30 سبتمبر، 2020

مناقشة رسالة الماجستير في التاريخ الموسومة بـ((المضاحيك والمُلّهون في العصر العباسي: (132 ــ 247 هـ / 749 ــ 861 م))

تمت ـ بعون الله وفضل ـ مناقشة رسالة الماجستير في التاريخ الموسومة بـ((المضاحيك والمُلّهون في العصر العباسي: (132 ــ 247 هـ / 749 ــ 861 م)) ، للطالب محمود زكريا محمد الصباغ ، اليوم الأربعاء الموافق 30 / 9 / 2020 في قاعة ابن الاثير في كلية الآداب باشراف أ.م.د. رائد محمد حامد ، وتألفت لجنة المناقشة من : أ.د. بشار اكرم جميل ، أ.د.رشيد لطيف إبراهيم ، أ.م.د. عمر احمد سعيدموشوع الدراسة :تناولت الدراسة موضوع المضاحيك (المضحكين)، وعامة الملّهين من الحمقى والمتحامقين ، إذ يعد المضحك واحداً من أشهر المخالطين للخلفاء والأمراء ووجهاء البيت العباسي ووزرائه، وهم بهذا المعنى من أكثر الشخصيات التي تتداخل مع السياسة بشكل مباشر، ولا سيّما، أن أكثر المجالسين للخلفاء على وصفهم (الندماء والمضحكون والمتحامقون) هم ليسوا من سفلة المجتمع، كما سيتبن ذلك في متن الرسالة لاحقاً، بل كان فيهم الزاهد وعالم اللغة والشاعر والحكيم والعالم بالمذاهب الغنائية، فهم يعدون من خواص الناس واطلاعهم على مجريات الأحداث الداخلية وتقريب (أغلبهم من الخلفاء العباسيين) ربما جعل الخليفة من بعضهم أصحاب شورى ومؤتمنين على أسرار البيت العباسي. وتتحرى الدراسة عن مكانة ودور ووصف المضاحيك والمُنادمين لخلفاء بني العباس، وسيضع الوضع العام للخلافة العباسية إبان عهود الخلفاء (قيد مدة البحث: 132 ـ 247هـ / 749 861م) أمام رصد المتخصصين في الشأن التاريخي والرصد المباشر في البحث والتدقيق والمتابعة، بمعنى : أن الخلفاء العباسيين وطبيعتهم النفسية وعلاقاتهم مع البيت العباسي ومع الناس، وحتى ما يكرهون وما يرغبون فيه، وكيف يفكرون ومدى حلومهم وحزمهم ستكون أمام البحث والباحث، ليكون الموضوع بالرغم من سهولته منفذا لتقييم تلك الحقبة الزمنية في حياة الخلافة العباسية والتي تقدر بـ (مائة وخمسة عشر عاماً).نتائج الدراسة : من خلال العرض التاريخي الأفقي لموضوع الرسالة: (المضاحيك والمُلّهون في العصر العباسي: (132 ــ 247 هـ / 749 ــ 861 م) ظهرت للباحث مجموع من النتائج لعل من أهمها:1: إن الضحك بوصفه (انفعالاً) وممارسة مسموعة وجد مع ولادة البشرية، فخالط الطبع البشري منذ سذاجة الحضارة وعُدّ واحداً من سلوكيات الفرد في الجماعة على اختلاف تصاعده أو هبوطه في سلوكهم. وغالباً ما ضُبط هذا الانفعال بسلطة الشريعة والقيم الاجتماعية وحزم الملوك والحكماء والسلاطين وطبيعة السلطة المجتمعية السائدة.2: لم يقف الإسلام بوصفه ديناً عظيماً موقف المعارض المانع من الضحك والمضاحيك والهزليين عامة، لكنه بدلا من ذلك: كان كتاب الله العظيم (القرآن الكريم)؛ وسيرة النبي محمد) (r؛ وما تشظى من سيرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ والأتقياء تحيلنا إلى أخطار المُلهيات والمزاح والضحك الخارج عن حدود اللياقة وآداب الإسلام والمسلمين، فتعالج بهدوء4: لم يكن المضاحيك والمُلهّون والهزليون من سفلة القوم أو من شُذاذ الآفاق، بل كان جلّهم من أهل العلم والحُفّاظ ومن أهل الأدب والحكمة والزهد، وفيهم الذين تتلمذوا على يد رجال الأدب واللغة والحديث، فكان منهم الأتقياء والزُهّاد والشعراء، لكن ذلك كله لم يلغِ لديهم حس الفكاهة والمزاح.5: الخلفاء العباسيون في المدة قيد البحث (132 ــ 247هــ / 749 ــ 861 م) قرّبوا المضحكين واستضافوهم بمجالسهم، واصطحبوهم معهم لرحلات الصيد؛ واستشاروا بعضهم واستناروا بآرائهم؛ واستمعوا لوعظ البعض الآخر منهم. لكن ذلك لم يمنع الخلفاء العباسيون، وإن أثابوا بعضهم بالعطايا، من عقاب الذين يسيئون لمقام الخلافة ومكانة الخليفة بالجلد والحبس وحلق اللحية تعزيراً لهم، وتذكيرا: بأن تقريب الخلفاء لهؤلاء الهزليين لا يعني الصمت والسكوت بوجه خروجهم على هيبة ومقام المجلس والخليفة.6: لاحظنا اجتهاد هؤلاء المضاحيك والهزليين والمخنثين منهم، خصوصاً في العصر العباسي، سُبل ووسائل عدة وغريبة للحصول على المكاسب المادية والعينية والتقرب من الخليفة وأسعفهم بذلك: شدة ذكائهم وحذقهم وسرعة بديهتهم وخبرتهم في مجال نشر الضحك.7: وكما كان المضحكون والهزليون خاصّين بمجالس الخليفة والأمراء ووجهاء بني العباس، بيد أن بعضهم استمتعوا بالمكاسب فخالطوا العامة، وأفادوا من أرواحهم المرحة وروح النُكتة فيهم للحصول على مكاسب أخرى تضاف إلى ما كانوا يحصلون عليه من كرم الخلفاء العباسيين والأمراء والوجهاء.8: كان خلفاء بني العباس يتقرّبون ويقرّبون المضحكين والهزلين ليس لغرض الضحك المجرد، بل كانت ظروف الخلافة، وما تعانيه احياناً من ضغوطات خارجية وداخلية، أشير لبعضها في متن الرسالة، الفصل الأول، من أسباب الترويح عن النفس لتخفيف الأعباء عما كانوا يحملونه من هموم بسبب تلك الظروف، ومن هنا كان المُلهّين من بعض وسائل الخلفاء، فضلاً عن رحلات الصيد والألعاب للتخلص من هموم ومشاكل الحكم والترويح عن أنفسهم.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر