3 سبتمبر، 2020

( المعادن المنطرقة واستخداماتها الحضارية في المشرق العربي الإسلامي حتى نهاية القرن الخامس الهجري )

جرت و على بركة الله تعالى يوم الخميس الموافق 3/9/2020 مناقشة أطروحة الدكتوراه الموسومه(المعادن المنطرقة واستخداماتها الحضارية في المشرق العربي الإسلامي حتى نهاية القرن الخامس الهجري)للطالب محمد الياس الحديدي وتالفت لجنة المناقشة من السادة كل من
أ. د. عبدالرزاق احمد الوادي. رئيسا
أ. د. قاسم حسن عباس. عضوا
ا. د. سفيان ياسين ابراهيم. عضوا
ا. د. فتحي سالم حميدي. عضوا
أ. م. د. سعد رمضان محمد. عضوا
ا. د. طه خضر عبيد عضوا ومشرفا
َ وبعد مناقشة الطالب باطروحته قررت اللجنة منحه شهادة الدكتوراة في اختصاص التاريخ الاسلامي… مبارك لطالبنا الخلوق الدكتور محمد الياس.
الملخص
كان للعرب قبل الإسلام حضارة موزعة على أقاليمها، وتعد واحدة من المصادر الرئيسة للحضارة العربية الاسلامية والتي تعد حضارة أصيلة وراقية ومتطورة، وقد أمدها الإسلام بوصفه ثورة في مناحي الحياة جميعها بالقوة والتوجه المتقدم بتشريعاته وتكوينه الشخصية المسلمة المعمرة والفاعلة في الحياة، ولابد من إظهار الجانب الحضاري وآثاره على الدولة العربية الاسلامية على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، ولم تكن الدراسات الاقتصادية الحضارية مجرد سرد تاريخي فحسب فكان لابد من أن تجيب على كثير من التساؤلات وتسد الفراغات لتفسر الأحداث والظواهر البشرية والطبيعية، وتكشف عن الجوانب الايجابية والسلبية في القرب والبعد عن الحقائق والمقاربات التاريخية من خلال الدراسات الأكاديمية المحددة بزمان ومكان معين، وتوظف كل ما حققته من إنجازات وما وفرته حضارتنا العربية الاسلامية من مؤلفات متنوعة والتي تخدم هذا التوجه.
وكان للصناعة التي هي إحدى النشاطات الاقتصادية في الدولة العربية الاسلامية مكانة ودور كبير لاسيما وقد بدأت متواضعة في البدايات الاولى واستمرت بتطور كبير على المستوى المهني والقبول الاجتماعي الذي كان للاسلام دور في انمائه وتطوره، ولذلك كان لتشجيع الاسلام ومؤسسات الدولة للصناعة عامل حيوي في تطورها، وكجزء من هذه الصناعة كانت الصناعات المعدنية التي جاء اختيار عنوان أطروحتنا عن جانب منها وهو (المعادن المنطرقة واستخداماتها الحضارية في المشرق العربي الاسلامي حتى نهاية القرن الخامس للهجرة/الحادي عشر للميلاد) ، وكان التركيز على المعادن المنطرقة اللينة والتي يمكن تطويعها واستخدامها في شتى المجالات، ونرى أن الموضوع لم يدرس دراسة أكاديمية سابقة على حد علمنا، وانه من المواضيع الجديرة بالدراسة، لاسيما أن العرب المسلمين اهتموا بكل مناحي الحياة، وكان للمعادن المنطرقة نصيب في فكرهم ومؤلفات علمائهم واهتمام حكوماتهم وحاجة الناس والدولة لها، ولما تشكله هذه الدراسة من أهمية تتبع وتسمية هذه المعادن وكيف أنها طوعت لخدمة الحضارة العربية الاسلامية في مجالات مهمة من الحياة، وخدمت الناس والدولة.
وأثرت على النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكانت صداها واضحاً في التعرف على البدايات الاولى المتواضعة والتطورات والتحولات المرافقة واللاحقة لاستخدام هذه المعادن دون غيرها، فضلاً عن الآثار والنتائج التي تركتها هذه الاستخدامات على مستوى تاريخ الأقاليم ومدنها التي أهتمت بها الدراسة، وهي أقاليم المشرق العربي الاسلامي متمثلة بشبه جزيرة العرب من يمنها ونجدها وحجازها ثم مصر والبجة وبلاد الشام والثغور الشامية والجزرية والعراق، تلك الاقاليم التي تميزت بأنها مراكز حضارية قبل الاسلام وبعده، ولما يمتلكه أهلها من موروث وخيرات حضارية وظفت لخدمة العرب المسلمين وحضارتهم، فضلاً عن أنها مراكز للحكم والادارة في العصور الاسلامية المختلفة والتي كان لها الأثر الواضح في التطور الذي وظفته لخدمة العامة والخاصة من الناس والحكام في تقوية أوضاعهم العسكرية مثلاً، وتعد هذه الأقاليم من أهم الأقاليم نهوضاً حضارياً وإزدهاراً اقتصادياً واستقراراً سياسياً في الاغلب، ويشجع هذه الاقاليم على ذلك الابداع الحضاري وازدهاره وتوجيه هذا الارتقاء وتطور الحاجة المتجددة لمطالب الحضارة العربية الاسلامية وخدمة نفسها.
ومن أجل إعطاء صورة جلية عن المعادن المنطرقة وخصائصها التي طوعت في الاستخدام، كان لابد من التحديد الزماني والمكاني، ولا يصلح لمثل هذه الدراسة إلا باتباع منهج البحث التاريخي التحليلي؛ لأنه الأنسب والأقوى لمثل هذه الدراسات، ووجب ربطه وتفسيره للظواهر والتعمق في الكشف عن الغموض وتفسير صغائر الأمور لتتضح حقيقة الاستخدام الحضاري للمعادن وآثارها على الناس والدولة.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر