نبذة مختصرة عن الكلية

نبذة مختصرة عن الكلية

تُعدّ كلية الآداب في جامعة الموصل إحدى الكليات الرائدة على مستوى العراق، وقد تأسست عام 1966 لتكون منارةً أكاديمية تُعنى بالعلوم الإنسانية والمعرفية، وتُسهم في ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية لمدينة الموصل والمجتمع العراقي عمومًا. ومنذ نشأتها، التزمت الكلية برسالة علمية ترتكز على الجمع بين دراسة التراث الحضاري العريق والتفاعل مع متغيرات الفكر الإنساني الحديث، مما جعلها واحدة من أهم المؤسسات التي تنتج المعرفة وتدير الحوار بين الماضي والحاضر.
تتميّز الكلية بتعدد أقسامها العلمية، التي تشمل التاريخ واللغة العربية وآدابها، ، والفلسفة، وعلم الاجتماع، والإعلام، وتقنيات المعلومات، والترجمة. فضلًا عن أقسام اللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية والتركية. ويُعنى كل قسم بتقديم برامج أكاديمية متكاملة تواكب تطورات البحث العلمي وتلبي حاجات المجتمع المعرفية والثقافية. فقسم التاريخ يُبرز الإرث الحضاري للموصل كحاضرة آشورية وإسلامية،واللغة العربية تُدرَّس بوصفها وعاءً للتراث الأدبي العربي والإسلامي ، بينما يُناقش قسم الفلسفة مسارات الفكر الإنساني والمنطق، وتُسهم أقسام الإعلام والمعلومات في تطوير المهارات الرقمية والتواصلية في العصر الحديث.
تحتضن الكلية نخبة من الأساتذة والباحثين المتميزين، وتسعى باستمرار إلى تطوير برامجها وخططها الدراسية بما يتماشى مع المعايير الأكاديمية الحديثة، دون أن تتخلى عن أصالتها وارتباطها العميق بجذور المدينة. وتُعدّ الموصل، المعروفة بتنوّعها الثقافي والديني، بيئةً ملهمة للبحث والدراسة، حيث تلتقي في الكلية روافد متعددة من الثقافات والأفكار، وتنعكس في مشاريع علمية رائدة، ومبادرات توثيقية تسعى للحفاظ على اللهجة المحلية، والعادات الاجتماعية، والعمارة التراثية.
وفي سياق الظروف الصعبة التي مرّت بها المدينة، لا سيما خلال سنوات الإرهاب والتدمير التي طالت جامعة الموصل وكلياتها، أثبتت كلية الآداب قدرتها على الصمود والتجدد، إذ أعادت بناء أقسامها ومكتباتها، واستأنفت دورها كمركز فكري وثقافي حيوي يُسهم في إعادة إعمار الإنسان والوعي، لا الحجر فقط.
إن كلية الآداب اليوم لا تُخرّج طلابًا فحسب، بل تبني جيلًا قادرًا على التفكير النقدي، وتحمل مسؤولية حماية التراث، وصياغة المستقبل. وهي بذلك تُجسّد نموذجًا أكاديميًا يُراعي الأصالة وينفتح على الحداثة، ويواصل أداء رسالته في خدمة العلم والمجتمع.