27 يناير، 2013
طرائف وأحداث لبعض أطباء الموصل
ضمن الإصدارات المتعددة التي يصدرها مركز دراسات الموصل فيما يتعلق بالجوانب المختلفة التي تخص مدينة الموصل، صدر عن المركز كتاب (طرائف وأحداث لبعض أطباء الموصل) جمعها وأرخها الباحث الدكتور محمود الحاج قاسم، ويتألف الكتاب من (76) صفحة من الحجم المتوسط، قامت بطباعته دار ابن الأثير للطباعة والنشر في جامعة الموصل/2011. والتأم الكتاب من ستة فصول، روى الكاتب من خلاله طرائف وأحداث حدثت لبعض أطباء الموصل، أثناء ممارستهم المهنة فكانت في الفصل الأول من الكتاب، وساق لنا المؤلف ماحدث له شخصياً من أحداث ونوادر حدثت معه بعد التخرج، فكان الفصل الثاني، ثم تطرق لما حدث له ولزملائه من قصص ونوادر وأحداث أثناء دراستهم للطب في تركيا، سطرها في الفصل الثالث من الكتاب. وجاء الفصل الرابع ليروي لنا الكاتب ما مرت به من طرائف وأحداث خلال دراسته للطب. وقد أفرد في الفصل الخامس والأخير قصصاً لأطباء الموصل، جعلها بشكل مرويات قصصية قصيرة. وقد توخى الكاتب أن يكون هذا الكتاب متنفساً للقارئ، من الهموم والمشاكل اليومية التي تعصف بنا "إذ ذاقت بنا سبل الحياة وأرهقتنا" كما تمنى أن يكون وسيلة لإدخال المسرة والمتعة البريئة، داعياً أن تكون الابتسامة مرسومة على الشفاه، لما حوته دفتي الكتاب من طرائف ونوادر وحوادث تدعونا للتبسم بل للضحك أحياناً، وهذا ليس بالبدعة المنكرة – على حد قوله. كما ذكر في المقدمة بأنه لم يسع الى المبالغة في عرض هذه الطرائف والأحداث وإنما حرص أن يذكرها كما حدثت دون زيادة أو نقصان وبإسلوب سلس ومقبول، وهذا ما جعل من الكتاب سجلاً حافلاً بالنوادر والأحداث التي حدثت بالفعل لبعض من أطباء الموصل.وبعد: فمن خلال مطالعتي للكتاب استوقفتني محتوياته التي وجدتها لم تراع التسلسل المنطقي في الأحداث. فلو أن الكاتب جعل الفصل الرابع (طرائف وأحداث حدثت معي أثناء دراسة الطب) بدلاً من الفصل الثاني (طرائف وأحداث حدثت معي بعد التخرج) لكان منطقياً أكثر في تسلسل أحداثه، فقد تحدث في الفصل الثاني عن طرائف وأحداث حدثت معه بعد التخرج، وذكر في الفصل الرابع طرائف وأحداث حدثت معه أثناء دراسة الطب، فالأجدر أن تسبق أحداث الدراسة أحداث مابعد التخرج، ولو دمج الفصل الثالث مع الفصل الرابع، لكان مقنعاً أكثر، فذكر في الثالث (طرائف وأحداث حدثت لطلاب الطب في تركيا)، وأفرد في الفصل الرابع (طرائف وأحداث حدثت معه أثناء دراسة الطب)، فلماذا أفرد لنفسه طرائف وأحداث حدثت معه أثناء دراسة الطب في تركيا وهو من ضمن الطلاب الذين درسوا الطب في تركيا؟ ولو جعل الكتاب من أربعة فصول لكان متوازناً أكثر! وبعد فإن ما ذكرته لايقلل من الأهمية الخاصة للكتاب، فنحن ندعوا أرباب المهن جميعاً أن يسطروا لنا ما تمر بهم من أحداث ونوادر خلال مزاولتهم لأعمالهم، فلكل مهنة خصوصيتها ومتاعبها، ولاشك أن مهنة الطب على مساس بالنفس الإنسانية، والطبيب بحكم مهنته يواجه العديد من المواقف التي لاتخلوا من الطرائف والأحداث ، ومجتمعنا أحوج ما يكون اليوم للتفكه والتندر.