13 أغسطس، 2020
( تيار الوعي في روايات ربيع جابر )
جرت صباح يوم الخميس الموافق ١٣ / ٨ / ٢٠٢٠ وعلى قاعة عمر الطالب في الكلية مناقشة رسالة الماجستير والموسومة
( تيار الوعي في روايات ربيع جابر )
للطالب( ليث طالب ذنون حمدي ) من قسم اللغة العربية ،
وتألفت لجنة المناقشة من :أ.د. فيصل غازي محمد النعيمي ….رئيساً
أ.د. غنام محمد خضر ….عضواً
أ.م.د. بيداء حازم سعدون ….عضواً
أ.م.د. سحر ريسان حسين…. عضواً ومشرفاًوقد أجيزت الرسالة وحصل الطالب على تقدير مستوف..ملخص الرسالة:-
تعمل الرواية عمل المجهر في الفحص عن الإنسان, وهذا ما جعلها تتأثّر بنظرته إلى نفسه وإلى ما حوله, فلمّا أن جاءت نهاية القرن التاسع عشر وأقبل القرن العشرين, صار الإنسان أمام فتوحات علمية جديدة كلّ الجدّة, إذ تحوّلت عدسة اهتمام العلم إلى داخل الإنسان بدل خارجه, فانفتح فهم الإنسان على عالم واسع وخصبٍ وعميق وصعب, وهو ما شكّل ثورة علمية غيّرت مسار التاريخ الإنساني وغيّرت فهمه للواقع ولنفسه, إذ ظهر مصطلح “تيار الوعي” بمفهومه في علم النفس الدّال على سيل الأفكار وجميع محتويات الوعي للإنسان, ولا وعيه أيضاً, فكان للرواية نصيبها الكبير في التأثر بهذا الفتح العلمي, وانبرى كلّ من جيمس جويس وفرجينيا وولف ودوروثي ريتشاردسن محاولين محاكاة هذا السيل ونقله إلى الكتاب المقروء, فكتبوا روايات عدّة سميّت بروايات تيار الوعي, وكانوا بذلك روّاد رواية تيار الوعي.
ولمّا أن وجد هذا الاتجاه الروائي الأرض الخصبة في العالم العربي, نبت في تربته وينع في بيئته بجهود روائيين عرب كان في مقدّمتهم نجيب محفوظ, وبهذا يمثل الروائي اللبناني ربيع جابر امتداداً لتلك الجهود الروائية, مضيفاً إليها من حسّه الفنّي ومن معرفته العلمية تجربة إضافيةً تُضاف إلى تجارب سابقيه في هذا المضمار, وإن كان اتجاه تيار الوعي في الرواية لا يعدّ موضوعاً معاصراً إلّا أنّه لم يتمّ إشباعه بحثاً في العالم العربي, فالدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع من رسائل وأطاريح لا تتعدى أصابع اليد الواحدة, والأمر نفسه في الكتب المكتوبة حوله, لذا وجدنا أنّ هذا الاتجاه الروائي لدى الروائي اللبناني ربيع جابر يعدّ موضوعاً خصباً وغنياً يمكن أن ينهل منه الباحث ما يغني البحث الأكاديمي ويثريه.
وقد اشتملت خطّة البحث على مقدّمة وتمهيد وفصلين بخمسة مباحث ثمّ خاتمة, أمّا التمهيد فجاء عنوانه “تيار الوعي التأصيل والجذور”, وتضمّن ثمانية محاور عملنا خلالها على إحاطة الظاهرة تاريخياً وعلمياً. أمّا الفصل الأول, والمعنون بـ”تقانات أساسية”, فقد اشتمل على مبحثين, الأوّل منهما بعنوان “تقانات أسلوبية”, فهو عن التقانات التي تشكّل الجانب الأسلوبي لرواية التيّار, أمّا المبحث الثاني, المعنون بـ”تقانات عقلية”, فهو عن التقانات التي تمّ استعارتها من عمليات ووظائف عقلية. وفيما يخص الفصل الثاني, والمعنون بـ”تقانات ثانوية”, فقد اشتمل على ثلاثة مباحث, حمل المبحث الأول عنوان “تقانات سينمائية” وتناول التقانات التي استعارتها رواية تيار الوعي من فنّ السينما, فيما تناول المبحث الثاني, وعنوانه “تقانات ميكانيكية”, توظيف علامات الترقيم كتقانات في رواية التيار, أمّا المبحث الثالث, والمعنون بـ”تقانات ضمنيّة”, فقد تناول التقانات التي تتوسّلها رواية تيار الوعي لأجل إضفاء نظامٍ خفيّ على بنيتها السرديّة. وقد اشتملت الخاتمة على أهمّ النتائج التي توصّل إليها البحث.