5 سبتمبر، 2022

اطروحة دكتوراه في قسم اللغة العربية (التطور الدلالي في تهذيب اللغة الازهري)دراسة تحليلية

ناقش قسم اللغة العربية بكلية الاداب اليوم الاثنين 5ايلول 2022 اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ( التطور الدلالي في تهذيب اللغة للأزهري ( ت:370هـ) دراسة تحليلية)وعلى قاعة ابن الاثير حضر المناقشة السيد عميد كليه الاداب الاستاذ المساعد الدكتور محمد عفين وعدد من تدريسي الكلية وطلبة الدراسات العلياتناولت الاطروحة التي تقدم بها الطالب (سيف سعدالله محمد البياتي على تمهيد تنظيري وفصلين تحليليين، خُصَّ الفصل الأول بالتطور الدلالي لألفاظ العلوم اللغوية في ضوء القوانين الدلالية ، بينما أتى الفصل الثاني في التطور الدلالي لألفاظ العلوم غير اللغوية.قامت هذه الدراسة في المقام الأول على التأصيل للجانبين المعجمي والدلالي، والربط بينهما ، ومن ثم تحديد مواطن التطور الدلالي وبيان إشاراتهِ وقوانينه عند الأزهري، وجاءت الدراسة تحليلية متضافرة بين المنهج (التحليلي- والاستنباطي) ، وذلك بتتبع بعض ما ورد النصوص التي وقع فيها التطور الدلالي ، من خلال الوقوف على تفسيرها وتحليل مضمونها ثم استنباط القاعدة منها ، ثم ذكر آراء المعجميين الواردة في المسألة عليها فالشواهد الدالة على تطور اللفظ ، فالجدولة الاستنباطية لمحطات التحليل التطوري للفظ المختار.وتتجلى أهمية موضوع الدراسة هذه في كونها تدرس أهم القضايا التي مرت بها اللغة العربية وهي ظاهرة التطور الدلالي في أبرز معجم ألفاظ جمع بين الاستدراك اللغوي، والتنقية اللغوية، والموسوعية المعجمية مما لم يتوفر في بقية المعاجم في قرن المعجمات العربية وهو القرن الرابع من الهجرة على الإطلاق إذ بيّنت الدراسة ارتكاز من أتى بعده بالنقل الصريح أو غيره من مدونة الأزهري هذهِ ، الذي أضاف لمن سبقهِ ولمن أتى بعده، ووضوح مدى تأثر مؤلفي المعاجم والكتب اللغوية ، ممن تلو الأزهري تأليفًا بالارتكاز على النص التطوري الأزهري في تآليفهم المعجميةواستنبطت الدراسة مفهوم التطور الدلالي إجرائيا ، بأنهُ : هو ذلك التغير الطَوري الذي يصيب دلالة ألفاظ اللغة بعلومها اللغوية، وغير اللغوية بشكل جبري ، ضمن أحياز قوانين الانتقال، والتعميم ، والتخصيص الدلالية، ليحقق رقيا تنمويًا، أو انحطاطا انكماشيًا، أو مساواةً تطورية في النادر منهُ وأشارت الدراسة إلى بروز شخصية الأزهري التطورية الدلالية الفذة في تأصيلهِ لتطور الألفاظ دلاليا ، من خلال اختياراتهِ ما يرجحه عينة بتعليقاتهِ اللغوية ، أو يوازن بين الآراء أو الأقوال وما يرجحه منها ، أو ما يقرره , أو ما يظنه، أو يتصوره، أو يقاربه، أو يشبهه أو يردهُ ، وعدّت الدراسة النصوص التطورية التي ساقها الأزهري في كتابهِ “تهذيب اللغة ” من أوثق النصوص المعجمية؛ نظرًا للمعايير الدقيقة التي وضعها لنفسهِ في تأليفيهِ تهذيب اللغة.هدفت الدراسة الى أن تهذيب اللغة الأكثر إيرادا للاشارات التطورية تنوعّا وكمًا وعنها ينبثق أصل كل دراسة تطورية دلالية ، وأنَّ ما ضمّتهُ الدراسة من تقنين التي ذكرت في تهذيب اللغة لهو أصل الإشارات التطورية لعموم معاجم الألفاظ. وأظهرت الدراسة أثر التطور الدلالي في العلوم اللغوية وغير اللغوية وأكدت حقيقة غائبة في التنظير للتطور الدلالي وهي : كونهُ حقيقة تطور جميع المستويات اللغوية، بتقيسماتها الصوتية ،والصرفية، والنحوية، والبلاغية، وحتى الظواهر اللغوية ، والعلوم غير اللغوية من الشرعية، وتعليل التسمية، والطبيعية، والاجتماعية، والسياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والموسيقى، وغيرها وبرهنت على أن الدلالة هي نتاج إشاري للمعنى من عملية مركبة تبدأ: صوتًا، فبنيةً، فتركيبًا، فبلاغة ، فدلالة وأكدت الدراسة على حقائق دلالية منها ثبوت خطأ الرأي القائل: بأن التطور انتقال إلى الأحسن ، لأسباب عدة أهمها: أن هذا التصور فيه هدم لقواعد اللغة العربية التي امتازت بالثبوت والاستقرار، ووضع حبل اللحن والخطأ اللغوي على عاتق التطور الدلالي الذي قد ينفذ إلى النظام اللغوي العام، ورفض رأي المتشائمين تجاه التطور الدلالي الذي يرونه أنه تطور نحو الانحطاط أو الانحراف، فهو قول فيه تجميد للغة ،ومقيد لحيويتها، ودلت الدراسة إلى أن من مظاهر التطور الدلالي الحديثة التي ندُر التأليف فيها، وحتى في أغلب كتب التطور الدلالي: هي الانتقال الدلالي للصفات التطورية من الإنسان إلى الحيوان أو العكس، وهذا مبحث لطيف الدلالة وعميق الاستدلال التأصيلي للألفاظ الانتقالية ورسَّخت الدراسة أهمية التطور الدلالي في إثبات انثروبولوجية الألفاظ واحتياج تتبع اللفظ استعمالا اجتماعيا وبيّنت الدراسة إلى أن من لطائف التحليل التطوري الدلالي في ألفاظ تهذيب اللغة ، هو التصاق تأصيل بعض الألفاظ التطورية باللهجة العامية الموصلية وهذا يعد من الدلائل اللغوية المعضدة على فصاحة الكثير من الألفاظ في لهجتنا الموصلية، وبرهنت الدراسة على حدوث التطور الدلالي في ظواهر لغوية عدة منها الأضداد، والإتباع ،والمشترك اللفظي، والمعرب ، والدخيل ، والمولد، وحتى ما له أصل في اللغات القديمة، ولهجات العرب. وأوصت على أهمية النهوض بالتأليف التطوري على سياقات حديثة للحاجة العصرية الأكاديمية لذلك، وللحاجة المعجمية التي تحتاج لفرق تخصصية في صنع مدونات معجمية تطورية تحفظ لنا التطور الدلالي للألفاظ، والرجوع إلى كتب لحن العامة والتصحيح اللغوي القديمة وقراءتها ثانية واستجلاء التطور الدلالي مما عُدَّ لحنا في اللغة والاستعمال، وضرورة توجيه المراكز البحثية عمل الدراسات التطورية في الأطر اللغة المحلية وربطها بالأصل اللغوي، وتفعيل الندوات والمؤتمرات المختصة بمحاور التطور اللغوي والدلالي على السواء وعلى سبيل المثال لا الحصر: اللهجة الموصلية وتطور ألفاظها دلاليا، أو اللهجات الأخرى الموجودة في ربوع القطر.وقد ترأس لجنة المناقشة: الاستاذ الدكتور يوسف خلف محل، وضمَّت الاعضاء: الاستاذ الدكتور حسين نوري محمود، والاستاذ الدكتور أحمد صالح يونس ، والاستاذ الدكتور أحمد إبراهيم خضر، والاستاذ الدكتور نوار محمد إسماعيل، وبإشراف الاستاذ الدكتور نوفل علي مجيد الراوي.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر