22 فبراير، 2019
٢٨٤٩ طالباً وطالبة تستضيفهم جامعة الموصل في أقسامها الداخلية
مهمات جامعة الموصل تشظت الى ميادين عدة يأتي ايواءها لطلبة الأقسام الداخلية احدى أهم انشغالاتها في تأمين السكن اللائق المتوفر على كل الخدمات . في زيارة لنا لإضاءة مشهدٍ توضحت فيه عمق العلاقة الإنسانية في شقها الأعظم المتمثل بنبذ كل الصور القاتمة التي افرزتها مصطلحات ومسميات غريبة عن مجتمعنا العراقي وافدة من الخارج هدفها التفريق بين الطائفة والعرق والدين والمذهب .ففي أقسام الطلاب وتحديداً في مجمع ابن خلدون السكني داخل جامعة الموصل المكتظ بالطلاب الوافدين من مختلف محافظاتنا الشمالية والجنوبية بدت الصورة جليةً تتحدث عن ذاتها حينما شاهدنا طالباً يتقن فن الحلاقة وقد انهمك في عمله وتتحلق حوله مجموعة من أخرى بإنتظار دورها للحلاقة كل هذا يحدث في ممر صغير من ممرات القسم الداخلي المتغلب على كل الصعوبات المتمثلة بإكتظاظ الأعداد وقلة البنايات والتي تأتت جراء الدمار الذي طالها في جانبيها الأيمن والأيسر . تقدمنا وسألنا فإذا به طالب من بغداد يحاول وضع لمساته الجميلة لتصفيف شعر طالب آخر هو من كركوك . التفتنا وسألنا من كان ينتظر فتبين ان احدهم من الأنبار وآخر من النجف وثالث من أطراف الموصل . في هذه اللحظة أيقنا جميعاً أنه على الرغم من كل ماتعرضت له المدينة والجامعة لن تتمكن كل تلك القوالب والمسميات المسمومة والطائفية من اختراق جدار الألفة والتعايش والسلام الذي يحيا به العراقيين . ووجدنا الحال ذاته في الأقسام الداخلية للطالبات والتي بدت رائعة بأبنيتها ومستلزمات خدماتها وفوق كل هذا وذاك وجدنا مائدة غداء تنوعت فيها الاصناف العراقية لنجد بنت السليمانية وكربلاء وبغداد والناصرية يتقاسمون خبزهن وطعامهن متلاشية بينهن كل الحدود التي حاول المغرضون وضعها . جامعة الموصل بتلك الصور التي لمسناها ونحن نتابع عملنا الإعلامي فيها تؤكد من جديد أنها بوابة للسلم والسلام والتعايش بين كل مكونات المجتمع العراقي التي اصبحت منظومة متكاملة تسعى لتلقي العلم والمثل وقيم الإنتماء الحقيقية للوطن وهي في سعي مستديم لتوكيدها عبر برامج وخطط عمل أكد عليها السيد رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور قصي كمال الدين الأحمدي عندما التقى ويلتقي بطلبته في كل ركن وقسم علمي ومركز طلابي ليقول ان جامعة الموصل هي جامعة كل العراقيين من الشمال الى الجنوب .