16 سبتمبر، 2012
عميد كلية الطب يودع منصبه الحالي الى منصب جديد
بدموع الالم ودعت كلية الطب عميدها الاستاذ الدكتور مزاحم قاسم الخياط لتوليه منصبه الجديد كرئيس جامعة تكريت , ولايخفى عن احد الدور الذي قام به الاستاذ الدكتور مزاحم الخياط في الارتقاء بمستوى كلية الطب بين كليات الطب العراقية ,يعتبر الأستاذ الدكتور مزاحم الخياط من أشهر الجراحين في العراق وهو أول من ادخل الجراحة الناظورية للعراق.ورغم هجرة معظم الجراحين في الموصل للخارج بسبب الوضع الأمني في المحافظة بقي الدكتور مزاحم في المدينة يؤدي عمله لخدمة أبناء هذه المدينة والجامعة ، وعندما تم تعيينه عميدا لكلية الطب عام 2006 نهض بالكلية بشكل ملفت وأراد إعادة الكلية إلى سابق عهدها لما تتمتع به هذه الكلية من سمعة عالمية .شارك في عدة مؤتمرات ودورات تطويرية خارج القطر في لندن وفرنسا وكان يحرص على أن يصطحب طلابه معه والذين يسميهم -أولادي- ويهيئهم ليكونوا مثله محبين للعلم والوطن وأهله . ورغم كل الظروف التي اجتاحت العراق عامة ومدينة الموصل خاصة من خطف وقتل وتسليب وتهديد والتي على إثرها اجبر الكثير من الكفاءات على مغادرة البلد مضطرين هاربين خائفين على حياتهم وحياة عوائلهم . إلا ( الدكتور مزاحم ) لم يهتز ولم يخف ولم يترك العراق وعاش فيه رغم ساعات الرعب والخوف ومنع التجوال وانقطاع الكهرباء وانعدام ابسط الظروف الإنسانية اللازمة للمبدعين، بقي صامداً وهو الذي بعلاقاته وشهاداته يستطيع الحصول على الإقامة في أي بلد يرغب بالانتقال إليه بسبب شهرته الطبية الطيبة التي سبقته كما فعل غيره.
إن حبه لوطنه وعمله وإخلاصه جعلته يصمد أمام كل المغريات وزاحم كل المعوقات وبقي في كليته أستاذا بارعا وأبقى على عيادته مفتوحة للجميع وعالج الناس وأبدع ونتيجة لإخلاصه وهمته بالعمل عين عميدا لكلية الطب وهي نفس الكلية التي خرجته وتباهت به كطالب ثم أستاذا فيها ثم عميد لها ولم يبخل على جامعته وطلابه ببحوثه الكثير المنشورة وغير المنشورة .ومن اعماله المميزة افتتاح شعبة الجراحة الناظورية سنة 1995 ولأول مرة في الموصل قدمت الشعبة خدمات الجراحة الناظورية وتطورت الشعبة لتصبح مركزا تدريبيا للجراحة الناظورية في المحافظات الشماليةوفي آخر يوم له في الكلية في 13 ايلول 2012 اختتم أعماله كعميد كلية الطب بلقائه مع الموظفين والاساتذة في الكلية وتوجيههم للأستمرار على النهج الصحيح خدمة للكلية , نسأل الله له التوفيق الدائم في مسيرته العلمية والعملية وان يحفظه االله ذخرا للوطن.