1 أكتوبر، 2018

الاديب الطبيب عادل البكري في ذمة الله

هل كان يعلم أنه يودع أصدقاءه وأحبابه ليدعوهم الى بيته يوم الجمعة 31/8/2018 في الندوة الموفقية بمناسبة صدور كتابه (رحلتي الأيام) وقد ألح عليَّ للحضور بإتصال هاتفي وكلف أصدقاء لي للتأكيد على الحضور، الى منزله ولاقاني بإبتسامة عريضة وأجلسني بجانبه مستفسراً عن الأحوال والأعمال العلمية ومشاريع المركز المستقبلية، إذ حضر نخبة من أساتذة الجامعة وأدباء الموصل وكتّابها وفنانيها فإكتظت بهم المكان وبدأت أعمال الندوة بقراءة آي من الذكر الحكيم من قبل الدكتور عبدالستار فاضل، ثم كلمة منظم الندوة السيد موفق السبعاوي، والقى البكري محاضرة تعريفية عن كتابه وعن الارقام العربية والهندية. ثم وزعت نسخ من القرآن الكريم كهدية لبعض الحاضرين وتلاها توزيع كتاب الدكتور عادل البكري على الحضور جميعاً كهدية منه أيضاً, وقدمت بعض الحلويات وإنتهت الندوة التي أقيمت بمناسبة صدور كتابه الاخير وودع الحاضرين بإبتسامة وتبادل السلام والتحايا مع ضيوفه. وكأنما كان يودع الجميع الدنيا وما فيها. وودعته وسلمني مقاله الاخير ايضاً الذي سينشر في مجلة موصليات التي يصدرها مركز دراسات الموصل بعنوان (شاعرة الفطرة الحاجة خديجة). وفي الجمعة التالية 7/9/2018 تعرض الى حادث إصطدام السيارة التي تقله على طريق الموصل – اربيل وفارق الحياة على إثرها. كان البكري (رحمة الله عليه) متعدد العطاء محباً للعلم والمعرفة، كتب في التاريخ والفلسفة والاجتماع والسيّر وقرض الشعر وكتب أيضاً في أدب الرحلات، والقصص القصيرة، وأجزم هنا أنه الطبيب المتفرد في عطاءه المعرفي. فقد كان يرفد مجلة موصلياتالصادرة عن مركزنا بالعديد من الموضوعات الجميلة والمفيدة، فضلاً عن مشاركاته الجادة في ندوات المركز العلمية على مدى أكثر من خمسة عشر سنة الى جانب مشاركاته في الأقسام العلمية في بعض الكليات، وقد ختم حياته بكتاب معرفي ينتفع منه إن شاء الله. وكان محباً لوطنه ومدينته الموصل وعبّر عن ارتباطه وحنينه اليها عندما كان موفداً المغرب وقد نشرت في جريدة الحدباء سنة 1999بقوله:

قلبي بحبكِ يا مليحة هائم

والعشق يضيء والفؤادُ عليلُ

فلقد هويتكِ والجوى بجوانحي

والعاشقون الصادقون قليلُ

لائمي في من هويتُ صبابة

ما صدني عمن هويتُ عذولُ

لكنه كان الرحيل مفرقاً

فمضى فما بعد الاياب رحيل

ام الربيعين التي في خاطري

أهوى وذكركِ في البلادِ جميل

إن أذكر الحدباء فهي كرامةٌ

وشموخ مجدٍ دائمٍ واصول

تحنو على أبنائها فكأنها

أُم تذوُ الشرَ وهي ثكولُ

وترى (قضيب البانِ) يذكر مجده

والمهرجانُ ملاعبٌ وفصولُ

وضفاف دجلة والجواسق والربى

من حولها وحدائق وحقولُ

وشقائقُ النعمان تزهو حمرة

كشفاهِ غيدِ رامها التقبيلُ

يا من مقام الانبياء مقامها

مثوى وفضل زاخر وجليلُ

تفدى محاسنها ويعلو شأنها

ما نالها في الخافقين مثيلُ
ولشدة حبه لمركز دراسات الموصل والمشاركة في أعماله العلمية والثقافية قرض قصيدة مؤلفة من 24 بيتاً بعنوان (الى مركز دراسات الموصل والاساتذة الأفاضل) نقتطف منها:

يا مركز العلم وفصْلِ الخطاب

وجامعِ الشملِ على خير بابْ

وراعي البحث له وقفةٌ

كوقفةِ الضرغامِ في سوحِ الغابْ

و (الموصلياتُ) لها بهجةٌ

عن سالفِ الموروثِ والمستطابْ

معالمٌ بالحسنِ موصوفةٌ

ينهضها بالدرس او بالجوابْ

صرحٌ كريمٌ دأبهُ الخير لا

يثنيه عن دأبهِ مُر الذهابْ

في همه قعساء لايرتجى

غير أداء الحق وهو الثَوابْ

وشاهدَ الحدباء في وضعها

في ندوةِ عن سبب الانحدابْ

وقلعةُ (الطابيا) لها حصةٌ

من جانبِ التاريخِ والإنتسابْ

وقد أناب القومُ في ذكرها

استاذاً وخيرَ من قد أنابْ

عن سامعاتِ في البِنا شُيدتْ

يُذكر تاريخها والذكرُ طابْ

رائدها (ذو النون) يهفو الى

أوابدٍ مما جرى ثم غابْ

له أحاديثُ الرؤى إذ مضتْ

قد زانها العلمُ وحُسنَ المآبْ

تعيد للذكرى أساطيرها

منضودةً في ورقٍ أو كتابْ

(ذو النونِ) والفضل لكم جملةٌ

في غيهبِ التراثِ رغمَ الصِعَابْ

فالموصلُ الحدباءُ في مجدها

ارفع في عليائها من سحابْ

لها من التاريخ أحداثهُ

وذكريات المجد عينُ الصوابِ

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر

اذهب إلى الأعلى