وتحسين الأحوال الاقتصادية ، وهذه المطالب – وبخاصة الاقتصادية منها – لا يمكن تحقيقها بدون أن يكون هناك حد أدنى من التعاون والتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع الغرب بصورة عامة . لان عملية الإصلاح الاقتصادي والتنمية المستدامة تتطلب من الدول النامية أن تصبح جزءً من المنظومة الاقتصادية العالمية المسيطر عليها والموجهة تماما من قبل منظومة الفكر الغربي ، ودخول المنظومة الاقتصادية العالمية يعني قبول المنظومة الفكرية التي تديرها وسيكون ذلك على حساب المنظومة الفكرية العربية وهذا ما لا تغفره الجماهير التي تريد إصلاحا اقتصاديا وعيشا كريما بدون المساس بثوابت منظومتها الفكرية . وهذا ما لا تستطيعه الأنظمة المنتخبة مما يؤدي بالتالي إلى دخولها في مرحلة من الاضطرابات قد تؤدي في النهاية إلى تفكك الدولة وانهيارها .

أما إذا تحققت النتيجة الثانية وتمخضت حركات التغيير العربية عن حالة من الفوضى والاضطرابات والصراعات ، والحروب الأهلية ، وتلاشي مفهوم الدولة فان هذا يعني انعدام قدرة الولايات المتحدة عن أي فعل أو تأثير في المنطقة بالشكل الذي يخدم هدفها النهائي لأنه سيتحتم عليها التعامل مع جموع بشرية ، تيارات متصارعة ومتضاربة ، حركات ثورية وعلى الأغلب متشددة ، وفوضى اقتصادية وسياسية . وهذا أسوأ كابوس يمكن أن تتخيله واشنطن لأنه لا يوفر بل ويلغي أية أرضية يمكن البناء عليها أو التخطيط وفقا لمعطياتها ، ويترك الأمور كلها مفتوحة على كل الاحتمالات . وكما أن هذه النتيجة تمثل كابوسا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فأنها كذلك تمثل كابوسا بالنسبة للمنطقة العربية ، حيث أن انعدام قدرة واشنطن على الفعل الايجابي في المنطقة لا يعني أنها لن تتدخل فيها ، أو أنها ستصبر وستنتظر طويلا لحين استقرارها هذا إذا استقرت . فأهمية المنطقة الإستراتيجية وحجم المصالح الأمريكية فيها سيجعل هذا الخيار مستحيلا ، وسيدفع الولايات المتحدة ومن خلفها النظام العالمي بقضه وقضيضه إلى التدخل فيها بل قد تصل الأمور إلى حد فرض نوع من الوصايا عليها ، وبخاصة إذا ما تعرضت المصالح الحيوية – مثل النفط وطرق ووسائط نقله ، والممرات المائية المهمة – للخطر، أو إذا ما تم تهديد الأمن السلم الإقليمي والعالمي . ومثل هذا التدخل وفي ظل وجود استعداد فكري للصدام سيكون شرارة البداية لسلسلة من الأحداث لا يعلم ألا الله مداها ، وما الذي سينتج عنها ، وإلى أين ستصل بنا .

إذا فان المنطقة العربية حكاما وشعوبا تمر في ظل حركات التغيير بمأزق خطير فيما يخص علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية ، وكل المعطيات والمؤشرات تؤكد بان القادم أسوأ .

فالولايات المتحدة وبحكم المصالح ستبقى في المنطقة العربية – شاءت أم أبت ، شئنا أم أبينا – لفترة زمنية طويلة وسيضطر كلا الطرفين للاحتكاك بالآخر ، وفي ظل وجود خلافات جذرية في الرؤى والأفكار ، وحالة الفوضى والانفلات وغياب المؤسسات الحاكمة في المنطقة العربية فان مثل هذا الاحتكاك لن يكون مأمون العواقب وقد يؤدي إلى نتائج كارثية . وعلى الرغم من صعوبة – وربما استحالة – إيجاد مخرج امن لهذا المأزق إلا انه يمكن التقليل من حجم الأضرار من خلال العمل على إرساء أسس دول شبه مستقرة ، والشروع ولو بحد أدنى من الإصلاحات السياسية والاقتصادية ، ومحاولة الاستثمار في المناطق الآمنة التي لا تصدم منظومتنا الفكرية من جهة ولا تستفز المجتمع الدولي من جهة أخرى ، والابتعاد قليلا عن حالة الهوس الثوري المتحكمة حاليا بالشارع العربي ، وبذل الجهود من اجل إفهام الآخر طبيعة المجتمعات العربية .

الولايات المتحدة الأمريكية وحركات التغيير العربية

إشكالية الفهم وحتمية الصدام الفكري

فارس تركي محمود

مدرس/ قسم الدراسات السياسية والإستراتيجية/ مركز الدراسات الإقليمية/ جامعة الموصل

الملخص

تمر المنطقة العربية حكاماً وشعوباً في ظل حركات التغيير بمأزق خطير فيما يخص علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية ، وكل المعطيات والمؤشرات تؤكد بان القادم أسوأ . فالولايات المتحدة وبحكم المصالح ستبقى في المنطقة العربية – شاءت أم أبت ، شئنا أم أبينا – لمدة زمنية طويلة، وسيضطر كلا الطرفين للاحتكاك بالآخر ، وفي ظل وجود خلافات جذرية في الرؤى والأفكار ، وحالة الفوضى والانفلات وغياب المؤسسات الحاكمة في المنطقة العربية فان مثل هذا الاحتكاك لن يكون مأمون العواقب وقد يؤدي إلى نتائج كارثية . إلا انه يمكن التقليل من حجم الأضرار من خلال العمل على إرساء أسس دول شبه مستقرة ، والشروع ولو بحد أدنى من الإصلاحات السياسية والاقتصادية ، وبذل الجهود من اجل إفهام الآخر طبيعة المجتمعات العربية .

U.S.A. and Arab changing Movements

The Problem of Understanding And

Intellectual Conflict

Faris Turky Mahmood

Arab region is passing through a dangerousproblem regarding relation with U.S.A. .

All indicators assist that the coming is the worst since U.S.A. is staying in the Arab region whether it accept or refuse and whether we accept or refuse. Both parties will be in contact with each other in the existence of radical disputes in visions and thoughts the case of disorder and the absence of governing institutions. This Contact would have dangerous consequence, yet it might be possible to reduce the size of damages by working together to establish semi-stable states and making political and economic reforms and trying to understand the nature of Arab societies.

مشاركة الخبر