12 مارس، 2013

مخطوطات الموصل .. اثراء في إعادة تشكيل الحدث

لا شك ان المخطوطات تعد احدى ابرز المصادر التاريخية التي تعمل عملها في اعادة تشكيل الحدث التاريخي في الزمكان، من خلال اضافاتها النوعية على صعيد التعليل او التفسير او اماطة اللثام عن جزء من الكل في اطار المسك برقبة الاحداث التاريخية.فمن المعلوم بأن المؤرخ عند تناوله لموضوعة من الموضوعات التاريخية على الصعيد السياسي ام الاقتصادي ام الاجتماعي، يسعى لابراز الحقائق كما هي دون تحيز او ميل لهذا الطرف او ذلك من الاطراف المشاركة في صياغة الحدث التاريخي.ويجهد المؤرخ النفس في تنويع مصادر البحث التاريخي وصولاً الى الغايات المرجوة في اظهار الحقائق ورسمها كما حدثت، وفق شروطها الموضوعية بالارتكاز الى الوثائق غير المنشورة والمؤلفات التاريخية والجرائد، والاطاريح والرسائل والمقالات والدوريات والمصادر الاجنبية عند الضرورة.ويبقى للمخطوطات اهمية استثنائية وثقل مميز في استظهار الحقائق، كونها تفسر حدثاً او تجلي غامضاً او تعمل على توكيد فعل مضى في سياق الاحداث التاريخية المتصلة.او توثيقاً لجهود علمية لاحد العلماء بذلت في احدى ضروب المعرفة العلمية،في الادب او النحو او البلاغة او علوم القرآن والفقه وغيرها، وهناك عدد وافر من الاسر الموصلية الكريمة تحترز على مجموعة من المخطوطات، التي تتناول شأناً في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والادبية والمعرفية بشكل عام. لفترات تعود الى مطلع القرن العشرين وحتى منتصفه. ونعتقد بأن نفض الغبار عنها ونشرها، يساهم في اغناء الحركة المعرفية المحلية، ولتكون زاداً لطلبة العلم والدارسين في حقل العلوم الانسانية بشكل خاص، ومن الثابت ان تلك المخطوطات قد قصد كاتبها رواجها والاستفادة من مادتها العلمية بمضامينها المختلفة، واجزم بأنه لم يخطها يراعه لكي تخزن من قبل احفاده، بل ان يسعوا لكي ترى النور، ربما لم يسعفه الحال او الظروف للعمل على نشرها او لم تتاح وسائل النشر الكافية في حينها فبقيت في ادراج الرفوف. والان مع هذا التطور الهائل في وسائل الطباعة وادوات النشر، يمكن العمل سريعاً وبأقل التكاليف على نشر المخطوطات مع تقادم السنين عليها. وربما استشهد هنا بالجهود الحثيثة التي يبذلها أ.د. ابي سعيد الديوه جي في نشر المخطوطات العلمية لشيوخ وعلماء اسرة آل الديوه جي في التخصصات التاريخية والادبية والفقهية. وهو مدرك لعظم هذا العمل الجليل على الرغم من الاتعاب التي يبذلها في هذا المضمار. متمنياً على الاسر الموصلية الكريمةالتي تمتلك مخطوطاً او عددمن المخطوطات، السعي بكل جدية لنشرها ولتكون صدقة جارية لاصحابها وليستفاد من مضامينها ارباب العلم والعلماء. ولتغني الحركة المعرفية في مدينتنا الموصل الشمّاء.

مشاركة الخبر