المكتبة الاشورية

يُعد مشروع المكتبة الآشورية وملحقاتها من أبرز المشاريع الاستراتيجية قيد التنفيذ في جامعة الموصل، وهو يمثل خطوة متقدمة في إطار سعي الجامعة لتعزيز بنيتها التحتية الأكاديمية والثقافية. ويأتي هذا المشروع بوصفه امتداداً وظيفياً ومعرفياً للمكتبة المركزية، بما يضيف بعداً جديداً إلى منظومة التعليم والبحث العلمي، ويواكب متطلبات التطور الأكاديمي على المستويين الوطني والدولي.

إن مشروع المكتبة الآشورية وملحقاتها هو استثمار استراتيجي طويل الأمد في مستقبل جامعة الموصل، يرسخ مكانتها كمؤسسة علمية وثقافية رائدة. فهو يجمع بين الحداثة المعمارية، والأصالة الأكاديمية، والتنوع الثقافي، ليكون مركزاً إشعاعياً للعلم والمعرفة، ومعلماً حضارياً يعزز دور الجامعة في خدمة المجتمع المحلي والوسط الأكاديمي العراقي والإقليمي على حد سواء.

يقع المشروع ضمن المجمع الرئيسي (الأم) لجامعة الموصل، وهو من المواقع الحيوية التي تمنحه ميزة استراتيجية لسهولة الوصول إليه من مختلف كليات ومرافق الجامعة. وتبلغ المساحة الكلية للمشروع 94,422 متر مربع، ما يجعله واحداً من أكبر المشاريع الأكاديمية والثقافية على مستوى العراق.

يتضمن المشروع إنشاء ثلاثة مبانٍ رئيسية متكاملة الوظائف، صُممت وفق أحدث المواصفات الهندسية والمعايير العالمية المعتمدة في تصميم المكتبات الجامعية. وتجمع هذه المباني بين الطابع المعماري الحديث والملاءمة الوظيفية، لتوفير بيئة متكاملة تُلبي احتياجات الطلبة والباحثين، سواء في قاعات المطالعة، أو مخازن الكتب، أو المرافق البحثية.

تُقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بـ 54 مليار دينار عراقي، وهو استثمار ضخم يعكس مدى اهتمام الجامعة بتطوير بيئتها الأكاديمية وتوسيع بنيتها الثقافية. ويمثل هذا التمويل التزاماً واضحاً من رئاسة الجامعة والمؤسسات الداعمة بترسيخ مكانة جامعة الموصل كصرح معرفي رائد.

لا يقتصر المشروع على كونه مجرد مكتبة جامعية، بل يُتوقع أن يشكّل مركزاً ثقافياً ومعرفياً متعدد الوظائف، يرفد العملية التعليمية بأحدث مصادر المعلومات، ويوفر بيئة للبحث والتأليف والنشر الأكاديمي. كما سيُسهم في ربط الجامعة بالمجتمع من خلال إقامة الندوات والمعارض والفعاليات الثقافية، ليصبح معلماً بارزاً يجسد هوية الجامعة وحضارتها المتجذرة في أرض نينوى.