24 سبتمبر، 2020
مناقشة رسالة الماجستير في التاريخ الموسومة بـ(انتشار المذهب المالكي في السودان الغربي حتى نهاية القرن العاشر الهجري ـ دراسة تاريخية)
تمت ـ بعون الله وفضله ـ مناقشة رسالة الماجستير في التاريخ الموسومة بـ(انتشار المذهب المالكي في السودان الغربي حتى نهاية القرن العاشر الهجري ـ دراسة تاريخية) للطالب فائز فتح الله عبد الوهاب ، اليوم الخميس الموافق 24/ 9 / 2020 في قاعة ابن الاثير في كلية الآداب ، باشراف : أ.د. بشار اكرم جميل ، وتألفت لجنة المناقشة من: أ.د. خليل خلف حسين ، وأ.م.د. خالدة محمد حسين ، وم.د. صالح احمد صالح ، وبعد مناقشة مستفيضة اجيزت الرسالة .الملخصتناولت الدراسة موضوعا مهما الا وهو انتشار المذهب المالكي ، إذ يعد المذهب المالكي واحداً من المذاهب الإسلامية الرئيسة التي ظهرت في العالم الإسلامي واتبعها كثير من الناس، فقد انتشر هذا المذهب في شبه الجزيرة العربية وهي موطنه الاصلي الذي انطلق منه باتجاه باقي بقاع العالم الاسلامي، وكان وصوله الى المغرب ومن ثم الأندلس ايذانا لتوسعهِ وانتشارهِ، وبحكم علاقة المغرب الإسلامي بالصحراء الكبرى والتقارب الجغرافي والعرقي معهم فقد انتشر المذهب المالكي في الصحراء وصولا الى السودان الغربي الذي دخل سكانه في الإسلام وفقا لذلك المذهب وتقبلوه واتبعوا كل قواعده التي تطابقت مع فطرتهم السليمة.وتأتي هذه الدراسة لإبراز الاسباب التي ادت الى انتشار المذهب المالكي في السودان الغربي، وكانت هذه الاسباب متنوعة ما بين داخلية وخارجية، وقد اشتملت هذه الدراسة على تمهيد وأربعة فصول، تناول التمهيد الموقع الجغرافي للسودان الغربي وحدوده واسباب تسمية هذه المنطقة، والطرق التي تؤدي إليه، واستخدامها من التجار وغيرهم للوصول إلى السودان الغربي.وتناولت الدراسة مجموع من القضايا المهمة الا وهي : وسائل انتشار الإسلام في السودان الغربي والمتمثلة بالحملات الاستطلاعية والتجارة والدور الذي لعبه المرابطون، وتناول ايضا نشأة المذهب المالكي وانتشاره في المغرب الإسلامي. وعوامل انتشار المذهب المالكي وهي قسمان : داخلية وخارجية، تضمنت العوامل الداخلية تغلب المذهب على باقي المذاهب وملائمته لطبيعة اهل السودان ودعم السلطة الحاكمة له، اما الخارجية فقد تضمنت التأثير المغربي ومكانة الإمام مالك، كذلك رحلات الحج و الرحلات العلمية والتأثير الأندلسي على السودان الغربي. وتناولت كذلك علاقة حكام السودان بالفقهاء المالكية وكذلك تولي رجال المذهب لمناصب إدارية ودينية. وآثار المذهب المالكي على بنية المجتمع السوداني وكذلك أثره على العادات والتقاليد السائدة في ذلك الوقت ودوره في مكافحتها والتي لا تنطبق مع الشريعة الإسلامية، وأثر المذهب المالكي على الاحتفالات والأعياد التي كانت سائدة حينها.النتائج :توصلت الدراسة الى جملة من النتائج لعل من ابرزها :للتجارة بين المغرب الاسلامي والسودان الغربي عبر الصحراء الإفريقية الكبرى دور كبير في انتشار الإسلام في السودان الغربي، فقد أسهمت التجارة في نقل الإسلام إلى المنطقة وتقبل السكان له عن طريق التواصل بين التجار المسلمين والتجار السودان. يتساوى التجار الذين ووصلوا الى السودان الغربي في كونهم جميعا مسلمين، الا انهم تباينوا في انتمائهم المذهبي إذا صح التعبير، فمنهم من هو من الخوارج الإباضية ومنهم على المذهب الشافعي، ومنهم على المذهب الحنفي، الا ان الفئة الأكبر كانت مسلمة على المذهب المالكي.