16 أبريل، 2021

بقلم الاستاذ الدكتور حازم ذنون إسماعيل السبعاوي…

لشهر رمضان من الأزمان التي لها عند المسلمين مكانة عظيمة، هذه المكانة ليست مجرد شجون وتقدير لما لا يرتبطون به، بل هي مكانة ترتبط بها القلوب والأبدان؛ لما تجده النفوس من بهجة وفرحة واطمئنان ، وحب للخيرات ، وفعل للطاعات ، وتهيؤ عظيم في القلوب، ولين في الأبدان لفعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وهذا يشعر به كل مسلم قل إيمانه أو كثُر؛ لأن شهر رمضان هو زمن لين القلوب واطمئنانها ولو نسبيًّا، وزمن تعاون الناس على كثير من البر ، والعمل الصالح ، فالناس تختلف مسالكهم في رمضان عن غيره؛ لوقوع الصيام منهم جماعة؛ مما يجعل لهم صورة جماعية طيبة في بعض الأمور، كاجتماع الناس في البيوت للإفطار حتى تخلو الطرقات إلا القليل منها، وهذه المظاهر الجماعية لا تحدث في غيره باستقراء الواقع، مثل: اجتماع الناس على قيام رمضان ، وامتلاء المساجد في صلاة الفجر على غير عادة الناس في غير رمضان، وهذا يدل على مكانة هذا الشهر الفضيل ، وقربه من قلوب العامة والخاصة من المسلمين، وتلك المكانة التي في القلوب تتفاوت في قلوب المسلمين بما يترتب عليه تفاوتًا بينًا في مسالكهم وعاداتهم في هذا الشهر أفرادًا وجماعات، وهذا التفاوت ليس هو في المقدار والأثر والقوة، بل هو في نوعه، بمعنى: أنه ليس تفاوتًا في كمه وقوته بل في كيفيته ونوعيته … وصدق ربنا إذ يقول: ((إن سعيكم لشتى)) نعم، فإنّ سعي الناس بعامة في أمر دينهم ودنياهم لشتى بخاصة في مثل تلك الأزمان الفضيلة، فبين مقدر لقدره ومضيع، وكاسب وخاسر ، وموفق ومغبون، وضال ومهتد ، وتقي وفاجر ، عافانا الله من التضيع والخسران، والغبن والضلال ، والفسوق والكفرات، وجعلنا بفضله ومنّه وجوده من المؤمنين الفائزين في الدنيا والآخرة في رمضان وغيره من شهور العام
آمينبقلم
الاستاذ الدكتور حازم ذنون إسماعيل السبعاوي

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر