28 مايو، 2013
ذاكرة الورق دراسة في كتابات سعد الدين خضر
الناقد الكبير والصحفي الرائد سعد الدين خضر، يمثل ولا ريب علامة فارقة في تاريخ النقد الأدبي العراقي والعمل الصحفي الجليل، على مدى أكثر من خمسة عقود، دبّج المئات من المقالات النقدية الهادفة في الصحف المحلية والعربية وله عدداً من المؤلفات جلها يتناول العمل وهموم الصحافة بصياغات أدبية مترعة بجمالية ورشاقة اللغة العربية القشيبة. متناولاً موضوعات ثرة في علم الاجتماع والسياسة والأدب والفن والإبداع النسوي. فهو يعد من ابرز من أرخ للأدب النسوي في العراق. له آراءه التي يتمسك ويعتد بها وهي مبادئ ومُثُل وقيم محصتها الأيام والسنين عبر القراءات المتأنية لمؤلفات عمالقة الأدب والمذاهب الفكرية العربية والعالمية. عندما تقرأ له تجد كل المتعة المتوخاة والفائدة الكبرى، وتلحظ دون عناء انك أمام مفكر ذو فكر وقّاد يحلل ويستنتج ويربط الجزئيات بعضها مع البعض الآخر، متكئاً على التاريخ تارة وعلى الوقائع اليومية والتجربة الذاتية تارة أخرى. فهو مفعم بالعطاء وحيوية الشباب على الرغم من تخطيه العقد السابع (متعه الله بالصحة وأمد بعمره). يصل إلى غاياته المنشودة في الكتابة دون تكلف، بل يسعى إلى ذلك بكل شفافية اللغة العربية ومفرداتها الجميلة. فهو كاتب حصيف. الكتابة عنده ليست ترفاً بل غاية للوصول إلى الحقائق. فهو قد حمل هموم الوطن والمواطن والواقع المؤلم حيث آمن بان الكتابة رسالة سامية في كل لقاءاتنا كان الوطن حياً في ذاكرته ينبض مع وجدانه، هناك دوماً قضية يهتم بها يتوقف عندها بالبحث والتفسير والتحليل، انه الكاتب النحرير بعطائه ترأس تحرير عدد من الصحف العراقية، وهو التربوي القدير، عمل في السياسة في مطلع شبابه، وتقلد مواقع إدارية عدة، كل تفاصيل حياته الإبداعية يمكن الاطلاع عليها في كتاب (ذاكرة الورق، دراسة في كتابات سعد الدين خضر وسيرته) للباحث هيثم خيري النعمة الذي صدر مؤخراً عن دار ومكتبة الجيل 2013 ويقع بـ (421) صفحة يقول المؤلف في مقدمته: "إن ما كتب عن سعد الدين خضر لا يغطي في حقيقة الأمر إلا جزءاً يسيراً من تفاصيل الفعل الحقيقي المبدع، لهذا الرجل على ارض الواقع"ضم الكتاب أربعة فصول، وهي: الفصل الأول: سعد الدين خضرحياته ، تكوينه الثقافي، فكره السياسي، الوظائف التي شغلهاتمهيدأولاً : حياته أ- نسبه ومولده1- نسبه2- مولده ب- دراسته1- الكتاتيب2- الدراسة الابتدائية 1945-19503- الدراسة المتوسطة 1951-19544- الدراسة الإعدادية 1955-19575- الدراسة الجامعية 1958-1962ثانياً: تكوينه الثقافي (موارد ثقافته وفكره)أ- الأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم وتأثر بهمب-قراءاته وابرز المفاصل في هذه القراءاتثالثاً: فكره السياسي وإسهامه في هذا الشأنأ- فكره السياسيب-عنايته بالقضايا الفكرية والقومية والإنسانية قبل الاحتلالج- موقفه الفكري وإسهامه الإعلامي بعد الاحتلالرابعاً: المواقع والوظائف التي شغلها لحين تقاعده، مع الإشارة إلى مواقعه بعد تقاعده.الجمعيات والنقابات والمنظمات التي شارك فيها:الفصل الثاني: سعد الدين خضر كاتباًتمهيد:أولاً: مؤلفاته في مجال الصحافة (مقالات وكتب في الصحافة والإعلام)أ- مقالات صحفيةب-كتب في الصحافةثانياً: مؤلفاته الأخرى من الكتب، مع تحليل لأبرز سمات فكره.الفصل الثالث: سعد الدين خضر ناقداًتمهيد:أولاً: في النقد الأدبي، الأدب النسوي (نصوص إبداعية)ثانياً: في النقد الأدبي، نصوص إبداعية أخرى.الفصل الرابع: سعد الدين خضر صحفياً(إسهاماته في الصحافة العراقية والعربية)تمهيد:أولاً: مقالات ثقافية عامةثانياً: كتابات وإسهامات تربوية، موصلية، فنية، وأخرى متفرقةأ- كتابات في التربية والتعليمب-قضايا موصليةج- كتابات فنية (موسيقى، رسم، مسرح)د- أخرى متفرقةثالثاً:ما كتب عنه وعن إصداراته من الكتبأ- ما كتب عنهب-ما كتب عن إصداراته من الكتبإنني على يقين بان الإرث الإبداعي الذي يمتلكه الناقد والصحفي الكبير سعد الدين خضر، على مدى أكثر من خمسة عقود ما يزال، بحاجة إلى أكثر من دراسة متخصصة لكشف أفكار وطروحات هذا الرائد، في تلاوين الموضوعات التي ولجها خلال ما يزيد عن النصف قرن. متمنياً له الصحة ودوام العطاء، وللباحث الفاضل هيثم خيري النعمة كل التوفيق مهنئاَ لحسن اختيار الموضوع ولهذا الانجاز.