7 سبتمبر، 2025

مقالة قانونية

الدروس المستوحاة من مولد سيد الكائنات سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
الدكتور احمد فارس ادريس
جامعة الموصل- كلية الحقوق
المقدمة
يعد مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حدثاً إنسانياً وحضارياً عظيماً، تتجدد فيه معاني الرحمة والعدل والحرية. ومن زاوية قانونية يمكننا أن نستخلص جملة من الدروس والقيم التي يمكن أن تسهم في بناء أنظمة قانونية أكثر عدلاً وإنصافاً في عصرنا الحاضر:
1. مبدأ سيادة القانون وعدالة التشريع
جاء الإسلام برسالة تُعلي من قيمة العدل وتجعله أساس الحكم: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ”، وهذا ما يشكل اليوم قاعدة جوهرية في الدساتير والقوانين الحديثة التي تضع العدالة كغاية سامية للتشريع.
2. المساواة أمام القانون
من أبرز ما نستفيده من السيرة النبوية أنّ الجميع سواسية في الحقوق والواجبات، فلا تمييز بين غني وفقير، أو قوي وضعيف. وهذا المبدأ يُطابق ما تنص عليه القوانين الوضعية من أن الناس متساوون أمام القانون دون أي تفرقة.
3. حماية الحقوق الأساسية
رسّخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم رسالة تُعلي من قيمة الكرامة الإنسانية، وهو ما يقابله في القانون الحديث حماية الحقوق الأساسية كالحق في الحياة، والحرية، وحرمة المسكن، وصون العرض والمال.
4. مبدأ الشورى (المشاركة في القرار)
تجربة النبي صلى الله عليه وسلم في إدارة شؤون الأمة قامت على التشاور مع أصحابه، وهذا يوازي اليوم مبدأ الديمقراطية والمشاركة الشعبية في سنّ القوانين وصنع القرار.
5. سيادة مبدأ الرحمة في تطبيق القانون
القانون لا ينبغي أن يكون مجرد أداة للعقاب، بل وسيلة للإصلاح والرحمة، وهذا ما نتعلمه من سيرة النبي الذي كان رحيماً حتى في القضاء والفصل بين الناس.
الخاتمة
إن إحياء ذكرى مولد سيد الكائنات ليس مجرد احتفال ديني، بل هو مناسبة للتأمل في القيم التي جاء بها، واستلهام المبادئ القانونية التي تُسهم في إرساء العدل، وصيانة الحقوق، وبناء مجتمع يسوده السلام والرحمة. وهكذا نجد أن السيرة النبوية تظل مصدراً لا ينضب للقانونيين والمشرّعين، بما تحمله من دروس خالدة تصلح لكل زمان ومكان.

 

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر