24 أغسطس، 2020
محاضرة افتراضية
برعاية الأستاذ الدكتور قصي كمال الدين الاحمدي المحترم رئيس جامعة الموصل وبإشراف الأستاذ المساعد الدكتور ميسون ذنون العبايجي (مدير مركز دراسات الموصل)
تم الانتهاء من إقامة المحاضرة الافتراضية الثانية التي أقامها مركز دراسات الموصل والموسومة (الطبيخ في الموروث الشعبي الموصلي(الهوية والوجود) والتي القاها الأستاذ المساعد الدكتور علي احمد العبيديوتأتي أهمية هذه المحاضرة الى ان الطبيخ أو الطعام يعد عنصراً من العناصر الحياتية للتراث الثقافي غير المادي، وكوجه من وجوه التراث الموصلي وثقافة انسانية وتاريخية وجغرافية تتميز بها الحضارات الانسانية كافة. كما أن الطبيخ أو الطعام التقليدي اليومي يشكل جسراً للتواصل والتعارف بين الامم، ولعل انتقال الطعام والتعريف به وكذلك الأطباق التقليدية تقع على عاتقنا وعلى الجيل الجديد أن يتحمل مسؤولياته اليوم في التعريف بعاداته وتقاليده الأصيلة، وتراثه الذي هو جزء كبير من شخصيته، كما أن تراثنا لا شك أنه تراث عريق، وقد حرص أجدادنا على المحافظة عليه والتمسك به، نحن كمجتمع موصلي لديه عادات وتقاليد متجذرة، وعلينا العمل على تطويرها ونشر ثقافتها بين أوساط المجتمع، بخلاف التقليد المتبع حالياً، الذي يكتفي بعرض وتقديم الأكلات والطبخات الموصلية المتعارف عليها، دون البحث عن أصلها وتاريخها.
وإذا أردنا الحفاظ على تراثنا الغذائي، علينا إنشاءُ مؤسساتٍ تهدف الى الحفاظ على هوية المطبخ الموصلي، وعمل مسابقات في فن إعداد الطبخات الموصلية المتنوعة، فضلاً عن إنشاء روابط بين الأجيال القديمة والجديدة من خلال تبادل الوصفات وطريقة إعدادها، وعلينا كمركز بحثي أن نعمل على توثيق كل ما هو خاص بالمأكولات التقليدية الموصلية، وليس فقط الطعام، بل ماله علاقة به، بما في ذلك الممارسات والعادات التي تصاحب المأكولات والطبخات. لأنه حفاظ على (الهوية والوجود) لهذه الأطباق التراثية التي تميّزت بها الموصل عن باقي المدن العراقية والترويج لها خارجياً، لاسيما في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي. فإذا أردنا أن نعرف ثقافة شعب ما، يلزمنا أن ندخل من خلال طعامهم وفنون تحضيره، لان لكل بلد أو مدينة طعامٌ لمناسباتهم الدينية والاجتماعية وغيرها. وهذا الأمر يتطلب تعاون مشترك لجهات بحثية خاصة بالتراث للتوثيق العلمي الدقيق للأطعمة والمشروبات ومكوناتها ومسمياتها، يرى في ذلك عمل مهم لتسجيل الثقافة الموصلية الشعبية، وإن ما قُمتُ به مجردُ دعوة لبداية مشروع توثيقي لعله يلقى قبول المهتمين. وهكذا نرى أن الموروث الشفوي للطعام وآدابِهِ في الموصل غنيُّ بالتفاصيل الطريفة التي تعكس فلسفة أهل المدينة وكيفية تأقلمهم مع حركة الحياة وصيرورة المجتمع، ولكنَّ هذا الموروث لم يحظ للأسف بالقدر الكافي من الإهتمام على الرغم مما لهذا الجانب من أهمية في دراسة علم البشر وآلية تفكيرهم ومعتقداتهموممارساتهم اليومية.
وتم إدارة المحاضرة من قبل المدرس عامر بلو اسماعيل وذلك يوم الاثنين الموافق ٢٤ اب ٢٠٢٠ على المنصة الالكترونية FCC