27 يونيو، 2020

العمل الدؤوب والتنسيق العالي.. اللجنة الامتحانية لكلية الطب جامعة الموصل انموذجاً

حينما صدرت الأوامر الوزارية بخصوص انهاء الفصل الدراسي الثاني بإجراء الإمتحانات النهائية إلكترونياً أواخر أيار 2020، لم يكن يدور في خَلَدِ أيٍّ من إداريي أو فنيي الجامعات العراقية لَحظَتَها عن الآلية أو الكيفية التي سَتُدار بها تِلكم الامتحانات. فالتعليم الإلكتروني أساساً يُعَدُّ تجرِبة حديثة وجديدة على التعليم في العراق، والإنسان بطبيعته عدو ما يجهل. وإذا قَصَرْنا الكلامَ على جامعة الموصل وكلية الطب تحديداً، فإنّ الأمرَ لايختلفُ كثيراً عن بقية الجامعات أو الكليات من حيث الإقدام أو الإحجام، لاسيما أنَّ هذا الموضوع وتوقيته جاء في وسط جائحة كورونا (المستمرة لحد هذه اللحظة)، وما خلّفته من تداعيات اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية.. الخ. ولكن، وبمجرد صدور الأوامر الوزارية بهذا الشأن، وبتوجيه من رئاسة الجامعة، وبإسناد من عمادة الكلية، شمّرت اللجنة الامتحانية عن ساعِدَيْها، وَرَسَمَتْ لنفسها وللكلية عموماً معالمَ طريق لا تزالُ تُنفذهُ بِدِقَّة متناهية. أولاً شكّلت اللجنةُ من داخلها لجنةً فرعية أُطلق عليها اللجنة الفنية المساندة، ووضعت في الأخيرة كفاءات اكاديمية وبرمجية مشهودٌ لها على مستوى الجامعة ككل، يأتي في طليعتها المدرس المساعد فراس محمود سعيد، ومعاون رئيس مهندسين حسين نزار صالح. تولّت اللجنة تدريب الكادر التدريسي، من خلال إقامة العديد من الورش العملية والمحاضرات التطبيقية (الإلكترونية) التي كان يحضرها عشرات التدريسيين من داخل وخارج الكلية في مواضيع إعداد الأسئلة بكافة أشكالها وأنواعها وعلى أكثر من منصة إلكترونية إمتحانية. لاشك، واجهت اللجنةُ بعضَ الصعوبات الفنية بسبب عدم توفير الانترنيت لدى الجميع بصورة جيدة ومنتظمة، أو قلة خبرة بعض التدريسيين في تعاملهم مع البرمجيات والرقميات بصورة عامة، فضلاً عن ظروف كورونا (كما نوهنا عنها). ومع ذلك، واصلت اللجنة مساعيها الحثيثة، حتى أصبح الكادر التدريسي على خبرة علمية عملية جيدة جداً تؤهله لإقامة الامتحانات إلكترونياً بنجاح. ثم بدأت مرحلة اخرى من التدريب، شمل هذه المرةَ الطلابَ أنفسَهُم. بعد هذا، بادرت اللجنة بتوجيه الفروع العلمية المختلفة بإقامة امتحانات إلكترونية متنوعة على سبيل التجْرِبَة فحسب. وكانت بالفعل تجربة رائدة تكلّلت بالنجاح بكل المقاييس، إن كان على مستوى الطالب، أو التدريسي أو اللجنة الامتحانية على حد سواء. إلى أن حانت ساعة الصفر الحقيقية، عند انطلاق أول اختبار عملي رسمي للجنة، وذلك يوم الأحد 14 حزيران 2020 حينما بدأت الامتحانات التكميلية (الدور الرابع) للعام الدراسي 2018 – 2019. ورغم انقطاع وضعف الإنترنيت في مدينة الموصل بعد التاريخ المذكور، إلا أنّ الامتحانات استُئنفتْ بعدئذٍ (بعد تمديد الجدول) وانتهت بنجاح. ويوم الأحد 28 حزيران 2020، تستعد كلية الطب جامعة الموصل (ومن خلال اللجنة الامتحانية أيضاً) لبدء امتحانات نصف السنة للعام الدراسي 2019 – 2020 (المؤجلين). ومن المؤمل ان تسير الامتحانات (المَهمّة) الجديدة على خير ما يرام، لكن هذه المرة بعد اكتساب خبرات عملية عميقة ناجحة، لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله تعالى أولاً وآخراً، ثم الجهود المشتركة من قبل الجميع بلا استثناء، ابتداءً من العمادة ومجلس الكلية الموقر، مروراً بالفروع العلمية وشعبة التسجيل، وانتهاءً بالتدريسي والطالب. ولاننسى بالتأكيد الدور الفاعل للقلب النابض الذي يربط هذه المرتكزات مع بعضها البعض، ممثلاً باللجنة الامتحانية. ونذكر هنا باعتزاز أن اللجنة الامتحانية للكلية يترأسها تدريسي فرع طب الأطفال الأستاذ المساعد الدكتور مازن محمود فوزي الصراف، مع ثلة طيبة من التدريسيين والموظفين الآخرين الذين أثبتوا (ولازالوا يثبتون) أنهم بحق رجال هذه المرحلة في ظروف هذه الجائحة المتواصلة. وقبل الانتهاء من هذا المنشور، صدرَ جدول الإمتحانات النهائية الذي سيبدأ يوم 12 تموز 2020، وهو يمثل تحدياً جديداً ستستطيع الكلية واللجنة الامتحانية معاً تأديته وتجاوزهُ على وجهٍ طيبٍ وَحَسَنٍ إن شاء الله.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر