23 يوليو، 2025

مقالة قانونية

دور الأستاذ الجامعي في بناء التعايش السلمي داخل المؤسسات الأكاديمية
مقالة قانونية تخصصية
للدكتور سعد سالم سلطان
كلية الحقوق – جامعة الموصل
المقدمة:
تُعدّ المؤسسات الأكاديمية منارات للعلم والمعرفة، وهي بيئات خصبة لبناء فكرٍ إنسانيّ مستنير يؤسس لقيم التعايش السلمي والتنوع الفكري والثقافي. وفي هذا السياق، يبرز دور الأستاذ الجامعي بوصفه حجر الزاوية في تشكيل وعي الأجيال، ليس فقط علميًا، بل أخلاقيًا واجتماعيًا أيضًا.

أولًا: الأستاذ الجامعي وصناعة الوعي

لا يقتصر دور الأستاذ الجامعي على تقديم المعرفة المجردة، بل يتجاوز ذلك إلى غرس القيم العليا في نفوس الطلبة، وعلى رأسها احترام الآخر، وقبول الرأي المخالف، ونبذ العنف والتعصب بكافة أشكاله. وهذا الدور لا يُمارَس فقط في قاعات المحاضرات، بل يظهر في سلوكه المهني، وفي تعامله مع الطلبة وزملائه، ما يجعله قدوة ومصدرًا للثقة.

ثانيًا: التعايش السلمي كمنهج تربوي داخل الجامعة

يُعد التعايش السلمي من أهم الركائز التي ينبغي أن تسود البيئة الجامعية. فالمؤسسات الأكاديمية تضم طيفًا واسعًا من الخلفيات الاجتماعية والمذهبية والثقافية، ويقع على عاتق الأستاذ الجامعي مسؤولية توفير بيئة حوارية تضمن احترام هذا التنوع، وتشجع على التعبير السلمي عن الرأي، وفقًا لمبادئ الدستور والقانون.

كما أن التعايش داخل الجامعة لا يتحقق إلا من خلال احترام القوانين الداخلية للمؤسسة، وتطبيق مبادئ العدالة والشفافية في تقييم الطلبة، مما يعزز الشعور بالانتماء والثقة بالمؤسسة.

ثالثًا: الدور القانوني للأستاذ الجامعي

من موقعه الأكاديمي، فإن للأستاذ الجامعي مسؤولية قانونية في ترسيخ ثقافة القانون داخل المجتمع الجامعي. فهو المعني بتفسير روح القوانين واللوائح الجامعية للطلبة، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم. كما يمكنه من خلال أبحاثه ومشاركاته في الندوات والورش العلمية أن يكون صوتًا فاعلًا في الدعوة إلى حماية الحقوق الأكاديمية، وتعزيز مبادئ المواطنة والعدالة والمساواة.

التوصيات
1. إدماج ثقافة التعايش السلمي ضمن المناهج الدراسية.
2. إقامة ورش عمل ودورات تدريبية للأساتذة حول مهارات التواصل وبناء السلام.
3. تفعيل دور الإرشاد النفسي والاجتماعي داخل الجامعات.
4. دعم المبادرات الطلابية التي تدعو للتسامح وقبول الآخر.
5. تعزيز القيم الأخلاقية في التعامل مع الطلبة والهيئات التدريسية.

خاتمة
إن الأستاذ الجامعي ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو صانع للسلام وبانٍ لجيل يتبنى الحوار بدلًا من التصادم، والاحترام بدلًا من الإقصاء. فحين تُبنى الجامعات على أسس التفاهم والتسامح، فإنها تُخرج أجيالًا قادرة على بناء وطن يسوده الأمن والتعايش، وهو ما نأمله ونطمح إليه جميعًا. وتحقق هذه المقالة  هدف السلام والعدل  والمؤسسات القوية  من اهداف التنمية المستدامة  التي  تسعى الجامعة  لتحقيق  جميع اهدافها

 

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر