4 أكتوبر، 2020

مناقشة رسالة الماجستير في اللغة العربية (الكناية في كتاب (بلاغات النساء) لابن طيفور (ت 280هـ))

تمت ـ بعون الله وفضله ـ مناقشة رسالة الماجستير في اللغة العربية (الكناية في كتاب (بلاغات النساء) لابن طيفور (ت 280هـ)) ، للطالب عبد الرضا عبد شاطي اليوم الاحد الموافق 4 / 10 / 2020 في قاعة ابن الاثير ، باشراف أ.م.د.عمار إسماعيل أحمد وتألفت لجنة المناقشة من السادة : أ.م.د.أحمد محمد علي ، وأ.م.د. محمد حسين توفيق ، وأ.م.د.آلاء أحمد حسنالملخصكانتِ المرأةُ ولا تزالُ النِّصْفَ الثَّاني مِنَ المُجتمَعِ والشَّريكَ المُكَمِّلِ للحياةِ ،فَهيَ الأُمُّ والزوجةُ والأختُ والابنةُ التي لا يُمْكِنُ لأي شَخْصٍ مَهما كَانَ أَنْ يُنْكِرَ أو يَنْتَقِصَ مِنْ دورِها الأساسي فِي الحَياةِ ، والأدبُ النِّسائِي المُتّحَدِّرُ إلينا مِنَ الجَاهِلِيةِ يَدُلُّ على دورِ المَرأةِ السياسي والاجتماعي في الحياةِ، وقِيَادَتِها مَسِيرةِ الفِكْرِ والثَّقَافَةِ ، وجُرْأَتِها على قَولِ الحَقِ ، وَعَدَمِ اسْتِكَانَتِها لِلظُّلْمِ ، وَوَعْيِها البالغُ في كُلِّ مَوْقِفٍ مِنْ مَواقِفِ الحَياةِ ، ولا يَسْتَقِيمُ هذا الوعيُ إلَّا في جَوِ الحُرِّيةِ الَّذي كانتْ تَعِيشُ فيهِ المرأةُ العربيةُ في الإسلامِ وَقبلَ الإسلامِ، ولِلْأدبِ النِّسائِي طَوابِعُهُ المُمَيَّزةُ وَسِمَاتُهُ المَخْصُوصَةِ ،وإنْ كانَتْ هذه الطَّوابِعُ لَمْ تنلْ حظًا كبيرًا مِنْ عنايةِ الكُتَّابِ إلا بَعْضَ الاهتمام .وَمِنْ هذا المُنْطَلَقِ جاءتْ الفِكْرَةُ في دِراسَةِ كِتَابٍ يَهْتَمُّ بكتاباتِ النِّساءِ، فَوَقَعَ الاخْتِيارُ عَلى كِتَابِ (بلاغاتِ النِّساء) لابنِ طَيْفُور (المُتَوفَّى280هـ) ‘إذْ جَمَعَ فِيهِ مِنْ أَخْبارِ النِّساءِ فِي الجَاهِلِيةِ وَصَدْرِ الإسْلَامِ وَأَشْعَارِهِنَّ وَنَوَادِرِهِنَّ وَحِكَمِهِنَّ ، ولا يَخْلُو الكِتَابُ مِنْ صُعُوبَةٍ فِي عَدَدٍ مِنْ نُصُوْصِهِ ، فَضلْاً عَنْ التَّصْحِيفِ وَالتَّحْرِيفِ الَّذي وَرَدَ في عَدَدِ مِنْ أَلْفاظِهِ مِمَّا زَادَ عَناءَ الْبَاحِثِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّوابِ مِنْها ، أمَّا عَنْ خُطَّةِ الْبَحْثِ فَقَدْ جَاءَتِ الرِّسالَةُ فِي مُقَدِّمَةٍ وَتَمْهِيدٍ وَثَلاثَةِ أفْصُلٍ وَخَاتِمَةٍ وَثَبْتٍ لِلْمَصَادِرِ وَالْمَرَاجِعِ، تَناَوَلَ التَّمْهِيدُ التَّعْرِيفَ بالْكِنايَةِ لُغَةً واصْطِلَاحًا وأقْسَامِها وأقْوالِ البلاغيينَ فِيها ، والتَّعْرِيفَ بالمُؤلِّفِ والمُؤلَّفِ ، وأَهمْيَّةِ الكِتابِ وَخَصَائِصِهِ، وجاءَ الْفَصْلُ الأوَّلُ بِعُنْوانِ الْكِنايَةِ الخُلُقِيَّة وَضَمَّ كِناياتٍ عَنِ (الشَّجاعَةِ ، والْكَرَمِ ، وَالْعِفْةِ ، الْجَهْلِ ، وَالْبُخْلِ ) وَعَرَضَ الْفَصْلُ الثَّانِي الْكِنايَةَ الَّلونِيَّةَ سَواءٌ الْأَلْوانُ المُبَاشِرَةِ وَغَيْرِ المُباشِرَةِ ، فِي حين جَاءَ الْفَصْلُ الثَّالِثُ بِمَبحَثَينِ ضَمَّ الأوَّلُ الْكِنايَةَ الْجِنْسِيَّةَ ، والثَّانِي كِناياتٍ عَنِ الشِّدَّةِ والمَصَائِبِ وَالْفِتَنِ. ثُمَّ خاتِمَةٌ عُرِضَتْ فيها أَهَمُّ النَّتائِج الَّتِي تَوَصَّلَ إليها البَحْثُ.وَالْمَنْهَجَ الَّذِي سَارَ عَلِيهِ الْبَحْثُ فَهُوَ الْمَنْهّجُ الانْتِقائِي فِي تَحْلِيلِ النُّصُوِصِ الَّتِي عَرَضَها ؛فَقَدْ إِذْ سُلِّطَ الضَّوءُ عَلَى الْكِنايةِ وَإظْهَارِ مَدَى الْأَثَرُ البَلَاغِي الَّذِي حَقَّقَتْهُ فِي إِغْناءِ تِلْكَ النُّصُوصِ بَلاغياً مَعَ الدِّقَّةِ فِي التَّعْبيرِ. وَقَدْ حَرَصَ الْبَحْثُ عَلى ذِكْرِ صَاحِبِ النَّصِّ والْمَوْقِفِ الَّذِي قِيلَ فِيْهِ لِيَكُونَ الْمَعْنَى أَكْثَرُ وُضُوْحاً، وَلِتَقْرِيبِ الْقَصْدِ الَّذِي كَان يَرْمِي إِلَيْهِ الْمُتَكَلِّمُ سَوَاءٌ كانَ بَعِيدًا أَمْ قَرِيْباً.النتائج :تَوَصَّلَ الْبَحْثُ إِلَى عِدَّةِ نَتَائِجَ مِنْها:تُظْهِرُ لَنا النُّصُوصُ مَدَى الْبَلاغَةِ وَالْفَصَاحَةِ الَّتِي تَتَمَتَّعُ بِها الْمَرْأةُ فِي تِلْكَ الْعُصُورِ وَمَقْدِرَتِها عَلَى التَّعْبيرِ عَنْ آرائِها بِشَكْلٍ وَاضِحٍ وَأَمَامَ الْمًلأِ وَفِي أُمُورٍ مَصِيرِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بالسِّياسَة والْحُكْمِ ؛ولا سِيَما زَوْجَاتِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم .جَاءَتِ الكِنَايةُ فِي كَلامِ المرأةِ لِتُرْسِمَ صُورةً تُثيرُ فيها المُتلَقِّي لِما تَحْمِلُهُ مِنْ الانْفِعالاتِ المُنَاسِبَةِ، وذلكَ عن طَريقِ انتقاءِ الألفاظِ المُوحيةِ ذاتِ الدَّلالةِ الصُّوريةِ الَّتي تُؤكَّدُ الْمَعْنَى لَدِيِه.نَلْمَحُ مِنْ خِلالِ عِدَّةِ نُصوصٍ الَّتي أوْردَها البَحثُ بلَاغَةَ المَرأةِ الْمَمْزُوجَةِ بِالْعَاطِفَةِ الجَيَّاشَةِ فِي مَوَاقِفِ الْحُزْنِ وَالْفَقْدِ وَالْمُصابِ كَما نَجِدُ نُصُوصًا تُبِيَّنُ لَنا شَغَفَ الْمَرْأةِ العربيةِ لِصِفَات النُّبْلِ وَمَكَارِمِ الْأخْلَاقِ لَدى الرِّجالِ وَنَبْذِها لِلصِّفاتِ الدَّنِيئَةِ المَذْمُوْمَةِ فِيهم.أظهر البحث أن الكناية باللون نوعان، الأول: ذكر اللفظ الدال على اللون مباشرة في التعبير عن المواقف والمشاهد المتنوعة وقد جاء كل لون موافقًا للمعنى المكنى عنه، فضلاً عن السياق الذي ورد فيه، وقد تبيّن أنّ بعض الألوان حملت دلالات متنوعة تبعًا للسياق الذي وردت فيه كاللون الأحمر والأسود، والثاني: التعبير عن اللون بصورة غير مباشرة، ويدرك ذلك من خلال الذوق وتغلغل الصورة الكنائية، وقد أعطت الكناية اللونية دلالات وإيحاءات متنوعة يتعذر على بعض الألفاظ أن تقوم مقامها، كما أن الدلالة اللونية يفهمها الجميع كل حسب علمه من غير كد للذهن.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر