2 ديسمبر، 2020

مجلة طب الموصل.. من الركام إلى أعتاب سكوبس

(( مسيرة تألق في الزمن الصعب ))

حينما صدرت الأوامر الرئاسية العليا باستئناف الدوام داخل أسوار جامعة الموصل في خريف العام 2017 بعد ثلاث سنوات عجاف، عادت معظم كليات الجامعة إلى مواقعها الأصلية بعد إكمال ترميم بناياتها وتصليح قاعاتها ومختبراتها، إلا كلية الطب جامعة الموصل! التي تهدّم فيها كل شيء في موقعها الجميل الأصيل في الجانب الأيمن (منطقة الشفاء). فلا قاعاتٌ ظلت، ولاجدرانٌ صمدت، ولا مختبراتٌ وأجهزةٌ بقيت. وفي ظل النقص الحاد الذي عانته الجامعة ككل في المباني والأجهزة والمستلزمات حينئذٍ، تمّ تهيئة مبنىً صغير لعمادة وفروع وبعض شعب الكلية! وهو سابقاً المركز الطبي التابع لكلية الطب جامعة نينوى (مبنى الشؤون الطلابية حالياً – 2020). وسطَ هذه الظروف الصعبة التي كابدتها الجامعة والكلية على حد سواء، وجدتْ مجلة طب الموصل نفسها بلا مأوى! فضلاً عن خسارة وتراجع كبيرينِ تَلَقَّتْها، نتيجة توقف النشر فيها منذ العام 2013. هنا أدركت عمادة الكلية فداحة الموقف، فبادرت إلى خطوات إداريةٍ وفنيةٍ عمليةٍ عديدة، أهمها إعادة تشكيل هيئة التحرير؛ إذ عُهِدَ إلى تدريسي فرع علم الأدوية الأستاذ الدكتور عماد عبدالجبار ذنون رئاستها، وبمعيته عدد من التدريسيين الأفاضل من مختلف الفروع العلمية ممّنْ يُشار إليهم بالبنان، لاسيما في المجالات البحثية والأكاديمية، فضلاً عن كوادر إدارية وفنية متميزة. أخذت هيئةُ التحرير أمرَ التكليف على محمل الجدّ، فتوالت اجتماعاتها واحدة بعد أخرى، لتدبَّ الروحُ للمجلة من جديد، بعد موت قسري سريري كُتِبَ عليها (وعلى الكلية برمتها). ابتداءً، تمّ تخصيص غرفة في كلية الصيدلة جامعة الموصل لعقد تلكم الاجتماعات. ثم سرعان ما نقلت اجتماعاتها إلى غرفة المجلس (في بناية العمادة حينها) لصعوبة الوصول الدائم على كلية الصيدلة، نظراً لبعد المسافة نسبياً، ولحاجة المجلة للتواصل مع العمادة بشكل مباشر. وتكللت تلكم الجهود سريعاً من خلال إصدار المجلد 40 بعدديه الأول والثاني وذلك خلال العام 2018. وهكذا فعلت في العام 2019 عندما صدرَ المجلد 41 وأيضاً بعدديه الأول والثاني. وبعد انتقال العمادة إلى مبنى جديد أواخر العام 2019، تمّ تهيئة غرفة مستقلة للمجلة لتواصل تألقها وعطاءها. ومع ظروف جائحة كورونا التي اجتاحت العالم في العام 2020، إلا أن المجلة واصلت نشاطها من خلال إصدار العدد الأول لها للمجلد 42. وهاهي الآن (وقت كتابة هذا التقرير في كانون الأول 2020) بانتظار إصدار العدد الثاني، لتعود المجلة كسابق عهدها في انتظام إصداراتها، كونها مجلة معتمدة محكمة رائدة، تعود جذور تأسيسها الأولى إلى أكثر من خمسين سنة خلت. لكن المجلة لم تكتفِ بانتظام النشر فحسب، بل تطلعت وتتطلع دائماً للوصول إلى أعلى درجات الإعتراف العلمي العالمي. ابتداءً، تم إنشاء موقع رسمي (Website) خاص بها باللغتين العربية والإنكليزية، وذلك في أواخر عام 2019. أيضاًنجحت المجلة بالدخول ضمن تصنيف دليل الوصول المفتوح إلى الدوريات(DOAJ) Directory of Open Access Journals ، حيث يعد “دُوَاج” من قواعد البيانات العالمية، وذلك منتصف العام 2020 (على الرغم من ظروف جائحة كورونا). بعد ذلك دخلت المجلة في اختبار كوبس COPS، والتي تعد المحطة الأخيرة كونها أحد المتطلبات النهائية للدخول لمستوعبات سكوبس Scopus فيما بعد. وحتى ذلك الحين، سنبقى منتظرينَ هذه البصمة العلمية اللافتة للجامعة والكلية بصورة عامة، وللمجلة ذاتها بصفة خاصة، وآنذاك سيكون لنا كلام من نوع وطعم خاصينِ، وإنا لمنتظرون.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر