ناقشت كلية الهندسة/ قسم هندسة السدود والموارد المائية بجامعة الموصل رسالة ماجستير في تخصص هندسة السدود والموارد المائية عن ” تقييم ونمذجة العوامل المؤثرة على ارتشاح الماء في التربة “، وذلك يوم الاربعاء الموافق 24 كانون الأول 2025، بحضور السيد رئيس قسم هندسة السدود والموارد المائية وعدد من تدريسي القسم.

ناقشت الرسالة التي تقدمت بها الطالبة (سراء زاهر ميسر الليلة) عملية ارتشاح الماء في التربة، وأهم العوامل المؤثرة عليها، اضافة الى نمذجتها رياضياً وعددياً، إذ تعد من العمليات الأساسية التي تحدد قدرة التربة على امتصاص الماء، فضلاً عن أهميته في اختيار الطريقة الملائمة للري، ويعد فهم العوامل المؤثرة في الارتشاح أمراً ضرورياً لتحسين ادارة الموارد المائية، ولاسيما في ظل تزايد الضغوط على المياه بسبب النمو السكاني والتغيرات المناخية.

تهدف هذه الدراسة إلى تقييم تأثير الخصائص الفيزيائية للتربة (الكثافة الظاهرية، المحتوى الرطوبي الابتدائي، النسجة) على عملية الارتشاح، ومن ثم دمجها ضمن النماذج الرياضية التقليدية، واقتراح معادلات تجريبية جديدة لحساب عمق الارتشاح التراكمي، كما تهدف الدراسة إلى تطوير معادلة شاملة يمكن عن طريقها تقدير عمق جبهة الابتلال اعتماداً على قيم الارتشاح التراكمي والخصائص الفيزيائية للتربة، فضلاً عن استخدام نموذج عددي لمحاكاة عملية الارتشاح.
أظهرت النتائج تأثيراً واضحاً للكثافة الظاهرية والمحتوى الرطوبي الابتدائي في سلوك الارتشاح، إذ ارتبطا بعمق الارتشاح التراكمي وعمق جبهة الابتلال. كما بينت المقارنات تفوق نماذج كوستياكوف المعدلة في تمثيل الارتشاح باختلاف نسج التربة، في حين كان نموذج هورتين الأقل دقة. وأكدت المؤشرات الإحصائية وبرنامج Hydrus-1D موثوقية النمذجة المقترحة، مما يبرز أهمية النتائج في تحسين التنبؤ بالارتشاح ودعم الإدارة الكفوءة لمياه الري.
ترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور حقي إسماعيل ياسين (جامعة الموصل/ كلية الهندسة) وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور صالح جعفر سليمان (الجامعة التقنية الشمالية/ الكلية الهندسية التقنية)، والاستاذ المساعد الدكتور أنمار عبدالعزيز الطالب (جامعة الموصل/ كلية الهندسة)، وبإشراف وعضوية المدرس الدكتور أحمد علي محمد العكيدي (جامعة الموصل/ كلية الهندسة).
تُعد الدراسة الحالية من الدراسات الداعمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف السادس: المياه النظيفة والصرف الصحي، و الهدف الحادي عشر: مدن ومجتمعات محلية مستدامة، إذ أسهمت في تعزيز الفهم الكمي لعملية ارتشاح الماء في التربة ونمذجتها بدقة. ويساعد ذلك في تحسين كفاءة استخدام مياه الري، والحد من الفواقد المائية، ودعم الإدارة المستدامة للموارد المائية في ظل التغيرات المناخية وتزايد الطلب على المياه.