3 أبريل، 2020

مدى امكانية اثارة المسؤولية الدولية في حالة وجود من تسبب بظهور فايروس كورونا وانتشاره

استناداً الى توجيهات الاستاذ الدكتور قصي كمال الدين الأحمدي المحترم رئيس جامعة الموصل بضرورة الانفتاح والتفاعل مع المجتمع خاصة في ظل الظرف الراهن المتمثل بانتشار فايروس كورونا وبأشراف ومتابعة الاستاذ الدكتور عمار سعدون حامد عميد الكلية فقد تناول الدكتور محمد ناظم داؤد مقاله عن مدى امكانية اثارة المسؤولية الدولية في حالة وجود من تسبب بظهور فايروس كورونا وانتشاره .
ففي ظل الاتهامات التي تطلق يوميا من خلال وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حيث اتهمت الصين من خلال المتحدث باسم الخارجية الصينية من خلال تغريده على تويتر الولايات المتحدة باحتمال ادخال فايروس كورونا الى مدينة ووهان الصينية التي كانت البداية في انطلاق هذا الفايروس الى جميع انحاء العالم ، خصوصاً وان الولايات المتحده قد اعلنت حرباً تجارية لتدمير اقتصاد الصين هذا من جانب ومن جانب اخر هناك وثيقة على موقع ( كوكل بيتنتس ) تثبت براءة اختراع لفايروس كورونا في عام 2015 من قبل الولايات المتحده ، وبالمقابل اتهمت الولايات المتحدة الصين بانها هي من افتعلت هذا الفيروس من اجل تأميم شركاتها وسمته (بالفايروس الصيني) وهناك اتهام جديد لفرنسا فما هي القيمة القانونية لمثل هذا الاتهامات؟ وماهو التكييف القانوني اذا ثبتت هذه الاتهامات لاحد هذه الدول واعتبرت جريمة ؟ وماهو دور المحكمة الجنائية الدولية ؟ وماهي العقبات التي سوف تقف امام ممارسة المحكمة لاختصاصها؟
لابد من الاشارة الى ان القانون الدولي الجنائي هو الذي سوف يكون الفيصل في هذه المسألة باعتبار ان هذا القانون هو فرع من فروع القانون الدولي العام فهذا القانون يعرف بأنه مجموعة القواعد القانونية التي تحدد الافعال التي تهدد مصلحة المجمتع الدولي عامة وتحدد العقوبات على هذه الافعال ، وهذ القانون يختص في اربعة جرائم فقط وردت في المادة الخامسة من النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 وهي جريمة الابادة الجماعية والجريمة ضد الانسانية وجريمة الحرب وجريمة العدوان ، ومايهمنا هنا هو جريمة الابادة الجماعية والجريمة ضد الانسانية ، حيث ان جريمة الابادة الجماعية هي الافعال التي ترتكب بقصد اهلاك جماعة قومية او اثنية او عرقية او دينية بصفتها هذه اهلاك كلي او جزئي ولها عدة صور اما الجريمة ضد الانسانية فهي مجموعة افعال ترتكب في اطار هجوم واسع النطاق او منهجي ضد اي مجموعة من السكان المدنيين وعلى علم بالهجوم ولها عدة صور ايضا ، من خلال ذلك يتضح الفرق بين الجريمتين من خلال ان الاولى ترتكب ضد فئة محدده اما الثانية ترتكب ضد الكل بغض النظر عن الاعتبارات القومية او الاثنية او العرقية او الدينية ، ومن هنا اذا ثبتت هذه الاتهامات فأننا نكون امام جريمة ابادة جماعية ضد الصين ارتكبت من قبل الولايات المتحدة ، اما عن انتشار الفايروس في جميع انحاء العالم فانه اذا ثبت حسب التعريف الخاص بالجريمة ضد الانسانية فانه سوف يكون جريمة اذا كانت الجريمة عن علم وفي اطار هجوم واسع النطاق لغايات معينة ، وبالتالي وجب تحميل من تثبت مسؤوليته المسؤولية الدولية عن هذه الجرائم ( الوباء ) من خلال المسؤولية المدنية والجنائية ، وبالتالي سوف ينهض اختصاص المحكمة الجنائية الدولية بعد اعمال مبدأ التكامل ، وان كنا سوف نصطدم بعقبة ان الولايات المتحدة ليست طرفا في النظام الاساسي للمحكمة الجنائية وان والصين وفرنسا والولايات المتحدة اعضاء دائميين في مجلس الامن الدولي مما يحول دون ممارسة مجلس الامن لاختصاصة في الاحالة الى المحكمة الجنائية الدولية استناداً للمادة 13/ب…
والله من وراء القصد وجمعتكم مباركة..الدكتور محمد ناظم داؤد
مدرس القانون الدولي العام
جامعة الموصل / كلية الحقوق

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر