6 فبراير، 2013
الإرشاد في جامعة الموصل الواقع والطموح
يحظى موضوع الإرشاد بعناية واهتمام كبيرين من قبل الدول من خلال ما تقدمه من جهود كثيفة من أجل رعاية طلبتها وتوجيههم الوجهة الصحيحة لتضمن لهم حياة دراسية مناسبة مهما كلفها ذلك العمل من وقت وجهد إيماناً منهم بأن لهذه الخدمات الإرشادية دورها الفاعل من خلق التكيف النفسي والاجتماعي لطلبتها. وكما هو معلوم أن طلبة الجامعة من أي مجتمع من المجتمعات هم دعامة المجتمع فإذا كان المجتمع يسعى نحو بناء اجتماعي واقتصادي وسياسي فإن صرح هذا البناء لن يقوم إلا إذا قمنا بتوجيههم وإرشادهم، لذا فإن الحكمة تستدعي ضرورة توجيه العناية والرعاية إلى شريحة فعالة في المجتمع. إلا وهي طلبة الجامعة، وطلبة جامعة الموصل إسوة بطلبة الدول الأخرى بحاجة إلى من يقدم لهم المساعدة ويرشدهم ويوجههم الوجهة الصحيحة، فرعاية الطلبة والاهتمام بهم أمر موضوعي لأنهم يمثلون واحدة من الشرائح الاجتماعية المهمة في المجتمع إلى جانب ذلك فهم يشكلون مصدر الاستمرارية والحيوية كذا وجب الاهتمام بشكل جدي بالعمل الإرشادي وجعله عنصراً هاماً ضمن عناصر العمل التربوي، فضلاً عن أن تقديم الخدمات الإرشادية للطلبة تعد حقاً من حقوقها المشروعة وضرورة إنسانية واجتماعية في الوقت نفسه وهذه المهمة تقع على عاتق الجامعة بوصفها مؤسسة تربوية مؤثرة في إعداد الطلبة وفي رقي المجتمعات من خلال وظيفتها الرئيسة في تحقيق النمو الشامل لطلبتها من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية وذلك من أجل تحقيق رسالتها وغايتها بتخريج جيل سليم ذي شخصية تتسم بالثقة والإخلاص أي بمعنى أن يكون التعليم فعالاً منتجاً. لذلك نجد ضرورة توجيه الجهود لرعاية طلبتنا والتي يربو على الآف الطلبة فهم بلا شك يعانون العديد من المشكلات والعقبات المتنوعة التي تعززها المرحلة الجامعية بوصفها مرحلة انتقالية حرجة في حياة الطالب فهي مرحلة مختلفة عن المدرسة الثانوية أو تكثر مشكلاتهم والتي تختلف باختلاف الأفراد واختلاف ظروفهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية فهناك مشكلات ذات طابع أكاديمي وهناك مشكلات ذات طابع اجتماعي فضلاً عن المشكلات ذات الطابع النفسي فمثل هذه المشكلات ولدّت حاجة ماسة إلى وجود خدمات إرشادية وقائية وعلاجية يعينهم على تجاوز مشكلاتهم والتخفيف من حدته من خلال إتباع أساليب إرشادية ملائمة تقدم لطلبتنا عن طريق ما يطلق عليه بالجلسات الإرشادية التي يقدم لها التدريس (مرشد الصف) كونه المسؤول عن رعاية الطلبة. وكما هو معلوم أن هناك لجان فرعية من كل كلية مهمتها متابعة العملية الإرشادية في الكلية من خلال مطالبتها من كل قسم بتسمية لجان إرشادية داخل القسم مهمتها توزيع الطلبة على المرشدين ومتابعة مشاكل الطلبة ومعرفة ظروفهم الشخصية إلا أن الواقع يعكس لنا صورة مغايرة وهي عدم وجود جلسات إرشادية في بعض أقسام الكليات من الأساس وحتى أن وجدت في بعض الكليات فهي قليلة جداً تقتصر على جلسة واحدة خلال العام الدراسي تناقش فيه موضوعات أحادية الجانب على الرغم من أن طلبتنا في المرحلة الجامعية يواجهون العديد من المشكلات سواء كانت دراسية أم اجتماعية أم اقتصادية أن نفسية والتي تحتاج إلى من يقدم لهم المعالجات الصحيحة لمشكلاتهم ومتابعتها لذا نلاحظ لجوء بعض من طلبتنا إلى جهات أخرى غير المرشد عند مواجهتهم لأي مشكلة وفيها على سبيل المثال الأصدقاء وهم بطبيعة الحال لا يملكون الخبرة والدراية الكافية لتقديم النصح والتوجيه وهذا بطبيعة الحال يعود إلى قصور الإرشاد أو ضعفه في بعض كليات الجامعة إلى جانب عدم أخذه بجدية كافية في نفوس القائمين بالعملية الإرشادية والممثلة باللجان الإرشادية في الكليات أي عدم وجود وتطبيق فعلي وعملي لهذا الموضوع وبقائه(حبر على ورق)لدى بعض الكليات. لذا نأمل بتفعيل أكبر لدور اللجان الإرشادية ابتداءً باللجنة المركزية ونزولاً إلى المسؤولين في الكليات ممثلة باللجان الإرشادية إلى جانب اللجان المخصصة في الأقسام من خلال عقد الجلسات الإرشادية والأخذ بها بجدية واهتمام كبير لأنها من الأمور المهمة والأساسية للعملية الإرشادية إلى جانب ذلك التأكيد على أهمية الإرشاد من خلال التوعية الإعلامية في الجامعة عن طريق الملصقات والإعلانات واللقاءات المستمرة فضلاً عن تخصيص ساعات إرشادية بشكل منظم إلى جانب ذلك إنشاء أماكن أو قاعات إرشادية في كل كلية يديرها مختصون للقيام بعملهم بشكل سليم.