كلية الحقوق

مقالة قانونية للدكتور احمد فارس ادريس عن جريمة الابادة الجماعية من المنظور الدولي،،،

تشكل جريمة الابادة الجماعية واحدة من أخطر الجرائم الدولية لما يترتب عليها من أثار على البشرية والكرامة الإنسانية كذلك لما تشكله من تهديد للأمن والسلم الدوليين كما وتتميز بتعدد صور المجنى عليهم حيث يوجد أربعة انواع من الجماعات التي تعتبر ضحية محتملة لهذا النوع من الاجرام الدولي ، فهنالك الجماعات القومية والجماعات الأثنية والجماعات العرقية والجماعات الدينية ، حيث تكمن الخطورة التي تحملها هذة الجريمة في انها تنطلق من كونها لا تشكل اعتداء على شخص واحد بل اعتداء موجه نحو مجتمعات بأكملها ، وتتصف جريمة الإبادة الجماعية بكونها جريمة دولية بطبيعتها وهذا يعني أن المسؤولية الناجمة عن التورط بارتكابها هي مسؤولية دولية مزدوجة تقع على عاتق الدولة من جهة والاشخاص الطبيعيين مرتكبين الجريمة من جهة اخرى ، ونرى أن الصاق الصفة الدولية على جريمة الابادة الجماعية بمختلف صورها ، إنما هو ليس الا انعكاساً لطبيعة المصلحة الجوهرية المعتدى عليها وهو الانسان وحقه في الحياة والكرامة الإنسانية سيما وأن أحد أبرز الأهداف الاساسية التي يسعى النظام القانوني الدولي لتحقيقها هي الحفاظ على الجنس البشري وحمايته من أي عدوان والتي تأتي في إطارها حماية الأشخاص وعدم التفريق بينهم لأي سبب كان ومن الملاحظ

تعدد الآليات التي تم اعتمادها بواسطة المجتمع الدولي والتي ترمي لمواجهة جريمة الابادة الجماعية ، فبعضها تم من خلال الاتفاقيات الدولية أو المؤتمرات الدولية ، ويأتي في مقدمتها الآليات القضائية من خلال المحكمة الجنائية الدولية .