23 أغسطس، 2020
مناقشة رسالة الماجستير والموسومة ( أبناء الاثير وعلاقتهم بالسلطة السياسية )
جرت صباح يوم الاحد الموافق ٢٣ / ٨ / ٢٠٢٠ وعلى قاعة علوم القرآن في الكلية مناقشة رسالة الماجستير والموسومة
( أبناء الاثير وعلاقتهم بالسلطة السياسية )
للطالبة ( مناهل اسامه جار الله محمد ) من قسم التاريخ،
وتألفت لجنة المناقشة من :أ.د. طه خضر عبيد ….. رئيساً
أ.م.د. ميسون ذنون العبايجي ……عضواً
أ.م.د. سفانة جاسم محمد ….. عضواً
أ.م.د. شكيب راشد آل فتاح …. عضواً ومشرفاًوقد أجيزت الرسالة وحصلت الطالبة على تقدير مستوف..ملخص الرسالة:-
لقد امتازت الحضارة الإسلامية بظهور العديد من الأسر العلمية والتي ساهمت في رفد الحياة العلمية بنتاج معرفي في مختلف العلوم النقلية والعقلية، ،ولقد تميز عدد من هذه الأسر بعلاقات مع ذوي السلطة، فضلاً عن تفاعلها مع الأحداث الجسام التي واجهت المشرق الإسلامي ، لاسيما في حقبة الحروب الصليبية منذ نهايات القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي وصولاً إلى نهايات القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي ، وقد حظيت الموصل بعددٍ من تلك الأسر التي كان لها دور بارز في الحياة الفكرية والعلمية ، فضلاً عن علاقاتها الواسعة بذوي السياسية والسلطان، وأسرة ابناء الاثير ذات الأصول الجزرية إحدى تلك الأسر التي قدِمت إلى الموصل واستقرت فيها ونسبت اليها وبرز أبنائها في مجال العلوم الدينية والتاريخ والأدب.
وتكمن أهمية الموضوع في جوانب عدة أهمها إبراز طبيعة العلاقات التي ربطت ابناء اسرة الأثير بالسلطة السياسية ومدى تأثيرهم وتأثرهم بعدد من الأحداث في الدولة الزنكية بما يخص مجد الدين بن الأثير وأخيه عزّ الدين بن الأثير، وكذلك علاقة ضياء الدين بن الأثير ودوره في مجريات الأحداث السياسية في الدولة الأيوبية ، ناهيك عن الإسهامات العلمية لأبناء هذه الأسرة في جهود التدريس والتأليف والأدب ، ولعل ما هو جديد في موضوع الرسالة هو تفصيل طبيعة العلاقة التي ربطت ابناء الاسرة بالسلطة و التعاون بين أبنائها وأثر بعضهم على بعض في تعميق صلتهم بذوي السلطة ، في حين اقتصرت الدراسات السابقة على دراسة النتاج العلمي لأبناء اسرة الأثير ، فضلاً عن البحوث الخاصة بالدور السياسي لضياء الدين الأخ الأصغر لهذه الأسرة ، أما بالنسبة للأخوين مجد الدين وعزّ الدين فلم يتم عرض طبيعة علاقتهم بالسلطة السياسية بالشكل المفصّل الذي قدمتهُ الرسالة مقسمة فصولها على اسرة ابناء الأثير الثلاثة.
وقد اشتملت الرسالة على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة وملحقين ، ففي التمهيد تم إجراء دراسة موجزة عن الموطن الأصلي للأسرة وهي جزيرة ابن عمر من حيث موقعها وتسميتها وأهميتها الاقتصادية وعمارتها ، ثم التطرق إلى الأوضاع السياسية وطبيعة الحياة العلمية فيها . وذلك لإلقاء الضوء على نشأة مؤسس هذه الأسرة ومن ثم نشأة أبنائهِ والأوضاع سياسية والاجتماعية التي حاكمتهم حتى انتقالهم إلى الموصل ، وكان التمهيد ضرورة لمدخل الفصول والتي لم تكن متقاربة في عدد الصفحات بسبب طبيعة الفصل الأول.
لقد جاء الفصل الأول تعريفا بهذه الأسرة بدأً من أصولها ونسبها ، ثم التعريف بمؤسسها أثير الدين ومكانته لدى الزنكيين من خلال الوظائف التي تولاها ، كما كشفت الدراسة عن الفرع الثاني للأسرة المتمثل بأخيه أحمد ، الذي لم يلقَ اهتمام الباحثين ، ثم تطرقت الدراسة إلى أبناء أثير الدين الثلاثة مجد الدين (ت ٦٠٦ هـ /١٢٠٩م) ، وعزّ الدين(ت ٦٣٠ هـ/١٢٣٢م) ، وضياء الدين (ت ٦٣٧ هـ/١٢٣٩م) ، وعرض لأبرز شيوخهم
وتلاميذهم ، مع التطرق لمؤلفاتهم التي ارتبط تأليفها بذوي السلطة ، فضلاً عن أبن عمهم زين الدين (ت ٦٢٣هـ /١٢٢٦م) الكاتب الموصليّ ، وأحفاد الأسرة ، وليكون هذا الفصل مدخلا مهما للتعريف بأسرة أبناء الأثير وإبراز السيرة الذاتية والعلمية لهم. في حين خصصت الفصول اللاحقة لتناول علاقة ابرزهم بالسلطة على وفق عرضٍ تاريخيٍ متسلسل للأحداث.
بينما تناول الفصل الثاني استعراضاً لعلاقة مجد الدين بن الأثير المحدث بالسلطة الزنكية، وركّز الفصل على طبيعة العلاقة التي ربطت بينهُ وبين حُكّام الموصل الزنكيين من خلال الوظائف التي شغلها بدأً من سيف الدين غازي الثاني (٥٦٥ – ٥٧٦ هـ /١١٦٩- ١١٨٠ م) ، ثم الوزير جلال الدين الأصفهاني( ت ٥٧٤هـ / ١١٧٨م) ، ثم التطرق لعلاقته بالأمير مجاهد الدين قايماز (ت٥٩٥ هـ / ١١٩٨م) ، وعلى وفق التسلسل التاريخي تم استعراض علاقته بعزّ الدين مسعود (٥٧٦ – ٥٨٩ هـ /١١٨٠ – ١١٩٣م) حاكم الموصل ثم ختم الفصل في بحث طبيعة علاقته بنور الدين أرسلان شاه (٥٨٩ – ٦٠٧ هـ /١١٩٣ – ١٢١٠ م) والذي بلغت علاقته به ، ومكانته لديه ذروتها.أما الفصل الثالث فقد خُصص لبحث العلاقة التي ربطت عزّالدين بن الأثير المؤرخ المشهور بالسلطة الزنكية والذي كان اتصاله بهم بصورة مباشرة من خلال أسرته ذات الاتصال الوثيق بالزنكيين، فتم عرض طبيعة علاقتة بالقوى السياسية التي سادت الموصل والجزيرة والشام ومصر من الزنكيين والأيوبيين، فضلاً عن ذلك فقد تناولت الدراسة عرض نماذج لروايات عزّ الدين بن الأثير وتوضيح المواقف السلبية التي وقفها عزالدين ابن الأثير من صلاح الدين الأيوبي (٥٦٩ – ٥٨٩ هـ/١١٧٣ – ١١٩٣م) المنافس للزنكيين ، وذلك ضمن إطار علاقة ابن الأثير بملوك الزنكيين وميله لهم كنور الدين محمود زنكي (٥٤٤ – ٥٦٩ هـ/ ١١٤٩ – ١١٧٣م) وسيف الدين غازي الثاني وعزّ الدين مسعود، ثم استكمل الفصل ببحث طبيعة علاقته بحُكّام الموصل نور الدين أرسلان شاه وولده القاهر عزّ الدين مسعود(٦٠٧ – ٦١٥ هـ/١٢١٠- ١٢١٨م).
أما الفصل الرابع فقد اشتمل على تفصيل العلاقة التي ربطت ضياء الدين بن الأثير بالسلطة في الموصل منذ أن اتصل مجاهد الدين قايماز نائب الموصل ، ثم مغادرته للموصل والتوجه نحو بلاد الشام واتصاله بالقاضي الفاضل (ت٥٩٦ هـ/ ١١٩٩ م) وصلاح الدين الأيوبي ، ثم توليه الوزارة لأبنه الأفضل (٥٨٩ – ٥٩٢ هـ /١١٩٣- ١١٩٥ م) ، وقد تناول طبيعة علاقته بالأخير في دمشق ، ثم شغله الوزارة لديه وتنقلاته وتغير ولاءاته المتكرر، للزنكيين مرة والأيوبيين مرة أخرى، وركزت الدراسة على محطات تنقلهِ وعلاقته بأصحاب المكان من ذوي السلطة ، ففضلاً عن علاقته بالملك الأفضل في دمشق تم التطرق إلى علاقته بحاكم الموصل نور الدين أرسلان شاه ، ثم التحاقه بالملك الأفضل في مصر، كما تناولت علاقته بالملك العادل ( ٥٨٩ – ٦١٥ هـ /١١٩٣ – ١٢١٨ م) ، ثم إلى إنكفائه مع الأفضل في سميساط وتوتر العلاقة بينهما ، ومغادرته إلى حلب للخدمة لدى حاكمها الظاهر (٥٨٢ – ٦١٨ هـ /١١٨٦ – ١٢٢١م) ، ثم عودته للاستقرار بالموصل وعلاقته بحاكمها وعدد من أمراء الأطراف وكل ما سبق وفق تسلسل العرض التاريخي.