26 سبتمبر، 2012

مركز بحوث البيئة والسيطرة على التلوث –جامعة الموصل يعقد ندوته السادسة

ابتدأت جامعة الموصل فعالياتها العلمية على بركة الله ، وشرعت كليات الجامعة ومراكزها بعقد ندواتها ومؤتمراتها العلمية للعام الدراسي الجديد 2012-2013 بكل جد وحيوية . وهاهو "مركز بحوث البيئة والسيطرة على التلوث " يعقد ندوته السادسة يوم الأربعاء 26-9-2012 لمناقشة موضوع خطير ومهم لنا جميعا وهو موضوع" العواصف الغبارية " التي بتنا نعيش آثارها الخانقة أياما طويلة خلال السنة . وقد يكون من المناسب أن أشير إلى دراسة قدمها احد الباحثين في جامعة البصرة قال فيها ان مجموع أيام العواصف الغبارية خلال السبعينات من القرن الماضي لم يكن يزيد على ال10 أيام أما الآن فأننا نعيش عواصف غبارية تزيد على 200 يوم في السنة وكل ذلك بتأثير التصحر وقلة المساحات المزروعة والتشجير .نعم إن العواصف الغبارية ، والتي هي رياح عاصفة محملة بذرات ترابية وغبار منقولة من قشرة الأرض ظاهرة بل كارثة من الكوارث الطبيعية وتحدث في كثير من بقاع العالم ، ولكن أصبحنا نحن في الموصل وفي مدن العراق نعاني منها حتى أن المستشفيات أخذت تزخر بالمرضى الذين يعانون من ضيق التنفس .
وككل الندوات العلمية والبروتوكول الافتتاحي الذي يتضمن الافتتاح بآيات مباركة من القران وكلمات السيد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي ورئيس اللجنة التحضيرية الأستاذ المهندس ساطع الراوي مدير المركز فقد ابتدأت بعدها أعمال الندوة بمحاضرة افتتاحية رائعة للصديق الأستاذ الدكتور حكمت صبحي الداغستاني مدير مركز التحسس النائي بعنوان : " مقترح شل حركة الكثبان الرملية في العراق-نينوى انموذجا " قمت بنشر نصها الكامل في موقع ملتقى أبناء الموصل ومما جاء فيها :" تعد عملية التصحر من اخطر العمليات التي تهدد شعوب العالم والنظام البيئي بشكل عام، فهي تعني تدهور الارض في المناطق الجافة وشبه الجافة وتنتج عن النشاط الانساني غير الملائم والتغيرات المناخية السائدة في العالم. ان عملية التصحر تشكل القضية البيئية الاولى التي سوف تعيق خطط التنمية المستقبلية للعراق، حيث بلغت المساحة المتصحرة (166.6) الف كيلو متر مربع من اجمالي مساحة العراق البالغة (437.5) الف كيلو متر مربع. ولا شك ان ظاهرة العواصف الغبارية و تكون الكثبان الرملية أصبحت محسوسة يوميا في البيئة العراقية.
نظرا لاتساع نطاق ظاهرة التصحر فانه يكون من الصعب دراسة هذه الحالة بالطرق التقليدية (من عمليات المساحة الارضية والعمل الحقلي) لذا لا بد من اعتماد التقنيات الحديثة في دراسة مثل هذه الظواهر الواسعة الانتشار، والتي من أهمها معطيات التحسس النائي.
تضمنت الدراسة ايضا تصنيع نموذج محاكاة مختبري لمراحل تكوين الكثبان الرملية وكيفية اعاقتها الى جانب اختبار عدد من التجارب باستخدام مواد متعددة المصادر لشل حركة الكثبان.
من خلال النتائج التي اجريت على احواض تثبيت التربة الخمسة كانت التوليفة المختارة هي خليط مستحلب الطين الذي اعطى نتائج مثلى في عملية شل حركة الكثبان الرملية عن غيرها من المواد المستخدمة الى جانب تطبيق فكرة استخدام الحواجز بانواعها المختلفة امام حركة الكثبان للسيطرة على اتجاه حركتها وعمليات تثبيتها لاحقاً.
تقدم هذه الدراسة ايضا نتائج مختبرية وحقلية عن حركة وامتداد وحجم التصحر في محافظة نينوى الى جانب وضع الخطط المناسبة لشل حركة هذه الكثبان في محاولة لمعالجة وايقاف عملية التصحر المنتشرة في منطقة الجزيرة وبالأخص المنطقة الجنوبية منها، ولتوضيح الاضرار التي سوف تسببه حركة الكثبان الرملية الزاحفة نحو الأراضي الزراعية الخصبة شمالاً وما ينتج عنها من اثار سلبية تؤدي الى نزوح المزارعين من القرى المنتشرة في هذه المنطقة التي كانت في يوم ما سلة الخبز للعراقيين.
ان لهذه المشكلة ابعادا خطيرة فهي تتوسع سنويا في اتجاهات مختلفة، وان مجال تأثيرها على الوضع البيئي للمناطق المجاورة في توسع مستمر، وكلما تأخر التخطيط للمعالجة الشاملة ازدادت العملية صعوبة وتعقيدا مما يؤدي الى زيادة تكاليف المعالجة المستقبلية بزيادة حجم التصحر والتراكمات الرملية، اذ بدء بالظهور في العديد من اجزاء منطقة الجزيرة، الكثبان الرملية الفعالة التي اصبحت تهدد الاراضي الزراعية والحضرية والطرق حيث تلعب التعرية الهوائيه ايضا دورا في غاية الاهمية في انتشاره وحسب نتائج التحليل الكمي لمعطيات الانواء الجوية للفترة ما بين (1974-2010) والمتوفرة لدى مديرية الانواء الجوية في محافظة نينوى لتسعة محطات منتشرة في عموم المحافظة.
تعد معطيات التحسس النائي من الناحية العلمية سجلات دائمة لاحداث وقعت، لهذا تفيد في دراسة الظواهر الدايناميكية المتحركة وعلى سبيل المثال ظاهرة التصحر، ومقارنتها مع ذلك الحدث قبل وقوعه من خلال تحليل ودراسة المرئيات المتعاقبة زمنيا لنفس المنطقة وخلال فترات زمنية متتالية كما هو الحال في دراستنا ، اذ تم مقارنة مظاهر الاشكال الارضية في منطقة الجزيرة ولفترة (32) عاماً…" .

كانت ثمة جلستان ترأس الأولى الأستاذ المساعد عبد المحسن سعد الله شهاب وترأس الثانية الأستاذ ساطع محمود الروي وألقيت فيهما بحوث منها بحث للدكتور جاسم خلف شلال " عواصف الغبار :آثارها ومخاطرها " وبحث د.صمود حسين علي " أهمية اشجار الغابات ودورها في التقليل من أضرار التلوث الغباري وبحث الاستشاري الزراعي صديق بشير السلمان " تشجير مداخل المدن " وبحث السيد عبد المحسن سعدالله "" الغبار العالق في المناطق السكنية في الموصل "وبحث السيد طه احمد الطه " حماية الأبنية والمنشات داخل المدن من العواصف وأثارها .قدمت توصيات وتمت مناقشة البحوث وكانت ندوة متميزة نبارك للعاملين في مركز البيئة والسيطرة على التلوث ندوتهم وندعو لهم بالموفقية خدمة للحركة العلمية وللمجتمع في عراقنا العزيز.

مشاركة الخبر