كلمة السيد عميد كلية الآداب
تشكِّل كلية الآداب حجر الزاوية في الجامعات العلميَّة الأَكاديميَّة؛ إِذ تتعامل مع روح الإِنسان، وجوهره؛ فتناغي أَفكاره، وتتيح له البوح عن مكنونات تجاربه الإِنسانيَّة، وهي ركن الإِبداع العلميّ؛ لذا فهي تغذي الوعي الفكريّ للفرد الَّذي يؤثِّر بدوره في الوعي المجتمعيّ كافَّة؛ ليكون هذا الوعيُّ أَداة طيَّعة لصياغة المستقبل واستشرافه، مستمدًا من عمق أَصالة الفكر الإِنسانيّ من جهة ونظرة مستقبليَّة متطورة مستندة لثقافة رصينة من جهة أُخرى؛ لمواكبة الركب العلمي النامي باطِّراد. وقد أُسست كلية الآداب عام1966 وتضمُّ الآن عشرة أَقسام، هي: قسم اللغة العربية وآدابها، وقسم اللغة الانجليزية وآدابها، وقسم التاريخ وقسم المعلومات وتقنيات المعرفة، وقسم الإعلام، وقسم علم الاجتماع، وقسم الفلسفة، وقسم الترجمة، وقسم اللغة الفرنسية، قسم اللغة التركية، كما أخذت كلية الآداب على عاتقها خدمة المجتمع على وفق نتاجها من الاختصاصات الإِنسانيَّة؛ لرفد سوق العمل بالخبرات والطاقات الإِيجابيَّة، وما زالت تُسهم إسهامات مضيئة في خدمة المجتمع وعلى الأَصعدة كافة، فضلًا عن ذلك فقد دأبت كلية الآداب في الحفاظ على اللغات الحيَّة المستعملة في العراق، وترسيخ المفاهيم الأَكاديميَّة والبحثية العليا، والمشاركة الفعَّالة في دفع عجلة التنمية في العراق بكل قوالبها، فضمَّت إِلى جانب الدراسات الأَوليَّة دراسات عليا، عنيت بتخريج مئات الطلبة الاختصاصيين في الدبلوم والماجستير والدكتوراه، وحملة شهادة الدبلوم من بناء السلام الذي فُتح مؤخراً في قسم علم الاجتماع، فضلًا عن روافدها الأَكاديميَّة الأُخرى التي كان لها بصمة علميَّة فعَّالة في أَوساط الأَكاديميين، وهي: وحدة الاستشراق، والمكتب الاستشاري للترجمة واللغات الحيَّة، ووحدة فهرسة الوثائق العثمانيَّة وتوثيقها، كما تؤمن كلية الآداب أَنَّ التعليم الجيِّد يجب أَن يتكيَّف مع المستجدات من حولنا، لذلك سعت أَن تضمَّ الخطط الدراسية المستحدثة عددًا من المهارات الَّتي تُضاف لمواد التخصُّص، وهي مهارات تساعد المجتمع على النهوض ومواكبة التطوُّر العلمي المهول، وتهيئ الطالب للنجاح بعد التخرُّج والدخول في سوق العمل؛ ليكون لبنة أَساسيَّة في بناء عراق قويّ مهيب قادرًا على منافسة الدول في التنمية المستدامة، وجعله في مصافها المُتقدِّم.