باحتلال داعش لمدينة الموصل عام ٢٠١٤ ، تعرضت المؤسسات والدوائر الحكومية الى التخريب والتدمير وكان لجامعة الموصل النصيب الاكبر منهما حرقا ونهبا وتخريبا لكلياتها ومراكزها البحثية ومكتباتها ومتاحفها المتنوعة ليكون متحف التاريخ الطبيعي احد تلك المتاحف التي نالتها ايدي التدمير والنهب لمحتوياتها من المحنطات والنباتات العشبية والتي تعد من نوادر عالم الاحيائيات .. وبعد تحرير الموصل وجامعتها شرعت كوادر الجامعة ومنتسبيها بكل مسمياتهم بعملها من اجل اعادة الحياة اليها .. متحف التاريخ الطبيعي بوصفه احد الواجهات العلمية المهمة للجامعة في تخصص علوم الحياة بكلية العلوم .. ابتدأ رحلة عودته الى الحياة بعد حملات التنظيف وازالة مظاهر الدمار منه ليتم افتتاحه في العام ٢٠١٨ بعد تزويده بنماذج المحنطات التي احتفظت بها بعض العوائل الموصلية بعد تحطيمه من قبل داعش لاجل اعادتها الى المتحف الذي يمثل بيئة الموصل في التاريخ الطبيعي .. اليوم وبعد مرور عام على افتتاحه يرنو القائمون عليه الى مستقبل يزهو من جديد لمشهد يزخر بانواع المحنطات التي كانت قبلة زواره من المدينة وخارجها .. الدكتور رياض البرهاوي مدير متحف التاريخ الطبيعي وبالتعاون مع الدكتور اسامه محمد سعيد النعيمي قد قاما بتقديم عرض بواسطة السيد وكيل مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية الى السيد رئيس الجامعة من اجل شراء محنطات لاحياء بيئة المتحف من جديد وقد تمت الموافقة وخصص مبلغا لها لتشكل لجنة في اطار مختصين علميين وقانونيين اشرفوا على عملية الاطلاع وشراء تلك المحنطات وبالفعل فقد تم استقدامها الى المتحف وباشراف الدكتور اسامه النعيمي لتحفظ بشكل مؤقت الى حين رش المبيدات وتعفير الصناديق واماكن عرضها والتي قد تعرضت للتلوث إثر فتحها وتحطيم محتوياتها أثناء سيطرة داعش عليها وهي بواقع ١٣ نموذجا منها نماذج نادرة والتي سيتم عرضها في المتحف .. يُذكر ان متحف التاريخ الطبيعي تأسس عام 1955 في احدى قاعات الثانوية الشرقية في مدينة الموصل ، بعدها انشأت بلدية الموصل بناية للمتحف في حديقة الشهداء عام 1967، ثم ارتبط إداريا بكلية العلوم في جامعة الموصل ، وكان يضم اكثر من 1000 نموذجاً محفوظاً ومحنطاً ، أما حوض الاسماك العملاق الذي شيد في بنايته الحالية في جامعة الموصل فهو بارتفاع 6 م وقطر 2م ويحتوي المتحف ايضاً على نموذج ضخم لديناصور الستيجاسيريوسز. الذي حاز أعجاب زائري المتحف . جامعة الموصل وعبر متابعة حثيثة للاستاذ الدكتور قصي كمال الدين الأحمدي لكل مرافقها وأبنيتها عازمة على استرداد وجهها الحضاري المشع علماً وخدمةً للمجتمع وستواصل دعمها لكل دوائرها ومتحف التاريخ الطبيعي سيكون من بين اهم أهتماماتها في ضرورة إعادته للحياة واتاحته امام الزوار من جديد