في عالم يشهد تطورات متسارعة في البحث والاكتشافات، تتألق كلية العلوم كمنصة تنطلق منها العقول الشغوفة والمعرفة الصلبة نحو آفاق الإبداع والابتكار. إعلان فوز العالمين البيولوجيين الدكتور فريدرك رامسديل والدكتورة ماري برونكو بجائزة نوبل في الطب لعام 2025 عن اكتشافهما immune tolerance ليس مجرد خبر عالمي، بل هو شهادة حية على قوة التعليم العلمي وأثره العميق في صناعة القادة والمبدعين في مجال العلوم.

بدأ الدكتور رامسديل رحلته بحصوله على بكالوريوس العلوم في البيولوجيا من جامعة كاليفورنيا، ثم أكمل الماجستير والدكتوراه في علم المناعة، بينما الدكتورة برونكو حصلت على بكالوريوس العلوم في البيولوجيا الجزيئية والخلوية من جامعة واشنطن، وتابعت الماجستير والدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية من جامعة برينستون. إن هذه المسيرة العلمية تعكس كيف أن الأساس القوي في العلوم هو ما يفتح أبواب الإنجاز العالمي ويحوّل الطموح إلى اكتشافات تغير مسار العلم والحياة البشرية.

وليس فوز نوبل هذا هو الحد؛ فهناك العديد من خريجي كلية العلوم الذين صنعوا تاريخًا علميًا عالميًا. فعالم الفيزياء جون باردين، أحد مخترعي الترانزستور والحائز على جائزة نوبل، وعالمة الكيمياء الحيوية فرانشيسكا روزالي، التي أسهمت في تطوير تقنيات حديثة لتحرير الجينات، كلهم نماذج حية على أن كلية العلوم تخرج كوادر قادرة على المنافسة العالمية وترك أثر مستدام في ميادين البحث والاكتشاف.

كلية العلوم ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل منبر لصناعة المستقبل وبذرة لكل اكتشاف عظيم. لكل طالب وطالبة فيها رسالة واحدة: أن العلم ليس حدودًا بل أفق لا ينتهي، وأن كل فكرة صغيرة يمكن أن تتحول إلى إنجاز يضيء العالم. لننظر إلى هؤلاء العلماء ونتذكر أن رحلة المعرفة تبدأ بخطوة، وأن كل خريج وكل باحث يحمل في قلبه القدرة على تحقيق المعجزات.

إنّ الانتماء إلى كلية العلوم ليس مجرد فخر بالانتماء إلى مؤسسة أكاديمية، بل فخر بأنك جزء من هذا الصرح الذي قد يُنجب علماء تُكرّم أبحاثهم بجوائز نوبل، وتُحوّل أفكارًا مختبرية إلى تغييرات جذرية في صحة الإنسان ومستقبله.

شعبة الإعلام والاتصال الحكومي

الأربعاء 8 تشرين الأول 2025