19 مايو، 2013

المسرحيات المفقودة لنعوم فتح الله السحار دراسة ونصوص للأستاذ الدكتور على محمد هادي الربيعي

يعد كتاب (المسرحيات المفقودة لنعوم فتح الله السحار) من الكتب المهمة في دراسة وعرض النصوص، وهو جهد طيب للدكتور علي الربيعي الذي قام بجمع مخطوطات تلك النصوص من كنيسة مريم العذراء في الكرادة/ بغداد، من الأب بطرس حداد** كما زار كنائس الموصل وكنائس الحمدانية، وأربيل، وقد حضر إلى الموصل أكثر من مرة، من أجل لالتقاء بالقائمين على المكتبات في الكناس، والحصول على المعلومات، إذ يقول في هذا الصدد: "ففي أثناء رحلة بحثي في المكتبات العامة والخاصة رحت أبحث أيضاً في مكتبات بعض المؤسسات التي أحسب أنها الراعي الأولى للفن المسرحي في العراق وأقصد الكنائس والأديرة. فزرت كنائس في بغداد والموصل وأربي، ورحت أطلع على ما متوافر في مكتباتها وخزائنها من وثائق ومخطوطات عامرة، وأثمرت هذه الزيارة عن زادٍ وفيرٍ"(1) طبع كتاب (المسرحيات المفقودة لنعوم فتح الله السحار) في دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع/ المملكة الأردنية الهاشمية/ عمان/ سنة 2013م. وهو مكون من (512) صفحة من الحجم الأكبر من المتوسط، وهذا الكتاب هو إماطة اللثام عن مسرحيات يعود تاريخها إلى سنة 1890م، وهو إضافة مهمة إلى مسرد المسرح العراقي. ولعل الدكتور الربيعي تناول هذا الكتاب من الخطوط الذي حصل عليه من الأب بطرس حداد، إذ "حوت المخطوطة خمس مسرحيات هي: إياك ومعاشة الأشرار، لطيف وخوشابا، الافيان الأسيران، الرأس الأسود، الدراهم الحمراء"(2)ولعله قام في هذا الكتاب إلى عرضها وتحليلها ودراستها من خلال تقسيمه للكتاب في قسمين، تناول القسم الأول (الدراسة والتحليل) وقد قسمه إلى ستة فصول، عرض في الفصل الأول حياة ومسرح نعوم فتح الله السحار، تعرض فيه إلى حياة السحار بشكل مفصل من ولادته في الموصل سنة 1858م، وما أحاط به في تلك الحقبة، فضلاً عن ثقافتهن وتكوينه المعرفي في فترة التواجد العثماني، وآثاره في على الشارع العراقي بشكل عام والشارع الموصلي بشكل خاص، حتى وفاة السحار في 20/3/1900م.أما الفصل الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس من القسم الأول فقد تناول أسماء مسرحيات السحار الخمسة، إذ عرض الدكتور الربيعي، في الفصل الثاني، مسرحية (إياك ومعاشرة الأشرار) بالدراسة والتحليل، إذ يتناول في البداية عرض المتن الحكائي للمسرحية ثم يتناول مقتطفات من النص ليسلط الضوء عليه من خلال العمل على قراءة الأحداث والشخصيات الواردة في النص، وكذلك الحال في الفصل الثالث الذي تناول فيه مسرحية لطيف وخوشابا، والفصل الرابع الذي تناول فيه مسرحية الفتيان الأسيران، والفصل الخامس الذي تناول فيه مسرحية الرأس الأسود، والفصل السادس الذي تناول فيه الدراهم الحمراء، أما القسم الثاني من الكتاب فقد شكل الجزء الأكبر من الكتاب إذ تناول في عرض بعض الصور من مخطوط المسرحيات، كما أورد النصوص الخمسة كاملة. إن هذا الكتاب يبلغ مكن الأهمية الشيء الكبير، لأنه سيكون المرجع لتلك النصوص التي أولفت في القرن التاسع عشر في الموصل، وهي بدايات المسرح في العراق. ولعل الدكتور الربيعي تعامل مع المخطوط عند نشرها كما هي، فحافظ على شكلها ومحتواها بأغلاطها الإملائية، وأخطائها اللغوية، إذ يقو في هذا الصدد: "لقد تعاملنا مع المخطوطة المسرحية عند نشرها على وفق مسار منهجي، إذ لم نسمح به لقلمنا أن يمتد مداده إلى متنها. فحافظت المخطوطة على شكلها ومحتواها بأغلاطها الإملائية وأخطائها اللغوية ولغتها المتقلبة بين الفصحى والعامية أو الخلط بينهما، وحواراتها الطويلة التي خلت من علامات الترقيم فزادت من وعورة معانيها وصعوبة فهم مرادها أحياناً"(3)وتحدد منهج الدكتور علي الربيعي في إعداد هذا الكتاب على النحو التالي: 1- التعريف بالكلمات التي كتبت باللهجة المحلية الموصلية، ومقابلتها باللغة العربية الفصحى. 2- اقتراح الكلمات المناسبة التي ظنَ أنها سقطت من الحوارات المسرحية أثناء النسخ في ضوء السياق اللغوي أو السياق في المعنى. 3- تفسير بعض الجمل في الحوارات المسرحيبة.4- شرح ما ورد في النصوص المسرحية من أمثال شعبية وعامية. 5- مضاهاة الكلمات التي غلط الناسخ في إملائها بالكلمات الصحيحة أينما وجدت. 6- الإشارة أحياناً إلى بعض الكلمات التي سقطت عنها الهمزة. مثل (قرا= قرأ) و(ابني= أبني) و(اخ= أخ)….. إلخ. 7- الإشارة والتنبيه إلى الكلمات الواحدة ذاتها التي كتبت بأكثر من صورة إملائية. 8- التعريف بالأحداث التاريخية التي ورت على لسان الشخصيات.

مشاركة الخبر