17 سبتمبر، 2012
باحثان عراقيان يضعان القوقاز بتاريخها المعاصر .. في كتاب
باحثان عراقيان يضعان القوقاز بتاريخها المعاصر .. في كتاب قراءة: د.زياد عبدالوهاب النعيمي مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصلالقوقاز: المنطقة الجبلية الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود تقسمها جبال القوقاز. تتشارك فيها الجمهوريات الجنوبية لروسيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان. يعيش في تلك البلاد نحو 33 مليون نسمة. وهي بلاد غنية بالموارد الطبيعية التي منها النفط والفحم والغاز الطبيعي. فضلا عن المواد المعدنية مثل الحديد والمنغنيز والنحاس والرصاص والتنجستن والموليبدينوم والزنكتمتاز منطقة القوقاز بتنوعها العرقي والديني الكبير ويقطن فيها أقوام كبيرة ،ويورد عن مؤرخي التاريخ القديم انه لما كان القنصل الروماني يتحدث مع مندوب شعب القوقاز يستعين بعشرات المترجمين ..ومن الطبيعي ان يخلق هذا التنوع الطبيعي جاء من التعدد الشعبي للقوقاز ،ومنذ انتهاء الحرب الباردة أصبحت القوقاز تحتل أهمية في نظر القوى الكبرى ،اذ عدت الولايات المتحدة الأمريكية منطقة القوقاز من المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية من الناحيتين العسكرية والاقتصادية ..اما روسيا والتي تشكل القوقاز حدودها الجنوبية وإطلالتها على البحر الأسود ومن ثم فهي عامل مهم لأمنها الاستراتيجي وقد جسدت الحرب الروسية الجورجية عام 2008 إبعاد التنافس المعاصر في القوقاز فواشنطن تريد السيطرة على هذه المنطقة لأحكام الطوق على روسيا، وموسكو تريد عرقلة المساعي تلك لما شعرت بخطورة هذه التغيرات على مصالحها .. انطلاقا من أهمية القوقاز وماتمثلة هذه المنطقة الحيوية ،فقد ارتئ باحثين من مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل تسليط الضوء على القوقاز وبيان أهميتها وتأثيرها ومدى التغيير الحاصل في العلاقات الدولية والإقليمية معها او بسببها ..خاصة في ظل هذه المكانة الاستراتيجة التي تتم عبها تلك المنطقة ..وعلى على هذا الأساس وانطلاقا من تلك الأهمية جاء كتاب (دراسات في تاريخ القوقاز المعاصر) ضمن سلسة شؤون إقليمية الصادر عن مرز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل…وهو نتاج علمي متميز للباحثين الأكاديميين كل من: الدكتور محمد عبدالرحمن العبيدي، والسيد واثق محمد براك السعدون التدريسيان في مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل ..وضعوا أفكارهم لإصدار هذا المؤلف الجديد في مجال دراسات معاصرة لمنطقة جغرافية مهمة، يقع الكتاب في خمسة فصول ذات دراسات تاريخية وسياسية وإستراتيجية سلطت الضوء على تاريخ القوقاز من تلك النواحي جاءت الفصول الثلاثة الأولى للباحث واثق محمد براك السعدون في حين جاءت الفصول الرابعة والخامسة بقلم الدكتور محمد عبدالرحمن العبيدي.التوجهات الانفصالية المعاصرة في القوقازجاء الفصل الأول من الكتاب بعنوان التوجهات الانفصالية المعاصرة في القوقاز بقلم الباحث واثق محمد براك السعدون ،اذ ابرز هذا الفصل النزاعات الانفصالية وأكثرها عنفا وضحايا في منطقة القوقاز وقد جاءت معالجة هذا الفصل لذلك العنوان من خلال تقسيمه الى أربعة محاور أساسية وهي المرجعية التاريخية للصراع في المحور الأول…اذ يشير الباحث واثق محمد براك بالقول ..انه لايمكن تفكيك الاحداث دون مرجعيات تاريخية فابرز الصراعات المعاصرة تتجذر دائما في اعماق التاريخ ويشير الباحث انه في القرنين الحادي عشر والثاني عشر اذ حكمت منطقة عبر القوقاز من قبل السلاجقة ثم البيزنطينيين مرة اخرى الاانه في الفترة من القرن الثامن والى بداية القرن الثالث عشر الميلادي نشأت مملكة قوية في جورجيا وصلت الى مستوى عالي في تطورها الاقتصادي والسياسي والثقافي ..ويؤكد السعدون:منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي حدد الصراع على القوقاز بشكل رئيس بين امبراطورية روسيا القيصرية والامبراطورية العثمانية.عالج هذا المحور أهم المراحل التي مرت بها القوقاز والجذور التاريخية للصراع فيها ..في حين جاء المحور الثاني من الفصل الأول بعنوان (اوستيا الجنوبية ) ويذكر المؤلفان انها تقع في وسط جورجيا في الطرف الشمالي الجبلي وسكانها من المسيحيين وقسمت في عهد الاتحاد السوفيتي الى اوستيا الشمالية واوستيا الجنوبية وبدأت أزمة اوستيا الجنوبية حين طالب سكانها بالانفصال فترة البروسترويكا حين طالب سكان اوستيا بالانفصال عن جورجيا والاتحاد مع اوستيا الشمالية التابعة لروسيا ، وقد درس هذا المحور أبعاد النزاع حول هذه المنطقة التاريخية المعاصرة مع اعطاء تحليل مؤجز للحرب الروسية الجورجية التي دارت رحاها في تلك المنطقة عام 2008 ومدى التأثر الذي احدثته تلك الحرب على المنطقة الإقليمية والدولية خاصة بعد المواقف الدولية للدول الكبرى في ضرورة الحفاظ على مصالحها في تلك المناطق المهمة . المحور الثالث من الفصل الأول فقد جاء بعنوان (ابخازيا )التي تقع في الشمال الغربي من جورجيا على البحر الأسود وينتمي سكانها الى طوائف متعددة ..وقد قامت موسكو بضم ابخازيا اليها عام 1921 الى جمهورية جورجيا السوفيتية لها حدودها الخاصة وعاصمتها وبرلمانها،وجاء هذا المحور جوانب الصراع الانفصالي ونتائجه وانعكاسات جرب اب عام 2008 على تلك المنطقة ..في حين جاء المحور الرابع من الفصل الأول ليسلط الضوء على منطقة (ناغورنو قرة باخ)ويعد هذا الإقليم من الأقاليم المهمة ويقع في الجنوب الشرقي من سلسلة جبال القفقاس وتحيط به الأراضي الاذريبيجانية من كل الجهات ويشكل الأرمن 76 والاذيربجان 23 بالمائة من السكان فضلا عن القوميات الأخرى، وجاء هذا المحور ليعالج الصراع الأرميني الاذري حول تلك المنطقة .. أما الفصل الثاني من الكتاب فقد جاء بعنوان (الصراع الروسي-الشيشاني بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ) وبمعنى أخر هو دراسة لجوانب الصراع القائم بعد الحرب الباردة ..وجاء هذا الفصل من خلال محاوره الأربع ليناقش الصراع الروسي الشيشاني بعد الحرب الباردة ومدى التغييرات الحاصلة على تلك المنطقة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي ..وكان المحور الأول يعالج الجذور التاريخية للصراع المشار إليه، أما المحور الثاني فقد جاء ليعالج مسالة في غاية الأهمية وهي (أهمية الشيشان بالنسبة لروسيا الاتحادية ) ويشير الباحث واثق السعدون، ان الشيشان هي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وتقع على السفوح الشمالية الشرقية من سلسة جبال القوقاز وقد بين هذا المحور ابرز العوامل التي تدفع روسيا للتمسك بالشيشان ..ونظرا للأهمية المكانية للشيشان فقد عالج الفصل الثاني هذا الموضوع ..اذ أن إمبراطورية روسيا القيصرية وكما يؤكد المؤلفان كان لها أطماع توسعية في القوقاز ومنذ القرن العاشر الميلادي وكان الشيشان يشكلون الخندق الأمامي في وجه التوسع الروسي ولذلك كانوا في حالة صراع عسكري دائم معهم لم يتوقف إلا بالغزو المغولي لمنطقة القوقاز ولروسيا نفسها في منتصف القرن الثالث الميلادي.ويضيف الباحث :شهد التاريخ الحديث والمعاصر تواصل الصراع الروسي والشيشاني حول السيادة على منطقة القوقاز والتي يقطن المسلمين في اغلبها ..ويضيفان بالقول : مرت علاقة الشيشان بروسيا في زمن الاتحاد السوفيتي بثلاثة مراحل ..بدأت المرحلة الأولى عام 1981 عندما حاول الشيشانيون استغلال انشغال الاتحاد السوفيتي بالحرب العالمية الأولى فأعلنوا تشكيل جمهورية اتحاد شمال القوقاز ..أما المرحلة الثانية فقد كانت عام 1930 عندما أمم الاتحاد السوفيتي أراضي القبائل الشيشانية وصادر ممتلكاتهم فثار الشيشانين واصطدموا ضد الجيش الروسي اما المرحلة الثالثة فقد جرت بين عام 1939-1945 فقد وضعت هذه الحرب الشعب في القوقاز في ظروف تاريخية صعبة اذ غزت ألمانيا النازية هذه المنطقة للسيطرة على الحقول والمنشات النفطية ولكنها لم تستطع الوصول الى القوقاز الجنوبي بعدما قامت القوات السوفيتي بإخراج الألمان من هذه المنطقة .كذلك أشار الباحث إلى الحرب الروسية الشيشانية للفترة من 1994 -1996 في المحور الثالث من الفصل الثاني وقد حولت هذه الحرب النزاع القائم بين موسكو والشيشان في تلك المدة من نزاع سياسي إلى نزاع عسكري عنيف وعلى الرغم من انتصار الشيشان على روسيا وأصبحت عام 1996 دولة مستقلة الا أن المؤتمر القومي الشيشاني فشل في إعادة أعمار الدولة ..في المحور الرابع من الفصل فقد أشار إلى الاجتياح الروسي للشيشان عام 1999، اذ أشار الباحثين إلى ان مايقارب 2000 مقاتل من الشيشان دخلوا الى داغستان مما أدى إلى تدخل القوات الروسية وتصاعدت حدة القتال ..وبدأت روسيا بقصف المنشات في الشيشان وبدأت القوات الروسية باجتياح الشيشان من السهول الشمالية .اما المحور الخامس فقد عالج أثار الاجتياح الروسي عام 1999 على القضية الشيشانية ..اذ يرى الباحثون ان هذه الحرب فتحت صفحة جديدة من تاريخ الشيشان وبخاصة بعد أن تمكن الروس من تحقيق الأهداف العسكرية المرسومة اذ سحبت روسيا اعترافها بالرئيس ألشيشاني وأخضعت الشيشان لحكم عسكري مباشر وعينت مفتي الشيشان رئيسا للإدارة المؤقتة الموالية لموسكو.في الفصل الثالث للباحث واثق السعدون من الكتاب فقد جاء بعنوان :التنافس الأمريكي الروسي في القوقاز(الحرب الروسية الجورجية أنموذجا)..جاء المحور الأول منه بعنوان (الأهمية الإستراتيجية للقوقاز) آذ أشار الباحثين أن جمهوريات إقليم عبر القوقاز المستقلة (أذربيجان أرمينيا وجورجيا) تعد الميدان الفعلي للتنافس بين أمريكا وروسيا في القوقاز وتضاف لها ساحات أخرى للتنافس مثل اقليم شمال القوقاز ..وهناك عوامل ساعدت على ان تكون هناك حروب في القوقاز اهمها كون القوقاز منطقة إستراتيجية مهمة من الناحية الجغرافية اولا ، وهي تجاور مختلف الامم ومنه الاتراك والفرس والروس والاوكران ثانيا ،كذلك هي منطقة غنية بالثروات الطبيعية وبخاصة النفط والغاز الطبيعي ثالثا ،ويتكون اقليم القوقاز من شعوب وقبائل وقوميات متعددة ولغات متباينة وعادات وتقاليد متنوعة رابعا ، واخيرا مرت وتمر هذه المنطقة بانظمة سياسة متغيرة ومتعدده (من القيصرية،جمهوريات تابعة للاتحاد السوفيتي ،وجمهوريات مستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ،ثم اقاليم انفصالية ) سادسا ، ولذلك كان هناك رؤى مختلفة للدول الكبرى حول تلك المنطقة ابرزها الرؤية الامريكية للمنطقة والرؤية الروسبة ..وهذا ماتناوله الكتاب بشي من التفصيل حول بيان هذه الرؤى ومدى تاثيرها في المنطقة وتأثرها بالأحداث الجارية فيها .كذلك ناقش الفصل الثالث في محوره الثاني (أبعاد التنافس الأمريكي الروسي المعاصر في القوقاز) من خلال بيان المواقف الأمريكية تجاه قضايا القوقاز والتي تقوم على إستراتيجية التعامل مع روسيا على أساس إثبات ان خصمها لازال غير قادر على النهوض ليكون قوة قادرة ومؤثرة في مسار العلاقات الدولية وللتأكيد على ذلك فان أمريكا لأتسمح لروسيا باستعادة مكانها في اي جزء من الأجزاء والتي سبق ان شغلتها روسيا اما المواقف الروسية تجاه القوقاز ،اذ شعر الروس بخطورة التغييرات التي طرأت على إقليم القوقاز بعد انهيار الاتحاد السوفيتي على مصالحهم الإستراتيجية وهذا ماكده الرؤساء الروس مثل يلتسن وبوتين ..حيث أكدت روسيا موقفها الرافض من التواجد العسكري الأمريكي والغربي المتزايد في الجمهوريات السوفيتية السابقة لذلك فقد وقعت روسيا معاهدات مع دول أسيا الوسطى وبحر قزوين وبعض جمهوريات القوقاز، كذلك تطرق افصل الثالث إلى (الحرب الروسية الجورجية عام 2008 ) وتضمن بيان للمواقف الدولية والإقليمية في تلك الحرب في المحور الثالث منه.الفصل الرابع من الكتاب للدكتور محمد عبدالرحمن العبيدي أشار الى (تركيا ومنطقة القوقاز) اذ تناول الفصل في محوره الاول (محددات السياسة التركية تجاه منطقة القوقاز) ..إذ أشار الفصل الرابع ان تركيا اعتمدت ومنذ مجيء حزب العدالة والتنمية على تصفير المشكلات وتحرير تركيا من مشكلاتها الخارجية وبناء علاقات جيدة مع جيرانها ومنها القوقاز ..اذ اعتمدت تركيا وكما يشير الفصل الرابع على سياسة الانفتاح في منطقة القوقاز والمحيط الإقليمي لتقوية الموقف التركي من جهة وورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي للقبول بعضوية تركيا من جهة أخرى .أما المحور الثاني فقد ناقش (الرؤية السياسية التركية تجاه منطقة القوقاز) حيث أشار المحور إلى مرحلتين مهمتين هما السياسة التركية تجاه منطقة القوقاز قبل عام 2003 ،والسياسة التركية تجاه منطقة القوقاز بعد عام 2003 ..ويرى الباحث ان انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 من الإحداث البارزة التي شهدها العالم في القرن العشرين وقد كان لهذا العمل اثر على دول العالم ومنها تركيا كبقية الدول المجاورة للاتحاد السوفيتي السابق وقد حاولت تركيا طيلة التسعينات من القرن الماضي الاستفادة من أهميتها الجيوسياسية والإستراتيجية وكثفت توجهاتها نحو منطقتي اسيا الوسطى والقوقاز وقد الزمت تركيا نفسها بالوقوف في وجه العديد من العقبات التي تواجهها القوقاز وقد أحبطت الكثير من امشاريع التي كان الأتراك يبنون عليها امالا لتعزيز نفوذهم في هذه المنطقة اما بعد عام 2003 ..فقد اعتمدت تركيا ومنذ تسلم حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا على مبدأ المبادرة الدبلوماسية في سياستها الخارجية ..ويضيف الباحث ..أخذت تركيا بدت بتوسيع نفوذها واستثماراتها في منطقة جنوب القوقاز وعلى الصعيدين السياسي والاقتصادي منذ عام 2003 كما جاء الفصل الرابع ليسط الضوء على تطبيع العلاقات مع أرمينيا وتركيا والحرب الروسية الجورجية عام 2008 ..وموضوع تركيا وقضية تاغورنوقرة باخ .أما المحور الثالث من الفصل الرابع فقد عالج (البعد الاقتصادي في سياسية تركيا تجاه منطقة القوقاز) ..إذ يشير هذا المحور إلى ان تركيا عزمت على الاهتمام الجاد بهذه المنطقة لتحقيق مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية وتوفير احتياجاتها من الطاقة من ناحية ومن اجل ان تصبح مركزا لتسويق منتجات المنطقة من موارد الطاقة إلى الأسواق العالمية ..كذلك ممرا أمنا لمصادر الطاقة إلى اوروربا ن جهة أخرى وقد دعمت الولايات المتحدة والدول الأوروبية هذا التوجه التركي الأمر الذي سرع وتيرة التنافس بين تركيا وروسيا في هذه المنطقة .ويضيف الباحث لقد اصبح مشروع باكو تبليسي جيهان والمباشرة بنقل النفط من خلال مؤشرا على تنامي النفوذ التركي في المنطقة وكذلك دور الولايات المتحدة الامريكية الذي يهدف الى تحقيق بعض المكاسب الجغرافية والسياسية ويختم البحث العبيدي بالقول:تطمح تركيا فضلا عن ذلك الى تنفيذ فكرة ربط موارد بحر قزوينبالخليج العربي من خلال اناءخط يربط تركمانستان بإيران وتركيا وهو طموح ان تحقق من شانه ان تكون له تاثيرات عميقة على المستوى الجيوسياسي والجيوستراتيجي في المشرق باكمله. عالج الفصل الخامس من الكتاب مسالة إيران ومنطقة القوقاز للباحث الدكتور محمد عبدالرحمن العبيدي ..اذ اشار المحور الأول منه على (منطلقات وأهداف السياسة الإيرانية في منطقة القوقاز) ..واكد الباحث الى أن السياسة الإيرانية ارتكزت على عدة عوامل في منطقة القوقاز أهمها تعزيز مصالح إيران الاقتصادية في منطقة القوقاز وتنمية التعاون مع هذه الدول والاستفادة منها كأسواق جديدة للصادرات الإيرانية وكمعبر أيضا إلى البحر الأسود اولا، اما العامل الثاني فهو تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز والحيلولة دون نشوب الصراعات العرقية والتي تنعكس على امن واستقرار ايران ثانيا ،أما العامل الثالث بسبب السياسة الغربية ومحاولات الولايات المتحدة الأمريكية لفرض نفوذها على منطقة القوقاز بشكل مباشر او عن طريق دول حليفة لها.جاء المحور الثاني بعنوان (العلاقات السياسة بين إيران ودول منطقة القوقاز المجاورة لها) .اذ شمل المحور الثاني دراسة العلاقة مابين إيران وأذربيجان وتاثير قضية ناغرونو قرة باخ على العلاقات الايرانية الاذربيجانية .وعالج هذ المحور مسالة القومية الاذرية في ايران ومخاوف التدخل الخارجي اذا وكما يشير المحور ان القضية الاذرية تعد من المشكلات والقضايا العالقة التي تبرز دائما مع اي توتر العلاقات الايرانية الاذريبجانية ،ويخلص المحور الى ان قضية الاذريين في ايران تعد عاملا مؤثرا على العلاقات الايرانية الاذربيجانية في الوقت ذاته تعد ورقة ضغط على الحكومة الايرانية ليس فقط من اذربيجان بل ومن القوى الكبرى ايضا .وضمن المحور الثاني فقد تم التطرق الى قضية تقاسم ثروات بحر قزوين ،اذ يشير الكتاب الى ان هذه القضية تقف الى جانب القضيا السابقة في التاثير على العلاقات الإيرانية الأذربيجانية وقد برزت هذه المسالة مع انهيار الاتحاد السوفيتي حيث زاد عدد الدول المطله عليه لتصبح خمسة دول وهي ايران واذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وروسيا..بعد ان كانت دولتانهما ايران والاتحاد السوفيتي ومع ممارسة كل دولة على البحر اثير مساة الوضع القانوني للبحر وهو الامر الى الذي دفع الدول الخمسة الى انشاء منظمة تعاون بحر قزوين في طهران عام 1992.