18 يونيو، 2025

خطاب الكراهية ليس مجرد كلمات… بل شرارة قد تُشعل العنف وتُهدد التعايش المجتمعي.

في ظل تصاعد القلق العالمي إزاء تنامي خطاب الكراهية وانتشاره بشكل متسارع عبر مختلف أنحاء العالم، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بشأن تعزيز الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات كوسيلة فعالة لمكافحة هذه الظاهرة المتفاقمة. وأكّد القرار ضرورة التصدي للتمييز وخطاب الكراهية، داعيًا الدول وسائر الجهات المعنية إلى تكثيف جهودها بما ينسجم مع القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، أعلنت الجمعية العامة يوم 18 حزيران/يونيو من كل عام يومًا دوليًا لمناهضة خطاب الكراهية، مستندةً في ذلك إلى الاستراتيجية وخطة العمل الأممية المعتمدتين منذ عام 2019، واللتين تشكلان إطارًا شاملاً للوقاية من خطاب الكراهية ومعالجته.
يُجدد مركز بناء السلام والتعايش السلمي دعوته إلى مواجهة خطاب الكراهية بكل أشكاله، سواء في الواقع أو على المنصات الرقمية. اذا أن التصدي لخطاب الكراهية يتطلب نهجًا شاملاً لا يقتصر على سن التشريعات، بل يركّز كذلك على الوقاية ومعالجة الأسباب الجذرية. وتشير استراتيجية الأمم المتحدة إلى أهمية التعليم التحويلي كوسيلة محورية لبناء مجتمعات عادلة وشاملة، تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ضمن خطة عام 2030.
ولتعزيز جهود مكافحة خاطب الكراهية يدعو مركزنا فئات المجتمع الجامعي كافة الى المشاركة في مبادرات وفعاليات تهدف إلى رصد خطاب الكراهية والتصدي له. فخطاب الكراهية، ، لا يُعدّ مجرد كلمات جارحة، بل يشكّل مؤشرًا مبكرًا لاحتمال اندلاع العنف. ومن منظور تعليمي، فإن معالجة خطاب الكراهية تستدعي تعزيز السياسات التربوية ودمج تدابير محددة لمواجهته، خاصة في ظل تفشي هذه الظاهرة عبر الفضاءات الرقمية. وهنا تبرز الحاجة إلى تعزيز المعرفة الرقمية كجزء من التعليم من أجل المواطنة الواعية، بما يُمكّن الأفراد من التحليل النقدي للمحتوى الرقمي ومجابهة الخطابات الضارة على الإنترنت وخارجه.
ختامًا، نؤكد ان خطاب الكراهية لا يجب أن ينتصر – ولن ينتصر – ما دمنا جميعًا نشارك بوعي، ونقف بحزم، ونتسلّح بالمعرفة لمواجهة هذه الآفة التي تهدد قيم التعايش والسلم الإنساني.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر