مركز الدراسات الإقليمية

ا.د.ابراهيم خليل العلافاستاذ التاريخ الحديث-العراق تاريخ المدينة الاسلامية تاريخ عريق والمدن الاسلامية تميزت بتفرد تخطيطها نظرا لما كانت تؤديه من وظائف عسكرية واجتماعية واقتصادية ودينية لذلك كانت موضع اهتمام ليس من الباحثين المسلمين وانما من غير المسلمين كذلك ولاسيما من المستشرقين واتذكر كيف ان البروفيسور اندريه ريمون جاء الى الموصل قبل 30 سنة لكي يتعرف عليها وهو يخطط لتأليف كتابه عن "المدن الاسلامية في العهد العثماني " . وقد صدر الكتاب باللغتين الفرنسية والانكليزية . كما اتذكر اهتمام البروفيسور روبير منتران ببعض المدن الاسلامية .ولايمكننا ان نتجاوز ما كتبه الاستاذ الدكتور شاكر مصطفى عن "المدن في الاسلام " .كما كتب صديقنا الاستاذ الدكتور عبد الجبار ناجي عن المدن الاسلامية وكتب وكتب اخرون ،ومع هذا فالكتابة عن المدينة الاسلامية مطلوبة فثمة جوانب جديدة لابد من التطرق اليها وحسنا فعل الصديق العزيز الاستاذ الدكتور طه خضر عبيد عندما اصدر كتابه هذا الذي يتميز عن غيره ممن كتب عن المدن الاسلامية بالوقوف عند " نشأة وتدهور المدينة الاسلامية ". الكتاب فيه فصول عديدة وصور وخطط للمدن .. والمؤلف قبل ان يلج تاريخ المدينة الاسلامية تناول بعض المفاهيم عن المدينة في القران الكريم والحديث النبوي والمعاجم ولدى الفقهاء ةعند الجغرافيين والبلدانيين ووضح اتجاهات دراسة المدينة .ثم قدم دراسة مسهبة عن عوامل نشأة المدينة الاسلامية الطبيعية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والادارية والدينية واخيرا الاجتماعية ومن الطبيعي ان يكون تخطيط المدينة الاسلامية من ابرز ما تعرض اليه المؤلف وكان لابد ان يأتي المؤلف بأمثلة فذكر البصرة والكوفة والفسطاط والقيروان وواسط وبغداد وكان موضوع تحصين المدينة من الموضوعات التي اولاها المؤلف اهمية كما كرس جزءا من كتابه لبحث اسواق المدن والعواصم والثغور .المدينة الاسلامية كانت مدينة نظيفة فموضوع مراعاة الاسس والشروط الصحية في بناء المدن الاسلامية كان حاضرا عند الحكام والاهالي وتمثل هذا في حسن اختيار مواضع بناء المدن وتوزيع الاسواق والحرف والحمامات والخانات والفنادق وتغذية المدن بالمياه والسقايات .في نهاية الكتاب اثار المؤلف مسألة عوامل تدهور وخراب المدن الاسلامية وتطرق الى عوامل مختلفة منها الحروب والفتن والاضطرابات فضلا عن العوامل السياسية واستبداد الحكام وتشبثهم بالسلطة وعدم عنايتهم بموضوع التراكم التاريخي والحضاري .كتاب ملذ وجميل ومن المؤكد انه سيكون مرجعا شاملا للباحثين وطلبة الدراسات التاريخية والجغرافية والاجتماعية وللمهتمين بهذا الموضوع الحيوي ..أشد على يدي تلميذي النجيب المتألق دوما اخي وصديقي الاستاذ الدكتور طه خضر عبيد واشكره على اهدائه نسخة من الكتاب مشفوعا بعبارة رائعة تدل على وفائه وصدقه .