14 مايو، 2023
اطروحة دكتوراه في قسم اللغة العربية عن : الرؤية النقدية ومرجعياتها عند عبد الملك مرتاض في كتابة التحليل الجديد للشعر
ناقشت كلية الآداب بجامعة الموصل اليوم الأحد ١٤ آيار ٢٠٢٣ اطروحة دكتوراه في الأدب العربي الحديث عن : ( الرؤية النقدية ومرجعياتها عند عبد الملك مرتاض في كتابة التحليل الجديد للشعر ) .. وحضر جانباً منها السيد عميد الكلية الأستاذ المساعد الدكتور محمد علي محمد عفين المحترم وعدد من التدريسيين وطلبة الدراسات العليا ..
هدفت الاطروحة التي تقدم بها الطالب ( أيمن أحمد جاسم الحمداني ) من قسم اللغة العربية الى ايجاد أن النَّاقد الجزائري عبد الملك مرتاض يعد من أبرزِ النَّقادِ والكُتَّابِ الَّذينَ عرفتهُمُ الجَّزائرُ في مرحلةِ مَا بعدَ الاستقلالِ ، فهُو مِن الرَّعيلِ الأولِ المؤسسينَ للحركةِ النَّقديةِ العَربيةِ فِي الجَّزائرِ ، شَكّلَ موسوعةً علميةً أسهمت بنصيبٍ وافرٍ في ميادينِ المعرفةِ والعلمِ والأدبِ ، فقد تعدَّدَت الإسهاماتُ وتنوعت الاهتماماتُ فهو الأديبُ والرِّوائيُّ والقَاصُ والمُفكرُ والنَّاقدُ والمُؤرخُ واللُّغويُّ والمُحققُ ؛ فلم يتركْ مجالاً معرفياً إلَّا وجعلَ فيه بصمتَهُ الرَّاسخةَ الَّتي كشفت اللِّثامَ عن رُؤاهِ العَميقةِ وتحليلاتِهِ الدَّقيقةِ وفكرِهِ الثَّاقبِ ، ولهُ نتاجاتٌ ضخمةٌ كان آخرُهَا كتابَهُ ( التَّحليل الجَّديد للشِّعر – معالجة تحليلية لخمس القصائد الَّتي قُدِّمت في نهاية المُوسم السَّادس لـ ( أمير الشعراء) 2017م ) ذَكرَ فيه سببَ اختيارِهِ لشَّعراءِ المَرحلةِ الأخيرةِ في المُوسمِ السَّادسِ ، وناقشَ في هذا الكتاب قضايَا عديدةً منها : ( نشأةُ الشَّعر وفرضياتُهُ الَّتي وصفَها ، وعمرُ الشَّعرِ العربيِّ ، والأرجازُ الأُولى ، والإِيقاعُ ، واللُّغةُ الوَاصفةُ ،
الأَسلِبةُ ، المسكوتُ عنهُ ، الأسلوبُ ، الصِّناعةُ ، التَّشاكلُ ، نظريةُ الحقولِ الدِّلاليةِ ) ، وغيرها من القضايا الَّتي كانت ضمنَ إضاءةٍ منفردةٍ في مقدماتٍ منهجيةٍ في بدايةِ الكِتابِ ، أو ضمنَ مقدماتِهِ للمستوياتِ الإجرائية في تحليلِهِ للقصائدِ الخمسِ ، فضلاً عن ذكرِهِ للكثيرِ من المصادرَ والمراجعَ في الهَامشِ ما أعطت ثقلاً فكرياً ومعرفياً ونقدياً وفلسفياً للكِتابِ ؛ والكَاتبِ معاً. هذا ما جعلَ للكِتابِ قيمةً علميةً وأكاديميةً للباحثينَ والمُتخصصينَ وللقرَّاءِ عامةً .
اقتضَت الدِّراسةُ أن تَبدأَ بتمهيدٍ يَنبسِطُ في محورينِ ، المِحورُ الأولُ تناولَ (الرُّؤيةَ ، والمَرجعيةَ : قراءة في المَفهوم ) ، والمِحورُ الثَّانيُّ كشفَ عَن مساراتِ الرُّؤيةِ النَّقديةِ عِندَهُ . وقد جَعَلنَا الفَصلَ الأولَ : بعنوانِ ( الشِّعر الأول ومساراته التَّكوينية ) . وامتدَّ الكلامُ في مبحثيهِ إلى تناولِ الفرضياتِ الَّتي وصفَهَا عبدُ الملك مرتاض والَّتي تُفسرُ نشأةَ الشِّعرِ ، ثُمًّ أسبقيةَ الوزنِ على التَّصويرِ ، وأوائلَ المُوضوعاتِ الشِّعريةِ ، وصولاً إلى الكلامِ على أوائلِ الشُّعراءِ وعُمرِ الشِّعرِ العَربيِّ . وجاء الفَصلُ الثَّانيُّ بعنوانِ ( أسس المَنهج المُستوياتي في تحليل القَصائد الخَمس ) ، واستعرضَنا فيه المَناهجَ المُعتمدةَ في كُتُبِهِ جميعِها ، وفي هذا الكِتابِ تأسيساً ، ثُمَّ تطويراً إلى المُصطلحِ الجَّديدِ الَّذي وضعَهُ النَّاقدُ ، وهي : ( الشَّعريةُ / التَّداوليةُ / الحَيزُ / الزَمنُ / الإيقاعُ ) في حينِ عُقِدَ الفَصلُ الثَّالثُ
بعنوانِ : ( المَنهج المُستوياتي ومُستوياته الإجرائية في تحليلِ القصائدِ الخمس) وهي كانت أيضاً في أُطِرِ ( المُسميات الجَّديدة للمَناهج التي اصطنعها النَّاقدُ في هذا الكِتابِ الشَّعررة / الدَّوللة / الحَيززة / الأَزمنة / الأَوقعة) ، وقد كان حديثُ عبدِ الملك مرتاض في مباحثِهِ كُلِّها حديثُ العَارفِ المُستوعبِ لها ممَّا ساعد الباحث على إلقاءِ الضَّوءِ على أفكارِهِ في إطارِ سنواتِهِ وسنواتِ جيلِهِ وجيلنا الرَّاهنِ تحقيقاً لآصرةِ الدَّرسِ النَّقديِّ المُتطورِ والنَّاميِّ .
وانتهى الحديثُ بالباحث إلى خاتمةٍ استعرض فيها أهمَّ النَّتائجِ الَّتي توصلَ إليها البَّحثُ ثُمَّ وثَّق الباحث عمله بثبتٍ للمصادرِ والمراجعِ والدَّورياتِ الَّتي أفاد مِنها ..
ترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور محمد سالم سعد الله / جامعة الموصل / كلية الآداب وعضوية كل من : الأستاذ الدكتور جاسم محمد جاسم / جامعة الموصل / كلية التربية الأساسية والأستاذ المساعد الدكتورة إخلاص محمود عبد الله / جامعة الموصل / كلية التربية للبنات والأستاذ المساعد الدكتور حسين عبد اللطيف عبدالله / جامعة صلاح الدين / كلية التربية / شقلاوة والأستاذ المساعد الدكتورة فاتن غانم فتحي / جامعة الموصل / كلية الآداب وعضوية وإشراف الأستاذ المساعد الدكتورة قبية توفيق سلطان / جامعة الموصل / كلية الآداب .