1 أبريل، 2020

القانون الدولي الصحي ومكافحة الاوبئة

تشكل الاوبئة احد اخطر الازمات التي تواجه المجتمع البشري ، واستتبع ذلك اختلاف في طبيعة اللوائح والقوانين التي تنظم هذا الامر . وذلك يرجع الى طبيعة الوباء نفسه الذي يتسم بسرعة الانتشار، الامر الذي يترتب عليه وضع قانون اولاً ثم يأتي الوباء ليطبق عليه، وانسب وسيلة لذلك هي اللوائح الصحية الاولية بما توفره من مرونة سريعة في تعديلها حال تغير طبيعة الوباء.
وتمثل مكافحة الأمراض الوبائية موضوعا مهما من موضوعات القانون الدولي الصحي الذي يعرف بأنه (مجموعة من القواعد القانونية الدولية المنظمة للعلاقات بين اشخاص القانون الدولي العام في مجال الصحة)، وبذلك تعد قواعد القانون الدولي الصحي من قواعد النظام العام التي لا يجوز مخالفتها ، ومن اجل ذلك نجد تشريعات منظمة الصحة العالمية تصدر على شكل توصيات تلتزم بها الدول.
وعقب الاعلان بوجود حدث يشكل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً ، ومنها ما ينطبق على (cov19) أو ما يسمى (corona virus)، منحت اللوائح الدولية الجديدة لعام 2005، والتي تنطوي على استراتيجية قانونية دولية جديدة لمكافحة الأمراض المعدية “مدير عام الصحة العالمية “اختصاص اصدار نوعين من التوصيات (مؤقتة- دائمة) لمواجهة الحدث.
وفي الوضع الراهن يبدو ان البرامج التي تسمى “العمودية” مثل القضاء على الجدري أو مكافحة الملاريا أو فايروس كورونا تتناقض مع استراتيجية الصحة للجميع التي تعد من الامتيازات “الأفقية” والتي هي نهج متكامل لتعزيز الصحة على اساس الرعاية الصحية.
إن اعتماد مشكلة النهج القطاعي ،المرض بالمرض، الذي هو انشاء وتمويل فرق متخصصة في البلدان المعنية، ذلك من شانه إهمال النهج الوقائي واستيعاب معظم الاموال المتاحة على حساب الخدمات الصحية الاساسية.
وبناء على ما تقدم من الضروري دمج الحملات ضد هذا المرض أو ذاك في إطار البرنامج الشامل وعلى المستوى الدولي لوزارات الصحة والخدمات الصحية الاساسية ؛ وذلك لتفادي تشتت الجهود والموارد، اي اعتماد اسلوب التعاون الدولي والذي نجد اساسه القانوني في دساتير المنظمات الدولية، هذا الاختصاص بإنشاء اجهزة دولية على شكل لجان أو مؤتمرات تعد من قواعد القانون الدولي العام، وهي قواعد وقائية كثيرة ومتعددة تصنف الى وظيفية وفئوية وعمريه .
اما على المستوى المحلي(الداخلي) يجب اعتماد الاستراتيجية الآتية:
1- توفير التشخيص المبكر والعلاج الفوري لهذا المرض الوبائي.
2- التخطيط والتنفيذ الانتقائي واتخاذ التدابير الوقائية المستدامة، بما فيها مكافحة نواقل المرض.
3- الاكتشاف المبكر لمنع أو احتواء الأوبئة.
4- تعزيز قدرات البحث المحلية من خلال اعادة تقييم منتظم لحالات الاصابة ب corona virus في الدول، لاسيما في الأنظمة الأيكولوجية والاجتماعية والمحددات الاقتصادية للمرض.

أ.م.د. احمد طارق ياسين
عميد كلية العلوم السياسية/جامعة الموصل

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر