المعهد الثقافي الفرنسي
الأسباب الموجبة لتأسيس المعهد
واجه طلبة وأساتذة محافظة نينوى، ممن يتطلعون إلى مواصلة دراستهم في بلدان ناطقة بالفرنسية، صعوبةً حقيقية في الوصول إلى المعاهد الفرنسية المتواجدة في بغداد أو أربيل لأداء امتحانات DELF-DALF. هذه الامتحانات تُعد شرطًا أساسياً للقبول في الجامعات والمؤسسات الفرنسية أو الفرانكوفونية.
وقد ازدادت هذه الصعوبة في ظل الظروف الاستثنائية التي عاشتها المحافظة خلال السنوات الماضية، ما جعل الحاجة إلى حل عملي أكثر إلحاحًا.
انطلاقًا من ذلك، جرى التوافق بين جامعة الموصل والجانب الفرنسي ممثلاً بدائرة التعاون والنشاط الثقافي في السفارة الفرنسية في العراق، وبالتعاون مع مقاطعة إيل دو فرانس/باريس ومنظمة أكتد الفرنسية، على تأسيس معهد فرنسي–عراقي داخل حرم جامعة الموصل. لم يكن الهدف محصورًا فقط بتوفير مركز رسمي لأداء الاختبارات، بل تعداه إلى خلق فضاء ثقافي حيّ يتفاعل فيه العراقيون مع الثقافة الفرنسية، ويُتاح في المقابل للمتلقي الناطق بالفرنسية التعرف على النتاج الثقافي والعلمي العراقي.
هذا المشروع لم يكن إجراءً إداريًا فحسب، بل استجابة إنسانية وعلمية لحاجة ملحة؛ إذ منح الطلبة والأكاديميين في نينوى فرصة عادلة لإكمال مسيرتهم العلمية دون عناء السفر أو معاناة الظروف الأمنية واللوجستية.
التأسيس
تم إنشاء المعهد بعد استحصال الموافقات الأصولية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بموجب كتابها ذي الرقم ص ب /11/7149 بتاريخ 17/3/2019، إضافة إلى موافقة الجهات الرسمية في محافظة نينوى.
وقد أُقيم المعهد داخل حرم جامعة الموصل، وارتبط إداريًا بـ وحدة الركن الفرانكوفوني التابعة لقسم البعثات والعلاقات الثقافية في رئاسة الجامعة، مما ضمن له إطارًا تنظيميًا مؤسساتيًا واضحًا.
إدارته أُوكلت إلى كادر عراقي، يتقدمه الأستاذ المساعد الدكتور محمد زهير زيدان (مدير المعهد) والسيد سرمد محفوظ حميد (مسؤول الاستقبال)، إلى جانب إشراف المدرس المساعد براء إبراهيم محمود الذي يتولى التنسيق بين الجامعة والمعهد. هذا التنظيم الإداري منح المشروع طابعًا رسميًا، لكنه ظل مشبعًا بروح المبادرة والتعاون الأكاديمي.
التنفيذ
منذ انطلاقه في الأول من نيسان 2019، بدأ المعهد بتنظيم سلسلة من النشاطات العلمية والثقافية بمشاركة أساتذة متخصصين من مؤسسات عراقية وفرنسية. لم تقتصر هذه الأنشطة على الفضاء الجامعي، بل حضرها جمهور واسع من المهتمين بالشأن العلمي والثقافي من داخل الوسط الأكاديمي وخارجه. كما استُخدمت وسائل التواصل وتقنية المؤتمرات الفيديوية لتوسيع دائرة المشاركة والتعريف المتبادل بين الثقافتين العراقية والفرنسية، داخل العراق وخارجه.
النشاطات التي ينظمها المعهد جاءت متنوعة لتعكس ثراء المشهد الثقافي، ومن أبرزها:
-
دورات لتعليم اللغة الفرنسية بمستويات مختلفة.
-
معارض للرسم والتصوير الفوتوغرافي.
-
ندوات علمية وورش ومحاضرات أكاديمية.
-
تنظيم امتحانات DELF-DALF المعترف بها عالميًا.
-
عروض أفلام سينمائية ناطقة بالفرنسية.
-
فعاليات موسيقية ومسرحية.
-
زيارات مدرسية لتعزيز التواصل الثقافي.
-
استضافة كتّاب لتوقيع مؤلفاتهم.
-
استقبال وفود أجنبية وزيارات رسمية.
-
الاحتفال بالمناسبات الفرنسية والمهرجانات الثقافية، فضلًا عن تنظيم مسابقات علمية.
بهذا التنوع، تحول المعهد إلى منصة تفاعلية تُجسّد فكرة التبادل الثقافي الحقيقي، وتمنح سكان نينوى نافذة مشرعة على العالم الفرانكوفوني، كما تمنح الآخر فرصة للاقتراب من صوت نينوى وثقافتها العريقة.


























