في تألقٍ جديدٍ ومنجزٍ ثقافيٍّ مهم، افتتح الأستاذ الدكتور وحيد محمود الإبراهيمي، رئيس جامعة الموصل، صباح اليوم الأحد الموافق 26 تشرين الأول 2025، أعمال ملتقى ومعرض الكتاب الدولي الأول في جامعة الموصل، الذي أُقيم في قاعة المنتدى العلمي والأدبي، بمشاركةٍ عربيةٍ ودوليةٍ واسعة، وحضورٍ رسميٍّ وأكاديميٍّ وثقافيٍّ متميّز.

شهد حفل الافتتاح حضور السيد كار هونك أنتوني ممثل التعليم في منظمة اليونسكو، والقنصل الفرنسي في الموصل فابريس دبيليشن، والقنصل الإيطالي في أربيل توماسو سانسوني، والأستاذ عدنان الركابي مستشار جهاز الأمن الوطني العراقي، والقضاة ممثلي محكمة استئناف نينوى، والدكتورة غادة العاملي ممثل جمعية الناشرين والكتبيين في العراق، إلى جانب أعضاء مجلس الجامعة وعددٍ من المثقفين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي.

استهلّ الحفل بكلمةٍ ألقاها الأستاذ الدكتور وحيد محمود الإبراهيمي، رحّب فيها بالحضور الكريم، معرباً عن اعتزازه بانطلاق هذا الحدث الثقافي الكبير في جامعةٍ كانت رمزاً للصمود والإرادة بعد أن توقفت فيها الحياة الأكاديمية إبّان احتلال العصابات الإرهابية للمدينة بين عامي 2014–2017، لتنهض اليوم شامخةً تجمع بين العلم والإعمار والثقافة والإبداع، وتعكس صورةً مشرقةً لمدينة الموصل وجامعتها العريقة. وأكد سيادته أن هذا المنجز لم يكن ليتحقق لولا تضافر الجهود الوطنية والدولية الداعمة لمسيرة الجامعة ونهضتها العلمية والثقافية.

وفي كلمةٍ أخرى، عبّر السيد كار هونك أنتوني ممثل التعليم في منظمة اليونسكو عن حرص المنظمة على مواصلة دعم جامعة الموصل في مشاريعها الثقافية والتعليمية، مشيداً بدورها الريادي في بناء المعرفة وترسيخ ثقافة السلام من خلال أنشطتها العلمية والثقافية المتجددة.

من جانبها، أكدت الدكتورة غادة العاملي ممثل جمعية الناشرين والكتبيين في العراق أنّ هذا المعرض يمثّل خطوةً مهمة لإعادة جامعة الموصل إلى موقعها الطبيعي كرافدٍ رئيسٍ للثقافة العربية، مستذكرةً تاريخ الجامعة حين كانت تمتلك ثاني أكبر مكتبة في الشرق الأوسط قبل أن تتعرض للتدمير خلال فترة الاحتلال، مؤكدةً استمرار التعاون بين الجمعية والجامعة في دعم الحركة الثقافية والفكرية.

وتخللت الاحتفالية عروضٌ فيديويةٌ تعريفية عن الجامعة ومشروع استعادة المكتبة المركزية في جامعة الموصل، كما جرى توزيع درع المعرض الدولي الأول تقديراً للجهات الداعمة والمشاركة في إنجاح الفعالية.

عقب الحفل، قام الحضور بجولةٍ في المعرض الدائم المقام في حدائق المركز الطلابي، الذي ضمّ أجنحةً واسعة لدور النشر العراقية والعربية والعالمية، حيث اطلعوا على أبرز الإصدارات الثقافية والأكاديمية والفكرية، واستمعوا إلى شروحاتٍ حول مشاريع النشر والإنتاج المعرفي، وسط تفاعلٍ ثقافيٍّ لافتٍ عكس اهتمام الجامعة بتعزيز رسالتها المعرفية والانفتاح على العالم من خلال الكتاب والمعرفة.