كلمة السيد عميد الكلية
يسعدني أن أرحب بجميع طلبتنا الأعزاء وأعضاء الهيئة التدريسية في كلية العلوم السياسية، وكذلك موظّفيها ومُتخرّجيها كافة، وكل من يزور موقع الكلية وصفحتها الرسمية.
تُعد كلية العلوم السياسية واحدةً من الكليات الناشئة والفتيّة في جامعة الموصل؛ إذ تأسست عام 2002 بعد أن كانت قسماً تابعاً لكلية القانون، لكنّها سرعان ما نجحت في الارتقاء والتطوّر، مُتحوّلة إلى كُليّة في حد ذاتها، وصرحاً مُستقلاً يمتاز بالفرادة والتميّز، ولم يمضِ وقت طويل حتى تمكنت الكلية من فتح باب الدراسات العليا لتخصص الماجستير (عام) في العلوم السياسية، لتصبح بذلك معلماً معرفيّاً شاهقاً يسهم في تحقيق رؤية الجامعة ورسالتها النبيلة، فضلاً عن خُططها الطموحة التي توشك على التحقّق قريباً، والمتمثّلة في استحداث دراسات عليا ضمن التخصصات الدقيقة (العلاقات الدولية والنُظم السياسيّة).
وعلى مستوى حضورها الدائم في الفضاء العلمي؛ تولي الكلية اهتماماً دائباً ببناء الوعي السياسي، وتزويد المجتمع بالكوادر الأكاديمية النُخبويّة التي تمتلك القدرة على إثراء الفهم السياسي، وبخاصةً في ظل الغموض الذي يحيط بالكثير من المفاهيم السياسية في مجتمعنا، والتباس بعضها الآخر. وبجانب ذلك؛ تسعى الكلية عبر مناهجها المتنوعة في حقول العلاقات الدولية والنظم السياسية والفكر السياسي إلى تأهيل مُتخرّجيها وتزويدهم بالبُنية العلمية المُتماسكة ليكونوا قادرين على قراءة الأحداث السياسية قراءة دقيقة وصحيحة، ولذلك فليس من الغريب أن نجد مُتخرّجي هذه الكلية يحتلون مواقع مرموقة ومناصب مُتقدّمة في مُختلف الميادين والقطّاعات الحيويّة، ولا سيما المجالات الأكاديمية، ووزارات الخارجية والتخطيط والدفاع، وكذلك في مجالات الأمن والإعلام، وغيرها من الحقول المتنوعة.
وتماشياً مع رؤية الكلية للتميز والريادة، فإنها لا تدّخر وسعاً في سبيل تطوير كوادرها الأكاديمية، وترصين الرصيد المعرفي للرتب العلمية كافّة، وتوفير الإمكانيات المتاحة لدعم بحوثهم التطبيقية، وبما يسهم في تعزيز العملية التعليمية، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي، وهذا نابع من إيمان الكُليّة العميق بأن التعليم هو الأساس الصلب للتنمية، وأن الدور الحقيقي للأكاديميين يتجلى في التفاعل مع مشكلات المجتمع، والسعي نحو إيجاد الحلول الناجعة لها. وعلى صعيد التعاون مع المُحيط العلمي الدولي، تكللّت جهود الكُليّة بالنجاح في إرساء قواعد ثابتة لعلاقات مستدامة مع أرفع الجامعات الأوروبيّة، سواء على مستوى المشاريع المُشتركة أو ورش العمل والتدريب، ونجح أساتذتها في استقطاب العديد من المُنح الدوليّة التي انتزعوها بجدارة في سياقٍ تنافسي شفاف وعادل.
إن روح الفريق الواحد هي الشعار الذي ترفعه الكلية وأسرتها التدريسيّة وموظفوها جميعاً، وستظل كلية العلوم السياسية عازمةً على إعداد كوادر قادرة على المساهمة في تقدم وطننا وازدهاره، وذلك عن طريق بناء مجتمع متماسك تسوده قيم المواطنة والديمقراطية، وبما يسهم في بناء عراق أبهى وأجمل.