كلمة السيد عميد كلية الآداب
يسعدني أن أرحب بكم في هذا الصرح الأكاديمي العريق، كلية الآداب، التي تمثّل قلب الجامعة الثقافي والإنساني، ومركز الإشعاع الفكري والمعرفي في مدينتنا العريقة، الموصل. وتُعرب عمادة كلية الآداب عن بالغ فخرها واعتزازها بالدور المحوري الذي تؤديه الكلية على الصعيدين الأكاديمي والفكري. لقد كانت كلية الآداب ولا تزال منارة للعلم والمعرفة، ومحركًا أساسيًا للتطور الثقافي والفكري في جامعتنا ومجتمعنا.
إن رسالة كلية الآداب تتجاوز أسوار القاعات الدراسية والمختبرات البحثية لتشمل خدمة المجتمع من خلال :
تنمية الكفاءات البشرية: تُسهم الكلية في إعداد أجيال من الخريجين المؤهلين علميًا وفكريًا، والذين يُشكلون رافدًا مهمًا لسوق العمل في مجالات التعليم، الإعلام، البحث، الثقافة، والإدارة، وغيرها من القطاعات التي تخدم المجتمع.
حلول للقضايا المجتمعية: تُشجع الكلية البحث العلمي الذي يُعالج القضايا المجتمعية الراهنة، مثل قضايا التنمية البشرية، التعليم، الصحة النفسية، التحديات الثقافية، وسبل تعزيز التماسك الاجتماعي. وتُقدم نتائج هذه الأبحاث كمقترحات وحلول قابلة للتطبيق من قبل الجهات المعنية.
نشر الوعي والمعرفة: تُنظم الكلية بانتظام المحاضرات، الندوات، وورش العمل المفتوحة للجمهور، والتي تُسهم في نشر الوعي بقضايا فكرية، ثقافية، واجتماعية متنوعة، مما يُعزز من الثقافة العامة للمجتمع.
حفظ التراث الثقافي: تُشارك الكلية بفاعلية في جهود حفظ التراث الثقافي والأدبي للمجتمع، من خلال الدراسات والبحوث والمبادرات التي تُسهم في توثيق هذا التراث ونقله للأجيال القادمة، مما يُعزز الهوية الوطنية.
التفاعل مع المؤسسات: تُقيم الكلية شراكات فاعلة مع المؤسسات الحكومية، منظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، لتقديم الخبرات والاستشارات في المجالات التي تُعنى بها الكلية، والمشاركة في المشاريع التنموية المشتركة.
برامج تطوير المهارات: تُقدم الكلية برامج ودورات لبناء وتنمية المهارات لأفراد المجتمع من غير المنتظمين، وذلك في مجالات تخصصها، مما يُسهم في رفع مستوى الكفاءة المهنية وتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة.
إن كلية الآداب تؤمن بأن خدمة المجتمع هي مسؤولية مشتركة، وهي ملتزمة ببذل أقصى الجهود لتكون دائمًا في طليعة المؤسسات التي تُسهم بفاعلية في بناء مجتمع واعٍ ومُتطور.
الدور الأكاديمي المتميز
تُشيد الكلية بجهود أساتذتها وطلابها في الحفاظ على مستوى أكاديمي رفيع، يتمثل في :
جودة البرامج الدراسية: تُقدم الكلية مجموعة متنوعة من الأقسام والتخصصات الأدبية والإنسانية، التي تُلبي احتياجات سوق العمل وتُثري المعرفة الإنسانية.
البحث العلمي الرصين: تُعد الكلية بيئة خصبة للبحث العلمي، حيث يُسهم أساتذتها وطلابها في إنتاج أبحاث ودراسات قيّمة تُعالج قضايا مجتمعية وفكرية هامة.
التدريس المُلهم: يلتزم أعضاء هيئة التدريس بتقديم تعليم عالِ الجودة، يُحفز التفكير النقدي ويُشجع على الإبداع والابتكار لدى الطلاب.
تخريج الكفاءات: تُفخر الكلية بتخريج أجيال من الكفاءات المؤهلة التي تُساهم بفعالية في مختلف ميادين الحياة، من التعليم والإعلام إلى البحث والثقافة.
الريادة الفكرية والثقافية:
إلى جانب دورها الأكاديمي، تُعد كلية الآداب مركزًا إشعاعيًا للفكر والثقافة، يتجسد في:
المحاضرات والندوات: تُنظم الكلية بانتظام فعاليات فكرية وثقافية تُسهم في إثراء الحوار العام وتوسيع آفاق المعرفة.
النشر والتأليف: يُسهم أساتذة الكلية في إثراء المكتبة العربية والعالمية بمؤلفات قيّمة تُعالج قضايا أدبية وفكرية متنوعة.
التفاعل المجتمعي: تُشارك الكلية بفاعلية في خدمة المجتمع من خلال مبادرات وبرامج تُعزز الوعي الثقافي وتُسهم في التنمية البشرية.
إن هذا الدور المزدوج، الأكاديمي والفكري، يُعزز مكانة كلية الآداب كصرح علمي وثقافي رائد، ونحن ملتزمون بمواصلة العمل الدؤوب لتعزيز هذه المكانة وتحقيق المزيد من الإنجازات في خدمة العلم والمجتمع.
تضم كليتنا عشرة أقسام علمية، تمثل تنوعاً فكرياً وثقافياً يعكس غنى مجتمعنا وتعدديته، وكل قسم من الأقسام العشرة يمتلك هوية فريدة ويُقدم إسهامات متميزة :
- قسم اللغة العربية: حارس الهوية ومصدر الإبداع الأدبي واللغوي.
- قسم التاريخ: مرآة الماضي، وسبيل الفهم العميق للحاضر واستشراف المستقبل..
- قسم اللغة الإنجليزية: نافذتنا على العالم، وجسر التواصل مع الثقافات الأخرى.
- قسم الترجمة: ناقل للمعرفة، ومساهم في الحوار الحضاري بين الشعوب.
- قسم اللغة الفرنسية: جسرنا إلى الثقافة الفرنكوفونية ومجالات الترجمة والتواصل الحضاري.
- قسم علم الاجتماع: نبض المجتمع وتحليل تحوّلاته وتفاعلاته7
- قسم الفلسفة: عقل الكلية، ومساحة للتأمل في الوجود والمعنى والقيم.
- قسم اللغة التركية: رافد جديد يعكس الامتداد الجغرافي والثقافي والتاريخي لمدينتنا ومحيطها.
- قسم علوم المعلومات: مواكبة لعصر الرقمنة، وتنظيم المعرفة في خدمة التعليم والبحث.
- قسم الإعلام: صوت الحقيقة، ورسالة التنوير والتواصل الجماهيري.
إن هذه الأقسام ليست مجرد تخصصات أكاديمية، بل أدوات حقيقية في خدمة الإنسان، ومرآة لاحتياجات المجتمع وتطلعاته. ونحن في عمادة الكلية، نؤمن بأن العلم لا ينفصل عن القيم، وأن رسالة الجامعة لا تكتمل دون مشاركة فاعلة في النهوض الثقافي والاجتماعي. وتُقدم هذه الأقسام العشرة برامج دراسية متنوعة وعميقة، تُسهم في إعداد أجيال من المتخصصين والباحثين في شتى فروع العلوم الإنسانية والاجتماعية. إن تنوع هذه الأقسام يُثري البيئة الأكاديمية للكلية، ويُمكن الطلاب من اختيار التخصص الذي يُلائم شغفهم وطموحاتهم.
إن كلية الآداب تؤمن بأن خدمة المجتمع هي مسؤولية مشتركة، وهي ملتزمة ببذل أقصى الجهود لتكون دائمًا في طليعة المؤسسات التي تُسهم بفاعلية في بناء مجتمع واعٍ ومُتطور.
ونحن في عمادة الكلية، نؤمن إيماناً راسخاً بأن مهمتنا لا تقتصر على التعليم فحسب، بل تتعداها إلى المساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع، عبر الشراكات مع المؤسسات الثقافية والتربوية، وإقامة الندوات، والبحوث التطبيقية، والمبادرات المجتمعية. وأن الكلية كانت وستبقى منارةً للفكر الحر، وجامعةً للعلوم الإنسانية، وفضاءً للتنوع والتعايش، ومصنعًا للعقول القادرة على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.