(جواز السفر الالكتروني)-كلية الحقوق
يُعرف جواز السفر الإلكتروني بأنه جواز يحتوي على شريحة دقيقة (رقاقة RFID) مميزة تحمل بيانات الشخص الالكترونية (الحيوية)، مثل الخريطة الرقمية للوجه أو بصمات الأصابع أو مسح القزحية (بصمة العين) نظرًا لأهميته التكنولوجية, ويُعرف جواز السفر الإلكتروني ايضاً بجواز السفر البيومتري, ويحتوي جواز السفر الإلكتروني أيضًا على بطاقة بلاستيكية رقاقة ممغنطة بحجم الـ”SIM card” عالمية لكل جوازات السفر في دول العالم التي تعتمد هذه الجوازات، تحوي جميع المعلومات الشخصية (الاسم والعنوان وتاريخ الميلاد وغيرها) وصورة مطبوعة على البطاقة، تم إنشاء هذه الصورة عن طريق النقش بالليزر، وهي بالتالي غير قابلة للإزالة فضلا عن “معلومات معولمة” بكل الوقوعات الخاصة بصاحب الجواز ليس أقلها بصمة العين وصورة مزايا المنطقة المحيطة بالأنف، والمنطقة المحيطة بالفم، والمباسم والشفاه وخطوط الجبين، واستدارات خاصة بأسفل الذقن وكل المباسم والملامح البيولوجية المتعلقة بالوجه، فضلا الى عدد كبير يكاد لا يحصى من المزايا الخاصة بصاحب الجواز.
تظهر اهمية جواز السفر الالكتروني في انعكاسه على تعزيز الثقة في أمن جوازات السفر الإلكترونية من الناحيتين المادية والإلكترونية, ويمكن مطابقة صفحة البيانات في الجواز المادي الملموس مع البيانات المخزنة على الرقاقة الإلكترونية، بينما من الممكن تطبيق تقنية التعرف على الوجه على صورة الراكب لدى وصوله، ومن مميزات جواز السفر الالكتروني:
1. الأمان, فلا يمكن لأي شخص أن ينتحل هوية شخص اخر, على الرغم من إمكانية اكتشاف الشريحة الموجودة على البطاقة من على بعد بضعة أمتار، إلا أنه من المستحيل التقاط البيانات دون الحصول على جواز السفر, اذ أن نطاق المسح الأقصى في حدود 10 سنتيمترات فقط.
2. تقليل عمليات التزوير، فإن تزوير بياناتك الالكترونية هو أكثر تكلفة وصعوبة مما قد يخطر ببال أي شخص, لا يمكن لطرف ثالث تخزين أي بيانات تحقق على الشريحة بأي حال لأنها تستخدم تقنية تشفير البنية التحتية للمفاتيح العامة (PKI), فلن يتم إصدار مفتاح التشفير هذا لبيانات مزيفة، وسيتم اكتشافها على الفور.
3. السماح بالمرور عبر بوابات جوازات السفر الإلكترونية عند نقاط مراقبة الحدود في البلد الأصلي وسلوك مسار الإجراءات السريعة للعودة إلى الوطن, اذ يقوم الجهاز بمسح بيانات الشخص ويستخدم تقنية التعرف على الوجه لمطابقتها مع البيانات لتوفير أقصى درجات السرعة والتيسير.
وقد نصت المادة (4) من قانون اقامة الأجانب العراقي رقم (76) لسنة 2017 “على ضابط الاقامة في مراكز الاقامة و الجوازات في المنافذ الحدودية العراقية احالة أي اجنبي كان قاصدا دخول الاراضي العراقية اذا ثبت في جواز او وثيقة سفره تحريف في البيانات الشخصية او التأشيرات العراقية و غير العراقية او تلاعب في الصورة المثبتة في الجواز او وثيقة سفره الى الجهات المختصة للتحقيق بذلك مع مراعاة مبدأ المقابلة بالمثل”.
كما ان البوابات الالكترونية لجواز السفر الالكتروني تحوي ميزات امنية كثيرة، اهمها اعتمادها على المعلومات التي تحويها الشريحة الذكية (smart chip) لكل مسافر, والبوابة ستفتح في حال صحة جميع المعلومات الموجودة على الشريحة ومطابقتها مع تلك الموجودة في الحاسبة المركزية التي من الصعب التلاعب بها أو تغييرها أو تزويرها، ولن تفتح البوابة في حال وجود اشارة منع من السفر، أو اختلاف المعلومات، أو وجود أي مؤشرات امنية اخرى، وبالتالي فإن البوابة ستعمل كحارس امني الكتروني، وتمنع الدخول غير الشرعي للشخص الى الدولة, وقد نصت المادة (26) من قانون اقامة الأجانب في العراق على أنّه (للمدير العام أو من يخوله صلاحية إخراج الأجنبي الذي دخل الى أراضي جمهورية العراق بصورة غير مشروعة الى خارج الحدود).
وتصدر حاليا أكثر من ١٤٠ دولة جوزات السفر الإلكترونية أو (eMRTDs) ، وبذلك يصل عدد جوازات السفر الإلكترونية المتداولة حاليا وثائق السفر الإلكترونية المقروءة آليا “مليار” جواز سفر إلكتروني، ومن الدول العربية التي تأخذ بجواز السفر الالكتروني المغرب والجزائر وحاليا العراق.
وقد وضعت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو – ICAO) إحدى منظمات الأمم المتحدة التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة مونتريال الكندية دليلا للمفاتيح العامة الخاصة بجواز السفر الالكتروني.