4 مارس، 2014

العلاقات الروسية الفيتنامية: معاً نحو أهداف تعاونية جديدة

صدر العدد 24 من نشرة ترجمات اقليمية وقد تناول العدد موضوع العلاقات الروسية الفيتنامية:معاًنحو أهداف تعاونية جديدة وفيما يلي عرض المقالةالعلاقات الروسية الفيتنامية:معاًنحوأهدافتعاونيةجديدةالكاتب : فلادمير بوتين/ رئيس جمهورية روسيا الاتحادية مكان النشر: الموقع الرسمي للرئاسة الروسية. العديد من الصحف الفيتنامية الشهيرة ترجمة: طارق محمد ذنون الطائي مدرس مساعد/ قسم العلاقات الدولية/ كلية العلوم السياسية/ جامعة الموصل قبل الشروع في زيارتي الثالثة الى الجمهورية الاشتراكية الفيتنامية اود ان انتهز هذه الفرصة لمخاطبة الشعب الفيتنامي مباشرة واشاركهم بعض الافكار حول مستقبل علاقاتنا الثنائية. لقد توقفت العلاقات الودية الروسية الفيتنامية بفعل التجربة بعد ان مرت بالعديد من الاحداث المأساوية في القرن العشرين، فضلاً عن تغيرات صارمة في العالم وكذلك في بلدينا. ان الشيء الرئيس الذي بقي دائماً كما هو الاحترام المتبادل بيننا وتقاليد الثقة والمساعدة المتبادلة، والقدرة على نكران الذات التي تدعم الشركاء التي لن يتم تبديدها. في هذا السباق، دعني اقتبس الكلمات الشهيرة للرئيس "هوشي منا" (عندما تشرب الماء فكر في مصدره )، انا اعتقد ان هذه العبارة ممكن ان تكون اداة روحية للأجيال الحالية والمستقبلية لمواطني بلدينا. يجب ان نتذكر دائماً تاريخنا المشترك وكل الاشياء التي توحدنا. ان هذا يضمن الاستمرار والاستقرار للعلاقات المستقبلية. نحن سعداء بالإنجازات التي حققتها فيتنام نحو توجهها في الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. كما ان روسيا الاتحادية تعالج قضايا وطنية معقدة بشكل جيد. نحن نعتقد بان المساهمة الفاعلة في عمليات التكامل سواء أكانت على المستوى العالمي ام على المستوى الاقليمي هو مصدر قوي لتحقيق التنمية. نحن نعلق اهمية خاصة على التعاون بين دول اسيا – المحيط الهادي التي تمثل فيتنام احد المراكز الريادية للنمو فيها. ان مواقف بلدينا حول القضايا المتعلقة بجدول الاعمال العالمي متشابهة في جوانب عديدة. ونحن نبحث معاً عن معالجات للتحديات والتهديدات الجديدة. نحن نتمسك بحكم القانون في العلاقات الدولية وندعم بانه ليس هناك بديل عن الادوات السياسية والدبلوماسية يمكن استخدامها لحل النزاعات وان كل دولة لها حق اختيار مسارها الخاص في التنمية. كل هذه العوامل تحدد مستوى كثافة الشراكة الاستراتيجية الروسية الفيتنامية التي يمكن ان نطلق عليها بحق بانها شراكة شاملة. في السنة الماضية، زادت التجارة الثنائية بنسبة 20% وبلغت 3,66 مليار دولار، ومن المتوقع ان تصل الى 7 مليار دولار بحلول 2015، وربما تصل الى 10 مليار دولار في عام 2020. كما سيسهم توقيع اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين الدول الاعضاء في الاتحادات الجمركية وفيتنام في تحقيق العديد من الاهداف التي تتوافق مع منطق التكامل السياسي والاقتصادي في منطقة اوراسيا واسيا المحيط الهادي. ان المفاوضات المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة جارية الان ونحن نتمنى ان يتم اكمالها بنجاح. تؤدي قطاعات الطاقة والنفط والغاز من الناحية التقليدية دوراً اساسياً في تطوير التعاون الصناعي والاستثماري الروسي الفيتنامي. فعلى سبيل المثال، فان عملنا المشترك في "ريتسوبتير" (Rusvietpetro) راكمت الخبرات التكنولوجية الفريدة التي تعمل في المجال القاري. على مدار السنين، فقد انتجت الشركة 206 مليون طن من النفط وارباحها تصل الى مليارات الدولارات. ان شركات غازبروم(Gazprom) ورزنفت (Reseneft) تعمل على زيادة حضورها في فيتنام. كما ان مشاريعهما مرتبطة بإنتاج الهيدروكربونات وتحديث القدرات التكريرية وتجهيز فيتنام بالغاز الطبيعي المصفى من الشرق الاقصى الروسي. دعني اوكد بان تعاوننا في مجال الغاز والنفط يسير في اتجاه مزدوج ومتبادل. وتعد رينسوبترو (Rusvietpetro) مثال للنجاح المشترك في منطقة "نينس" المحكومة ذاتياً. ونحن نتوقع تعاوناً مشتركاً اكبر تقوم به شركة غاز بروم التي بدأت بتطوير حقول النفط والغاز في منطقة اورنبرغ واقاليم روسية اخرى. ان تعاوننا في مجال الطاقة يذهب ابعد من انتاج الهيدروكربونات. اذ تساعد روسيا الاتحادية فيتنام على تطوير الصناعة النووية التي تعد قطاعاً جديداً في هذا البلد. سوف تكون روزاتوم (Rosatom) مسؤولة عن تشييد محطة الطاقة النووية الفيتنامية الاولى في مقاطعة ننهاتاهان. (Ninh thnam) كما تم تحديد الشروع بعمل الوحدات النووية الاولى والثانية في عام2023 وعام 2024 على التعاقب. وتم مناقشة الخطط لبناء مركز العلوم النووية والتقنية بشكل مشترك. كما يعد الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي والنظام الفضائي الروسي وتطوير النقل الجوي وسكك الحديد والهندسة والتعدين والنظام المصرفي والصحة العامة مجالات واعدة للتعاون. ان هـدف المشاريع والمبادرات اعلاه هو تحسين تعاوننا في مجـال الاستثمار والتكنولوجيا والتصنيع. لقد اخذ تعاوننا العسكري والتقني مجالات جديدة بشكل كامل. فهو لم يعد مقتصراً على تصدير التجهيزات، انما اتخذت خطوات لمنح فيتنام رخص الانتاج للمعدات العسكرية المتقدمة بمساعدة الشركات الروسية. نحن دائماً فخورون بتقاليد التعاون الانساني في مجال التعليم والعلوم والثقافة، وانه من المفيد بان فيتنام خصصت النسبة الاعلى (باستثناء دول جنوب اسيا) لتدريب المتخصصين في المؤسسات التعليمية الروسية. وفي الوقت الحاضر هناك حوالي (5000) الاف مواطن فيتنامي يتلقون تعليمهم في روسيا، وحوالي 2000 منهم يدرسون بناءً على اتفاقيات بين البلدين. يجب ان اؤكد على النشاطات المشتركة لعلمائنا، ومنها سنوات طويلة من العمل في مركز البحث التكنولوجي الاستوائي الروسي الفيتنامي. وقد اثنى المتخصصين في جميع انحاء العالم على نتائج بحوثه التطبيقية والاساسية. زيارتي الى فيتنام سوف تكون خلال ايام الثقافة الروسية في فيتنام) نحن سعداء ان نرى اصدقاءنا الفيتناميين مهتمين بفننا حقاً. من جانبهم فان المواطنين الروس ينتظرون الاعمال الثقافية الفيتنامية للقدوم لزيارة روسيا. انا متأكد بان "ايام هانوي" في موسكو اواخر تشرين الثاني في هذه السنة سوف تحقق نجاحاً كبيراً. لقد اثبتت مثل هذه التبادلات اهميتها. ونامل ان تستمر هذه الفعاليات. لقد اظهرت زيارة الروس الى فيتنام الرغبة في تعلم التاريخ والثقافة الغنية للشعب الفيتنامي. هذا العدد تضاعف في السنة الماضية. وعلى مدار التسعة اشهر الماضية لهذه السنة زاد بنسبة 66%، اذا ارتفع الى 200,000. واعتقد بان هذا الميل سوف يستمر اذا اخذنا بنظر الاعتبار التطور الناجح للبنى التحتية السياحية في فيتنام. من الصعب ان نحصي المجالات التي لم تعمل روسيا وفيتنام على تطوير التعاون المثمر فيها. واتوقع بان المفاوضات المستقبلية العالية المستوى في "هانوي" سوف تكون بناءة كالمعتاد وسوف تعطي زخماً جديداً للشراكة الاستراتيجية بين دولتينا وشعبينا.

مشاركة الخبر