31 يناير، 2013
مقارنة الخدمات المكتبية في مكتبات مدينة الموصل
يخطئ من يظن أن المكتبة مكان لحفظ الكتب والدوريات والمراجع فقط , بل هي مركز أشعاع ثقافي يستقي منه الرواد خدمات وفعاليات تتضمن الإجابة عن أي سؤال أو استفسار في جميع المجالات , فهي تخدم الطلبة بتزويدهم بمصادر المعلومات المكملة والمقوية لمناهجهم الدراسية,كما أن التطور الاقتصادي والمهارات الفنية الحديثة اللازمة للصناعات تستلزم اطلاعا دائما على ما يكتب عن أخر التطورات العلمية وهذا ما توفره المكتبة فضلا عن أن المكتبة بما توفره من مصادر للمعلومات منوعه تجعل الفرد القارئ لها أقدر على فهم ومناقشة الشؤون العامة , هذا كما أن المكتبة تساعد على قضاء وقت الفراغ بشكل أكثر جدوى للفرد والمجتمع إلا أنه من المؤكد أن بروز وتطور التقنية أصبحت من التحديات التي تواجهها المكتبات في أدائها لخدماتها ما لم تؤخذ جميع المبادرات للحيلولة دون تقادم الخدمات المكتبية فقد أصبح مثلا الحاسب الآلي وشبكة الانترنيت من أهم مميزات الخدمة المكتبية الحديثة في العالم فلا بد لمكتباتنا أن تواكب هذا التطور .وقبل الدخول في المقارنة بين الخدمات المكتبية المقدمة في مكتبات مدينة الموصل وبالاخص بين مكتبتين عريقتين فيها هما المكتبة العامة المركزية والمكتبة المركزية لجامعة الموصل لابد من إعطاء نبذة لكل من المكتبتين:-المكتبة المركزية لجامعة الموصل تأسست سنة 1967 وهي تقع داخل الحرم الجامعي لجامعة الموصل لها بناية مكونه من ثلاثة طوابق , تشرف أداريا وفنيا على مكتبة أبن خلدون – المكتبة الواقعة في المجمع الثاني لجامعة الموصل – وتشرف فنيا على مكتبات الكليات في الجامعة,عدد العاملين فيها ( 154 ) شخصا بينهم ( 13 ) تدريسي ذوي تخصصات إنسانية والباقي ما بين موظفين بتخصصات مكتبية وأخرى غير مكتبية .المكتبة المركزية العامة تأسست سنة 1930 وهي تابعة أداريا لديوان محافظة نينوى لها بناية من طابقين تقع في منطقة الفيصلية في وسط مدينة الموصل , تشرف أداريا وفنيا على ( 5 ) مكتبات فرعية في الوقت الحاضر موزعة على أقضية محافظة نينوى , عدد العاملين فيها ( 23 ) موظفاً باختصاصات وشهادات مختلفة بينهم اختصاص مكتبي وحيد .وعند المقارنة بين الخدمات المكتبية المقدمة بين المكتبتين نجد أن هناك اختلافا واضحا فيما بينهما , وعموما أن المكتبتين لم تصلا إلى مستوى الطموح أو المستوى الذي وصلت أليه المكتبات الحديثة في التطور وبخاصة في المجال الالكتروني فعلى الرغم من أن المكتبة المركزية لجامعة الموصل قد أدخلت التقنية الحديثة في عملها إلا أننا لا نجد ذلك عمليا في أروقة وقاعات المكتبة حيث يمكن للمستفيد أن يستخدم تلك التقنية في إيجاد معلوماته مباشرة , أما المكتبة المركزية العامة فلا يوجد فيها أي استخدام الكتروني حديث في مجال الخدمة المكتبية يمكن الاستفادة منه والعمل فيها سائر بالطرق التقليدية ويعود السبب في ذلك لعدم المعرفة بهذا التطور وعدم تدريب العاملين عليه وقلة الكادر .وإذا تناولنا الخدمات المكتبية بشيء من التفصيل فأننا نلاحظ أن هناك اختلافات في طريقة تقديمها فخدمة الإعارة مثلا تكون لعامة الناس في المكتبة المركزية العامة وداخلية فقط بينما تكون مخصصة للجامعيين فقط في المكتبة المركزية للجامعة والإعارة فيها داخلية وخارجية وهذا أمر طبيعي ومقبول حسب طبيعة المكتبة.أما خدمة الفهرسة التي تعين المستفيد على تحديد مكان أي كتاب يعرف مؤلفه أو عنوانه أو موضوعه فمتوفرة في المكتبتين ولكن بالطريقة التقليدية ولم يدخل عليها أي تحديث يراه المستفيد .وعن خدمة الكشافات وهي أدلة يمكن الاستفادة منها لإيجاد مقالات تخص موضوعا معينا موجوداً في الدوريات فهي غير متوفرة في المكتبة المركزية العامة وإن توفرت في المكتبة المركزية للجامعة فهي غالبا ما تحتاج إلى التحديث.أما خدمة الإحاطة الجارية أي عرض جديد المكتبة دوريا فهي غير متوفرة في المكتبة المركزية العامة في حين أنها متوفرة وبالطريقة الحديثة في المكتبة المركزية للجامعة عن طريق الدخول إلى موقعها الالكتروني أو المنتدى الخاص بها.أما الخدمة الإرشادية وتشمل استقبال المستفيدين والرد على استفساراتهم وإكسابهم مهارات التعامل مع المكتبة فهي متوفرة في المكتبتين وبدرجة متساوية.وخدمة البث الانتقائي للمعلومات والتي يتم عن طريقها تزويد المستفيد بالإصدارات الحديثة في مجال تخصصه فهي غير متوفرة في المكتبة المركزية العامة بينما متوفرة الكترونيا في المكتبة المركزية للجامعة عن طريق الدخول الى المكتبة الافتراضية العراقية وتحميل ما يحتاج إليه من المعلومات ولكن الاتفادة منها مقتصرة على العارفين باللغة الانكليزية.وعن خدمة الجماعات فهي خاصة بالمكتبات العامة وهي متوفرة في المكتبة المركزية لمدينة الموصل ولكن بنطاق محدود وتعني تقديم الخدمات المكتبية إلى التجمعات السكانية البعيدة عن طريق فتح مكتبات فرعية في تلك التجمعات حيث تعمل ألان (5 ). مكتبات فرعية في أقضية ونواحي المحافظةأما خدمة الأقراص المدمجة والانترنيت فهي غير متوفرة في المكتبة المركزية العامة ومتوفرة خدمة الأقراص المدمجة أي أل CDفي المكتبة المركزية للجامعة بصورة محدودة وبخاصة الرسائل والاطاريح الجامعية المنجزة بعد عام 2000.وعن خدمة الترجمة فلا وجود لها في المكتبتين , أما خدمة الاستنساخ فهي متوفرة في كلتا المكتبتين ولكنها في المكتبة المركزية العامة مقتصرة على الاستنساخ الورقي ويعاني هذا النوع من الاستنساخ في المكتبة المركزية للجامعة من زخم المراجعين , أما الاستنساخ الالكتروني فمتوفر فقط في المكتبة المركزية للجامعة .وأخيرا خدمات البناية إذ تعاني كلتا المكتبتين من انقطاع التيار الكهربائي وعدم مقدرة المولدات الخاصة على توفير أجواء مناخية لطيفة ومناسبة للمطالعة.بعد هذا العرض الموجز نجد أن أغلب الخدمات المكتبية متوفرة في المكتبة المركزية لجامعة الموصل وقد أدخلت على بعضها التقنيات الحديثة وإن لم تصل بعد إلى المستوى الذي وصلت إليه المكتبات الحديثة , أما المكتبة المركزية العامة فتفتقر إلى الحداثة والتطور كما تفتقر إلى الكثير من الخدمات المكتبية المعروفة لذوي الاختصاص المكتبي .ان هذه العثرات يمكن معالجتها بزيادة عدد الموظفين ذوي الاختصاص المكتبي في المكتبتين وبخاصة في المكتبة المركزية العامة وإدخال موظفي المكتبتين وبخاصة المكتبة المركزية العامة دورات تدريبية عن الخدمات المكتبية وكيفية تحديثها والعمل على فتح مكتبة عامة في الجانب الأيمن من المدينة لتسهيل الوصول إلى المكتبة كما يجب الاهتمام بخدمتي الإحاطة الجارية والبث الانتقائي للمعلومات وإيصالها إلى أكبر عدد من المستفيدين وتعريب المكتبة الافتراضية العراقية لإمكانية الاستفادة بصورة اكبر فضلا عن زيادة المخصصات المالية المكتبية لتوسيع الخدمات وتحديثها وإدخال خدمة الانترنيت للمستفيدين ضمن قاعات خاصة في المكتبة تقدم خدماتها مجانا أو بأجور زهيدة لأهميتها في إيصال المعلومة وفي كلتا المكتبتين .