9 نوفمبر، 2013

زبدة المفهوم في وجوب الانصات والاستماع على المأموم

زبدة المفهوم في وجوب الانصات والاستماع على المأموم لقاضي بغداد العلامة الشيخ عثمان بن محمد اغا الديوه جي الموصلي، اعتنى به وعلّق عليه الدكتور أكرم عبد الوهاب، وهو الطبعة الثانية بعد الاولى سنة 1935. بعد مضي اكثر من ثمانية عقود على تأليفه، في اطار الجهد العلمي الذي تبناه أ.د. ابي سعيد الديوه جي، لنشر مكنونات خزانة الديوه جي من المخطوطات والمؤلفات التي تعود الى علماء عائلته وشيوخها في العلوم القرآنية والعقائد والعلوم الشرعية والأدب والتاريخ، وهو عمل محمود أتمنى مخلصاً ان يحذوا حذوه الآخرين، ممن يحترزون على مخطوطات وأوراق هامة لكبار الشخصيات الموصلية من العوائل الموصلية المعروفة بباعها الطويل في العلوم المختلفة.صدر هذا الكتاب الذي يبحث في موضوعات فقهية عن دار ابن الأثير للطباعة والنشر في جامعة الموصل/ 2013 ويقع بـ 52 صفحة، ويتناول بيان ما يجب على المأموم عند قراءة الامام مستنداً الى ما جاء في كتاب الباري عز وجل وأسانيد الاحاديث النبوية المطهرة.ويشدد الشيخ عثمان الديوه جي على منهجيته في هذا المؤلف بقوله: اعلم ان الدلائل المحكمة ان كانت قطعية فلايقع فيها تعارض اصلاً، وان كانت ظنية فالتعارض لايكون الا صورياً، اما في الحقيقة فلا تعارض اصلاً، لان التعارض تقابلُ الحجتين المتساويتين على وجه لايمكن الجمع بينهما بوجه من الوجوه.. هذا وان سادتنا المجتهدين وائمتنا الاقدمين، نفعنا الله بآثارهم ووفقنا لسلوك منارهم. وقد اخذت الأمة اقوالهم بالقبول والاحترام وتلقتها بالتوقير والاعظام، لما تحقق لديها من وفور علمهم. وهمة ذهنهم واستقامة أحوالهم وزكاة اعمالهم وبذل وسعهم في تمهيد الدلائل وتبيين المسائل. سيما الأئمة الأربعة الأعلام. والجهابذة الكرام الذين أخذ المسلمون عنهم الاحكام واعتمدوهم في بيان الحلال والحرام وعُلمت مآخذهم فحمدت ودققت مباحثهم فقبلت، وتبعهم الخاص والعام فأصبحوا مشكورين لدى الأنام.وينتقد الشيخ عثمان الديوه جي ما ذهب اليه البعض في ترك القراءة خلف الإمام، وينبه الى ضرورة معالجة ذلك بالتوعية والارشاد، عنه فيقول: "فمن ذلك ما ذهب اليه من وجوب ترك القراءة خلف الإمام، ووجوب الاستماع والانصات التام، زاعمين ان ذلك اجتهاد باطل وادعاء عاطل حتى بينوا ذلك في مجالس العوام، واكثروا اللغط بذلك في كل مقام، فتجرأ على ذلك الجاهلون، وخاض فيه قوم لايشعرون. فملئت اندية القوم بقيل وقال، واخذوا متجاهرين بذميم الاقوال، حتى كان الرجل الجاهل والغمر الغافل مع انه لايعرف السنة والكتاب ولا الخطأ والصواب. يستدل بـ: لا (صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) كأنه يذكر دليلاً قاطعاً لا يمكن فيه نزاع ولايوجه اليه امتناع، يزعم انه لم يطلع عليه الإمام. ولم يفهم مفاده العلماء الأعلام، فنعوذ بالله من الجهل وبواعثه، ونعوذ بالله من قوم لايفقهون هذا حال جهلائهم.وقد عالج الكتاب تلك الطروحات مستعنياً بالبراهين من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المسندة وما قاله البلغاء والفقهاء من علماء الأمة الإسلامية.وفي خاتمة الكتاب أجمل الشيخ عثمان الديوه جي ما توصلت اليه الدراسة ومما جاء فيها: "اعلم ان الحنفية قالوا فرض القراءة في الصلاة سورة قصيرة او ثلاث آيات قصار مثل قوله تعالى (ثم نظر، ثم عبس وبسر، ثم ادبر واستكبر)(المدثر: 21-23) وحدها او ما يكون مقدارها من القرآن، وذلك لان الله تعالى يقول في سورة المزمل: (فاقرأوا ما تيسر من القرآن – المزمل-20) وقال عليه الصلاة والسلام: للمسيء صلاته (ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن) وما تيسر يصدق بهذا المقدار، فيكون فرض القراءة، واما ما جعل ما تيسر سورة الفاتحة لانها أيسر من غيرها. ففيه نظر من وجوه.احدهما: انها تخصيص بلا مخصص، وحديث (لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) آحاد ومخصص فلا يخصص الكتاب.الثاني: ان سورة الإخلاص وسورة العصر وسورة الكوثر ايسر منها، وهذا ظاهر بداهة.الثالث: ان تخصيصه بسورة تامة زيادة على النص..وينبغي الاشارة هنا الى الجهود العلمية المبذولة من لدن الشيخ الدكتور اكرم عبد الوهاب الذي تولى التعليق على نص الكتاب في هوامشه بالارتكاز الى ما جاء في الكتاب الكريم والاحاديث النبوية الشريفة، فضلاً عن كتب الصحاح المعتمدة والأحكام القرآنية واقوال الفقهاء والعلماء الافاضل. بما جعل هذا الكتاب مرجعاً هاماً لطلبة العلوم القرآنية ولكل مسلم يرغب بالتفقه في دينه. فجزى الله كل من ساهم في اخراجه ليكون علماً ينتفع به.وبالنظر لأهمية ما جاء بهذا الكتاب فقد قرضه مجموعة من الافاضل العلماء الاجلاء بكلمات توضح مقاصده وطبق الفروع على الاصول وبلوغ غاية المأمول بأدلة واضحة. حتى قال الشيخ العلامة قاسم البغداديواذا سخّر الإله أُناساً لسعيدٍ فإنهم سعداءاذ تضمن الكتاب ما يلي:كلمة الناشر أ.د. ابي سعيد الديوه جي.مقدمة.الفصل الاول: في الاستدلال بالكتاب الكريم.الفصل الثاني: في الاستدلال بالسنة الشريفة.الخاتمة.تقريضات الكتاب.التقريض الأول: للشيخ يوسف أفندي عطا البغدادي.التقريض الثاني: لحضرة الأخ الصالح التقي النقي، العضو في مجلس التميز الشرعي العلامة الشيخ قاسم أفندي القيسي البغدادي، زيد فضله وعلمه.التقريض الثالث: لحضرة سماحة العلامة الأستاذ الكبير شيخ الكل في الكل الفاضل الحاج احمد أفندي الجوادي الموصلي.التقريض الرابع: لحضرة الفاضل النجيب العلامة الأديب اخي وسيدي حضرة المندوب عبد الله بك آل سليمان بك الموصلي المحترم.التقريض الخامس: للعلم الأوحد علامة زمانه بين أقرانه سماحة مفتي الكاظمين سابقاً عبد الجليل افندي آل جميل البغدادي المحترم.

مشاركة الخبر