28 أغسطس، 2013
مخطوطات المكتبة المركزية في الموصل لسعيد الديوه جي
تعد المخطوطات والوثائق ذاكرة الأمة الحية التي حفظت لنا من خلال المعلومات الواردة فيها العديد من الأحداث والأخبار في مختلف الجوانب المتعلقة بمدينة الموصل من حيث الواقع السياسي وفهم لطبيعة الحياة الاجتماعية والدينية لأهل الموصل ، مع تسليط الضوء على الأوضاع والفعاليات الاقتصادية في المدينة ، وقد استأثر الجانب العلمي في هذه المخطوطات بمعلومات غاية في الأهمية لم يسلط الضوء على أكثرها ، ولعل هذا ما دفع المؤرخ الراحل سعيد الديوه جي إلى الإطلاع عليها والتعريف بها في كتابه (مخطوطات المكتبة المركزية في الموصل) وهذه المخطوطات هي مما تضمه المكتبة المركزية وهي بالطبع المكتبة المركزية العامة ، تمييزاً لها عن المكتبة المركزية في جامعة الموصل.
يقع كتاب الديوه جي في 34 صفحة وهو أشبه ما يمكن أن نطلق عليه بكراس فهرستي عرض فيه أهم المخطوطات التي وقعت بين يديه مما كانت تضمه المكتبة المركزية العامة ، وقسمها إلى احد عشر مجموعة ، فهناك مخطوطات القرآن الكريم والعلوم القرآنية وكانت تسعة مخطوطات ، أما المجموعة الثانية فهي الحديث الشريف وما يتعلق به وبلغ عدد مخطوطاته خمسة عشر مخطوطاً ، في حين أن المجموعة الثالثة كانت حول الفقه وما يتعلق به وبلغ عدد مخطوطاته خمسين مخطوطاً وهي الأعلى بين المجموعات الخاصة بالمخطوطات ، أما المجموعة الرابعة فهي التصوف وما يتعلق به وعدد مخطوطاته خمسة عشر مخطوطاً ، في حين أن المجموعة الخامسة جاءت حول مخطوطات اللغة والأدب وما يتعلق بهما وكان عدد مخطوطات هذه المجموعة اثنين وثلاثين مخطوطاً ، على أن المجموعة السادسة كانت حول مخطوطات النحو وجاءت بواقع ستة وعشرين مخطوطاً .وكان للكتب الروحانية نصيب مهم من المخطوطات في المجموعة السابعة التي عرف بها الديوه جي وبلغ عدد مخطوطاتها ثمانية عشر مخطوطاً ، أما علم الطب فجاء في المجموعة الثامنة بواقع خمسة مخطوطات وهي النسبة الأقل من المخطوطات من بين كل المجموعات ، على أن المجموعة التاسعة تتعلق بمخطوطات علم المنطق والحكمة وبواقع تسع مخطوطات .أما المجموعة العاشرة فتتعلق بمخطوطات المجاميع وبلغ عددها سبعة مجاميع خاصة بالمخطوطات ، والمجموع عادة يحتوي على كتب ورسائل مخطوطة في مواضيع مختلفة قد تحمل أسماء مؤلفين وقد تكون مجهولة المؤلف ، وأكثر هذه المجاميع عدداً والتي قدمها الراحل سعيد الديوه جي بلغ عددها ستة عشر كتاباً ورسالة ضمن مجموع واحد ، واقلها عدداً بلغ ثلاثة كتب ورسائل ضمن المجموع الواحد .أما المجموعة الحادية عشرة والأخيرة فحملت عنوان كتب مختلفة وهي مخطوطات لا تقع ضمن علم معين من بين المجموعات العشرة السابقة وبلغ عددها عشرة مخطوطات .وتميز أسلوب عرض المخطوط عند المُؤَلِف بذكر عنوان المخطوط ، مع ذكر اسم مؤلفه ووفاته ، وتاريخ كتابة المخطوط ومكان كتابته ، وذكر ما يبتدئ به المخطوط ، وأحيانا يذكر ما ينتهي به ، ثم يعرض نوع الخط واسم الناسخ وتاريخ ومكان النسخ ، وينبه كثيراً إن كان المخطوط كاملاً أم ناقصاً سواء من أوله أو من آخره ، وإن كان للمخطوط أكثر من نسخة فأنه يشرح النسخ الأخرى للمخطوط ، وليست كل المخطوطات قد كتبت باللغة العربية فهناك مخطوطات كتبت باللغتين التركية والفارسية .وهناك العديد من المخطوطات التي ألفها علماء من أهل الموصل ، ومنها ما كانت مواضيعها تتعلق بمدينة الموصل ويعد البعض منها بحكم النادر ولم يتصدى احد إلى تحقيقها ، مما نجده في كتاب الراحل سعيد الديوه جي ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، مخطوط (مسائل فقهية منظومة ) لعلي أفندي العمري الموصلي المتوفى سنة (1146هـ/م) ، وكذلك مخطوط (ديوان بصيري باللغة التركية ) لمؤلفه السيد خليل البصير بن السيد علي بن السيد إسماعيل الموصلي توفي في (القرن الثاني عشر الهجري / القرن الثامن عشر الميلادي ) ، ومخطوط قصائد لشعراء مواصلة وبلغ عددهم خمسة عشر شاعراً نذكر منهم محمد الغلامي وملا جرجيس ومحمد أمين العمري ونعمان بك الجليلي وعبدالله بك بن ياسين أفندي المفتي ، وجميع الشعراء توفوا ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين ، ونجد كذلك مخطوط (وصف حصار الموصل سنة 1156هـ وهو الكتاب الذي رفعه الحاج حسين باشا الجليلي الى السلطان العثماني) ومؤلفه يدعى بارعي افندي وهو مكتوب باللغة التركية ، ويطالعنا مخطوط ثمين هو عبارة عن (قصيدة في مدح الموصل وأخرى في ذمها ) وجاءت مجهولة المؤلف والناسخ وهي تقع ضمن مجموع .