17 ديسمبر، 2023

اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا جريمة الإبادة الجماعية

تشكل جريمة الإبادة الجماعية إحدى أنواع الجرائم الأربع التي أشارت إليها المادة الخامسة من نظام روما الأساس لعام 1998 الذي تشكلت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية الدائمة في لاهاي ، إلى جانب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجريمة العدوان ، كما تشكل جريمة الإبادة الجماعية أهمية موضوعية كونها جريمة ترتكب ضد مجموعة ينتمون لطائفة أو عرق واحد وتعرف بأنها جرائم القتل أو إلحاق الضرر الجسدي أو العقلي الجسيم أو فرض تدابير تستهدف منع الإنجاب أو نقل الأطفال عنوة إلى جماعة أخرى ، أو إخضاع الآخرين عمدا لأحوال معيشية بقصد إهلاكهم الفعلي ، فهي جريمة ترتكب ضد جماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية بقصد هلاكهم بصورة كلية أو جزئية وهو ما أوضحته المادة السادسة من نظام روما الأساس لعام 1998 .
ومن الجدير بالذكر فإنه في التاسع من كانون الأول من كل عام استنادا لما يذكره مكتب المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية باعتماد اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها التي تعد التزاما عالميا حاسما قٌدّم مباشرة قبيل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عند تأسيس الأمم المتحدة وبموجب قرار الجمعية العامة 323/69 المؤرخ 29 أيلول 2015 أصبح ذلك اليوم يُعرف باليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة بالتالي فقد شهد المجتمع الدولي عقد اتفاقية دولية ( اتفاقية الإبادة الجماعية) ، التي قننت لأول مرة جريمة الإبادة الجماعية في القانون الدولي ، وتعترف ديباجتها بأن الإبادة الجماعية قد ألحقت بالبشرية خسائر فادحة في جميع فترات التاريخ وأن التعاون الدولي مطلوب لتحرير البشرية من هذه الآفة الشنيعة ، علما أنه ولحد الآن فقد صادقت 153 دولة على الاتفاقية ، ويظل تحقيق التصديق العالمي الكامل للاتفاقية —فضلا عن ضمان تنفيذها الكامل— امرا ضروريا لإحراز تقدم فاعل في منع هذه الجريمة التي تتضمن اتفاقيتها الالتزام ليس بتنفيذ العقاب على مرتكبيها وحسب بل ومنعها بشكل حاسم وكان لاتفاقية الإبادة الجماعية في السنوات الخمس والسبعين التي تلت اعتمادها دور مهم في تطوير القانون الجنائي الدولي ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة وتحفيز جهود الوقاية منها وإعطاء صوت لضحاياها ، كما
وتركز فعالية هذا العام 2023 للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لاتفاقية الإبادة الجماعية على موضوع ( قوة حية في المجتمع العالمي إرث اتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها ) حيث يُراد من هذه الفعالية تسليط الضوء على بعض الإنجازات التي انبثقت عن الاتفاقية وإبراز تراثها والتذكير بالجهود التي أدت إلى صياغتها واعتمادها وستعرض الفعالية كذلك التحديات التي لم تزل تواجه تنفيذها تنفيذا فعالا ولم تزل الإبادة الجماعية تشكل تهديدا في عالم اليوم .
لجنة الايام الدولية/
فرع قانون حقوق الانسان/
كلية الحقوق/
جامعة الموصل .

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر