2 نوفمبر، 2023

رسالة ماجستير في قسم التاريخ عن التعليم الديني الرسمي في تركيا ..

ناقشت كلية الآداب بجامعة الموصل يوم الثلاثاء ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٤ رسالة ماجستير في التاريخ الحديث عن : ( أثر الواقع السياسي على التعليم الديني الرسمي في تركيا ١٩٢٣ – ١٩٦٠ ) وحضر المناقشة عدد من التدريسيين وطلبة الدراسات العليا ..
اعتبرت الدراسة التي تقدم بها الطالب ( يونس محمود رماوي ) من قسم التاريخ أن التعليم الديني العام من الموضوعات ذات الأهمية الفكرية والمجتمعية الخاضعة لتوجهات السياسة الداخلية ، خاصة في تركيا لما لها من مكانة وخصوصية في مجتمع يحمل إرثاً ثقافياً ومؤسسياً ذا قيمة عالية . وتجلت أهمية هذا الموضوع في تأثيره على المجتمع التركي الذي عانى كثيراً من الاستمرار في تلقي هذا التعليم ..
تكونت الدراسة من فصل تمهيدي وأربعة فصول رئيسية ، تضمن الفصل الأول نبذة عامة ونبذة شاملة عن التعليم الديني الرسمي في العهد العثماني وأربعة مباحث تحدث أولها عن التعليم الديني الرسمي منذ نشأة الدولة العثمانية وحتى عصر التنظيمات ومثلت هذه المرحلة امتداداً للتعليم في عهد السلاجقة والأساس الذي يقوم عليه النظام التعليمي كان مقرها في العهد العثماني وخاصة في عهد ازدهارها ، وجاء القسم الثاني بعنوان التربية الدينية في عهد التنظيمات هذا العصر هو بداية دخول أفكار التغريب إلى الدولة العثمانية نتيجة الهزائم التي منيت بها على كافة الأصعدة ، بينما جاء المبحث الثالث للحديث عن التربية الدينية في ظل حكم الاتحاد وجماعة التقدم وما هي عليه ووصل إلى حالة المصائب كان آخرها هزيمته في الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ – ١٩١٨ ، فيما تناول المبحث الرابع الحديث عن التعليم الديني الرسمي منذ نهاية الحرب العالمية الأولى حتى إعلان الجمهورية التركية، والذي حاول من خلاله قادة الحركة الوطنية الاستفادة من الوازع الديني لكسب تأييد الشعب في مقاومة المحتلين.
ولفهم طبيعة المتغيرات التي حدثت هذه الفترة كان لا بد من معالجة تأثير الواقع السياسي لإحداث المتغيرات الدينية في ظل الجمهورية التركية والآثار السلبية التي جلبتها على المجتمع ، وهذا ما تضمنه الفصل الثاني الذي تكون من قسمين : الأول لمحة عامة عن الواقع السياسي التركي بعد إعلان الجمهورية والدولة الدخول في مرحلة حكم الحزب الواحد والتي تمثلت بأفكار زعيمه مصطفى كمال ، فيما تضمن المبحث الثاني مكانة الإسلام في فكر مصطفى كمال وكيف استطاع التأثير فيه على أفراد المجتمع ودمجهم في طبقته والتي تضم أربعة محاور أولها مكانة الإسلام في خطب مصطفى كمال حتى موافقة إلغاء الخلافة والمخطط الذي اتخذه لتحقيق هذه الغاية في المحور الثاني ، فيما خصص المحور الثالث للحديث عن إنشاء رئاسة الشؤون الدينية المسؤولة عن إدارة ملف الحياة الدينية في تركيا وكيف سخر هذه المؤسسة لتحقيق أهدافه، فيما تضمن المحور الرابع الحديث عن ترجمة القرآن الكريم في عهد الجمهورية التي سبقتها محاولات ترجمات ما قبل الجمهورية والأهداف المخطط لها.
وخصص الفصل الثالث للحديث عن التعليم الديني الرسمي للمدة ١٩٢٣ – ١٩٤٥ والذي تضمن قسمين تضمنا بشكل عام طبيعة قانون توحيد التعليم ومكانة التعليم الديني الرسمي فيه وآثاره ، وكذلك التعليم الديني الرسمي في المدارس الحكومية ١٩٢٣ – ١٩٤٥ وهو مدة حكم الحزب الواحد وتكون من ثلاثة محاور تضمن المحور الأول للتعليم الديني الرسمي في المدارس الابتدائية وتليها المتوسطة والثانوية وتغيير مناهجها ، وتضمن المحور الثالث التعليم الديني الرسمي في مدارس إعداد المعلمين ، والذي تحدث عن مناهج مدارس معلمي القرية وكذلك مدارس المعلمين الابتدائية والمتوسطة .
بينما تناول الفصل الرابع الحديث عن التعليم الديني الرسمي المتخصص في تركيا في نفس الفترة التي تناولها التعليم الديني الرسمي والتي تكونت من أربعة أبواب أولها مدارس إمام – خطيب وما يتعلق بها ، فيما تضمن المبحث الثاني الحديث عن كلية أصول الدين منذ الافتتاح وحتى الإغلاق ، فيما جاء المبحث الثالث للحديث عن افتتاح معهد الدراسات الإسلامية وأسباب افتتاحه ،
فيما تضمن المبحث الرابع الحديث عن مناهج القرآن الكريم واستمرار هذه الجلسات رغم المضايقات التي تعرضت لها حتى إعلان تعدد الأحزاب .
أما الفصل الخامس والأخير فقد خصص لموضوع التعليم الديني الرسمي في مرحلة تاريخية جديدة ، تمثلت بإعلان التعددية الحزبية ١٩٤٥ ثم تأسيس الحزب الديمقراطي ووصوله إلى السلطة في انتخابات ١٩٥٠ وبقائه حتى نهاية حكمه بالانقلاب العسكري في أيار ١٩٦٠ ، والذي يتكون من ثلاثة أقسام : الأول تضمن لمحة عامة عن الواقع السياسي التركي ١٩٤٥ – ١٩٦٠ ، أي منذ بداية مرحلة التعددية الحزبية حتى الانقلاب العسكري الأول عام ١٩٦٠ ، والقسم الثاني هو سبل وضع التعليم الديني الرسمي في الخطب السياسية التركية ١٩٤٥ – ١٩٥٠ التي شهدت بداية مرحلة التنافس الحزبي ومحاولة استغلال هذا الموضوع لجذب أصوات الناخبين . وحسب الاحزاب ، تضمن المبحث الثالث الحديث عن تأثير الواقع السياسي على التعليم الديني الرسمي المتخصص ١٩٥٠ – ١٩٦٠ وقد سبقه الاختصاصي ، وهو عام تاريخه عند عودته وتكون من عدة محاور ركزت على دورات إمام – خطيب وما يتصل بها وكذلك مدارس إمام – خطيب المتوسطة والثانوية وكذلك افتتاح المعهد الاسلامي العالي والمحور السادس والأخير للحديث عن مناهج القرآن الكريم ١٩٤٥ – ١٩٦٠ والانفتاح الذي شهدته هذه الدورات منذ تأسيس التعددية حتى الانقلاب عام ١٩٦٠. وتضمن المبحث الرابع من الفصل الخامس أثر الواقع السياسي على التعليم الديني الرسمي ١٩٤٥ – ١٩٦٠ وتكون من أربعة محاور تحدث المحور الأول عن التعليم الديني الرسمي في المدارس الابتدائية ، وتضمن الثاني الحديث عن التعليم الديني الرسمي في مدارس إعداد المعلمين ، بينما تطرق المحور الثالث إلى التعليم الديني الرسمي في المدارس الثانوية ، تمثل هذه المرحلة عودة الدروس الدينية إلى مناهج المؤسسات العامة اختيارياً أولا ثم الانتقال إلى إلزامي ..
ترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتورة نسيبة عبد العزيز عبدالله / كلية الآداب / جامعة الموصل وعضوية كل من : الأستاذ الدكتور سعد عبد العزيز مسلط / كلية الآداب / جامعة الموصل والأستاذ المساعد الدكتورة أميرة اسماعيل محمد العبيدي / مركز الدراسات الإقليمية / جامعة الموصل وعضوية وإشراف الأستاذ المساعد الدكتورة إيمان غانم شريف / كلية الآداب / جامعة الموصل.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر